لماذا لم يتحرك وزير الصحة ضد الفساد والإهمال بمستشفى الباجور التخصصي؟
تساؤلات كثيرة يثيرها صمت الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، والدكتورة مها إبراهيم رئيسة أمانة المراكز الطبية المتخصصة، عن تفشى الإهمال والفساد بمستشفى الباجور التخصصي بالمنوفية، تحت قيادة الدكتور محمد المرسى مدير المستشفى.
وقد تلقت جريدة النهار شكاوى كثيرة من المرضى أو ذويهم من المترددين على مستشفى الباجور التخصصي، خاصة بعد أن قمنا بنشر حالة الشاب صاحب الـ 19 عاما، والذي دخل المستشفى لإجراء جراحة زائدة دودية، وهو الآن ميت إكلينيكيا في العناية المركزة، وحالة الرجل صاحب الـ 45 عاما، والذي دخل المستشفى في حادث سير، وبقى في قسم العظام لمدة أسبوع دون عرض على قسم الأوعية الدموية ما تسبب في الاضطرار لبتر قدمه، والمفارقة أن قدمه اليمني هي التى كانت تحتاج للبتر، ليخطئ المستشفى بسبب الإهمال ويقوموا ببتر قدمه اليسرى.
كل هذا الإهمال دون فتح تحقيق رسمي من جانب وزير الصحة أو أمانة المراكز الطبية المتخصصة تفتح المجال للتساؤل إذا ما كان هناك تواطؤ من قبل وزير الصحة ورئيسة أمانة المراكز الطبية المتخصصة فيما يحدث بالمستشفى؟ ولماذا كل تلك الحوادث في صرح طبي يقصده المواطنين من أجل إسعافهم ولم يتحرك أحد حتى الآن؟ خاصة أن هذا الصرح الطبي كان نموذجا يحتذى به وأصبح طاردا للمرضى.
هذا الإهمال الطبي يرقى إلى درجة الفساد، وامتد للجانب الإداري لدرجة هروب الأطباء من قسم الجراحة، الذي أصبح شبه فارغ من الأطباء، فضلا عن أطباء الزمالة الذين طلبوا النقل من المستشفى.
مانشرناه جاءتنا عليه ردود أفعال كثير من المواطنين المترددين على المستشفى، بشأن ما وصفوه بـ"تدهور مستوى الخدمة" داخل مستشفى الباجور التخصصي، موجّهين انتقادات حادة لإدارة المستشفى وعلى رأسها مديرها الدكتور محمد المرسى، وسط مطالبات بفتح تحقيق رسمي.
وخلال السطور التالية ترصد جريدة النهار تعليقات المواطنين على ما يحدث داخل المستشفى:
قال المواطن محمد حنفي في تعليق له إن المدير –بحسب قوله– يتعامل بتعسف مع هيئة التمريض وخصوصًا العنصر النسائي، ويهددهن بالجزاءات، في الوقت الذي "يُريح بعض الأطباء" على حد وصفه، مما أدى إلى هروب بعض الممرضات أو طلبهن إجازات متكررة.
وقال المواطن سامي قاسم إن المستشفى يعاني من "نقص تواجد الاستشاريين"، معتبرًا أن الأطباء صغار السن يتحملون العبء الأكبر من العمل.
وكتب أنس الوكيل أن المستشفى –بحسب رأيه– "انهارت إداريًا" بسبب ما وصفه بـ"سوء إدارة المدير الحالي"، واصفًا أسلوبه بالتعالي والنرجسية، واعتبر أن تراجع المستشفى يمثّل "خسارة كبيرة لأهالي المنوفية".
واستعرض حسام خلف تجربته، حيث قال إن والده دخل المستشفى بإصابة حرجة تشمل كسورًا في الجمجمة ونزيفًا داخليًا، لكنه بقي في الاستقبال 12 ساعة بدعوى عدم وجود سرير عناية، مؤكدًا أن حالته تدهورت قبل أن يتم نقله إلى مستشفى آخر.
وذكر أحمد عبدالرؤوف أن ابنته مكثت يومًا كاملًا في المستشفى دون تشخيص دقيق قبل أن تدخل العناية المركزة لمدة شهر، متهمًا بعض العاملين بعدم الالتزام بمتابعة الحالات بالشكل المطلوب.
وقالت شيماء ناصر إن المستشفى "أصبح مكانًا يخرج منه المريض أسوأ مما دخل"، بينما ذكرت مواطنة أخرى أنها مكثت ثلاثة أيام دون تلقي علاج سوى محلول ملحي رغم احتساب تكلفة يومية عالية، واتهمت عمال النظافة بطلب مبالغ مالية بشكل متكرر.
حتى لحظة نشر هذا الخبر، لم يصدر وزير الصحة قرارا بشأن مدير المستشفى ولم يصدر أمرا بالتحقيق في الأمر وهو ما يثير علامات استفهام كثيرة.


.jpg)

.png)



.jpg)



