بعد واقعة أكتوبر.. اللواء رأفت الشرقاوي: «اللودر والقصاص العادل»

قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إنه تم حبس 6 متهمين 10 سنوات في قضية «انفجار خط الغاز بطريق الواحات» المحكمة تُدينهم بالقتل والإصابة الخطأ ومخالفة قانون تنظيم أنشطة الغاز الطبيعي.
وقضت محكمة جنح أكتوبر، أمس السبت، بحبس 6 متهمين لمدة 10 سنوات لكل منهم، وذلك في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«انفجار خط الغاز بطريق الواحات»، والذي أسفر عن مصرع 8 مواطنين وإصابة 17 آخرين في 30 أبريل الماضي، نتيجة تسرب غاز أعقبه انفجار مدوٍ على الطريق.
وجاء الحكم حضوريًا على 5 متهمين، وغيابيًا على المتهم الـ6، وسط إجراءات أمنية مشددة داخل قاعة المحكمة وخارجها، وبحضور عدد من أهالي الضحايا والمصابين الذين تابعوا الجلسة في ترقّب ودموع لم تُخفها ملامح الصمت.
وبحسب ما ورد في قرار الإحالة الصادر عن المستشار ضياء جعفر، رئيس نيابة أكتوبر، فقد وُجّهت للمتهمين تهم القتل الخطأ، والإصابة الخطأ، والإهمال الجسيم، إلى جانب مخالفة مواد قانون تنظيم أنشطة الغاز الطبيعي.
وقد استندت النيابة في قرار الإحالة إلى المواد 238 و244 من قانون العقوبات، والتي تجرم القتل الخطأ والإصابة نتيجة الإهمال، بالإضافة إلى المادتين 5/1 و10/1 من القانون رقم 217 لسنة 1980 الخاص بتنظيم أنشطة الغاز الطبيعي، والمادة 378 بند 6 من قانون العقوبات، المتعلقة بإتلاف المرافق العامة أو تعريضها للخطر.
كما تم تحديد المتهمين الـ 6 في قرار المحكمة على النحو التالي: محمد.أ.ع.م- سائق لودر بشركة مقاولات المليجي المنفذة لمشروع توسعه الطريق. عمر.أ.ص.ح- مساح بشركة مقاولات المليجي المنفذة للمشروع. محمد.و.ش.أ- مهندس مدني بشركة مقاولات المليجي المنفذة للمشروع. أحمد.ج.م.إ- مهندس معماري بشركة مقاولات المليجي المنفذة للمشروع. علاء.إ.ع.ر- مهندس مدني ومدير مشروعات استشارات (سهلي- الصاوي)/ المشرف على شركة المقاولات أحمد.م.ي.ص (غيابيًا)- مهندس بـ(سهلي- الصاوي) ودوره متابعة أعمال شركة المقاولات «المليجي» بمشروع التوسعة.
وكانت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة قد خلصت إلى وجود مخالفات جسيمة في إجراءات الحفر والردم والتعامل مع خطوط الغاز، وعدم الالتزام باشتراطات السلامة، ما أدى إلى تسرب كميات من الغاز الطبيعي من أحد الخطوط، ثم اشتعالها نتيجة شرارة مفاجئة.
واستمعت النيابة إلى شهادات عدد من المصابين، بينهم المواطن الراحل محمود صلاح الدين، الذي أدلى بشهادته قبل وفاته متأثرًا بجراحه، وتحدث عن اللحظات الأخيرة قبل الانفجار، قائلًا: «شمينا ريحة غاز جامدة.. نزلت من العربية أشوف الطريق.. حسيت بسخونة.. وعينيا اسودّت».
واستندت المحكمة في حكمها إلى ما ثبت من تحقيقات النيابة، ومعاينات المعمل الجنائي، والتقارير الفنية حول طبيعة التسرّب الغازي، بالإضافة إلى إفادات شهود العيان والمصابين الذين عاينوا موقع الحادث لحظة وقوعه.
يُشار إلى أن الحكم الصادر اليوم قابل للاستئناف خلال المدة القانونية، في حين لم تُعلن حتى الآن نية دفاع المتهمين في اتخاذ أي إجراءات للطعن على الحكم.
وكان هناك ترقب بين أسر الضحايا والمصابين قبل الحكم على المتهمين في «انفجار خط غاز طريق الواحات» حيث وصل متهمي «انفجار خط غاز طريق الواحات» إلى محكمة جنح أكتوبر وسط حراسة مشددة ، بعد مصرع 8 وإصابة 17 .
ومن الأمراض الاجتماعية والأفات التي أنتشرت وأصابت حياتنا مرض الإهمال والتسيب واللامبالاة ، والتقصير في الأعمال والتهاون في أدائها وعدم إتقانها، والله -عز وجل- قد حذرنا من هذا الإهمال، وأخبرنا بأنه رقيب علينا وينظر إلى أعمالنا؛ قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ .
كما لا يزال الإهمال هو العامل الأول فى العديد من الحوادث، فتُحصد أرواحا بريئة وتُخلف عاهات أو تحدث إصابات بآخرين، أوقعهم الإهمال فى مصيدته، يستوى أن يكون وراء ذلك الإهمال طبيب أعمل مشرطة دون مبالاة بالأرواح، أو حتى عامل تحويلة تقاعس عن القيام بعمله، أو سائق لودر قام بكسر خط الغاز كما حدث بطريق الواحات فى مدينة 6 أكتوبر ، وخلف حتى الإن عدد ثمانى وفيات فالنتيجة واحدة، ضحايا هنا أو هناك ، وأمثلة أخرى عديدة نعانى منها يوميآ نتيجة الاستهتار واللامبالاة.
وأوضح أن حياة البشر غالية وثمنها لا يقدر بمال ، فالكون سخره الله لخدمة الإنسان فهو أغلى شئ على وجه الأرض ، وذلل كل شئ من أجل أن ينعم بذلك ، ويعمر فى الأرض ويستغل كل ما أنعم به الله على البشرية ، ويعبد الخالق كما أمره ليفوز بجنة الخلد .
ووصل عدد وفيات انفجار خط الغاز بطريق الواحات فى مدينة 6 أكتوبر الى الثامنة ضحايا ، نسأل الله السلامة.
لافتا إلى أن الإهمال سلوك يتجاوز تأثيره صاحبه، ولا يقتصر عليه، فالإنسان المهمل هو إنسان "فوضوي" غير مبال، يتأثر محيطه الشخصي بإهماله بقصد أو بدون قصد، ففي المنزل دائماً ما يشكو المتعايشون مع المهمل من تبعات إهماله وفوضوية الجزء الذي يحتله، وفي العمل يوجد الموظف المهمل والمدير المهمل، وبسبب هذه التأثيرات المباشرة وغير المباشرة، فإن سؤالاً لابد أن يتم طرحه بهذا الصدد عن هذا السلوك، وهل هو نتاج الكسل والتقاعس؟، أم أنه يُعد مرضاً نفسياً يحتاج إلى علاج؟.
وتلقت مديرية أمن الجيزة بلاغا يوم السابع من مايو الجارى ، باندلاع حريق هائل بخط غاز ، بطريق الواحات فى مدينة 6 أكتوبر، انتقل على الفور رجال الحماية المدنية، وتم التنسيق مع الجهات المختصة لإغلاق خط الغاز، وتم السيطرة على النيران وإخمادها.
وأسفر الحادث عن مصرع وإصابة عدد من الأشخاص، واحتراق عدد من السيارات التى تصادف مرورها بمحيط الحريق، وتم نقل المصابين إلى المست
شفى، وفارق شابين من المصابين الحياة.