النهار
الأربعاء 4 يونيو 2025 03:52 صـ 7 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
المداح فخ للنصب.. بلاغ من نقيب الممثلين ضد صفحة تضلل شباب الفنانين قبل عيد الأضحى.. ضبط أكثر من 10 طن دواجن مجمده ومواد غذائية مجهولة المصدر بالقليوبية عاجل مقتل محامي بكفرالشيخ اعلان مسابقة السيناريو للدورة الأولى لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة سوق المزارعين بمحطة الرمل بالإسكندرية يقدم خصومات تصل 30% بمناسبة عيد الأضحى يمر بضغط نفسى .. العثور على جثمان طبيب بترعة الإبراهيمية فى أسيوط خلال استقباله رئيس حزب الوعي مفتي الجمهورية يؤكد:.العمل الوطني المشترك طريقنا لتحصين الوعي وصون الهوية عزيز عبدو يحتفل بأجواء الصيف بكليب بعنوان ”عدت علينا” نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات كليات الجامعة بالدَّراسة ويشيد بانضباط العمل داخل الجان بمسدس الشمع وأعواد الكبريت والشيش طاووق..فني سقالات يبدع فى عمل مجسمات مبان ومساجد تحاكى الواقع عالم نم نم ..شاب يبدع في النحت بفن الديورما بمصغرات مجسمة أقل حجما من عقلة الإصبع رسومات من إعادة تدوير القهوة والكاتشب والجيلي..إسراء تحاكي الواقع بتصميمات خيالية من بقايا الطعام

عربي ودولي

زيارة الشرع إلى الكويت.. من كسر العزلة إلى شراكة إقليمية جديدة

زيارة الشرع إلى الكويت
زيارة الشرع إلى الكويت

حط الرئيس السوري أحمد الشرع أمس الأحد، في مطار الكويت الدولي، في أول زيارة رسمية له إلى البلاد منذ توليه الرئاسة، محملا بآمال إعادة بناء الجسور بين دمشق والدول الخليجية.

وتزامنت الزيارة التاريخية التي جاءت ردا على دعوة شخصية من أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مع إقلاع أول طائرة إغاثة كويتية إلى سوريا، في مشهد يجسد التحول من تجميد العلاقات إلى ذوبان جليد القطيعة.

وتعد الكويت المحطة العربية السابعة والتاسعة دولياً للرئيس السوري منذ توليه منصبه في يناير الماضي، إذ تضمنت جولاته السابقة زيارات إلى السعودية، وتركيا، ومصر، والأردن، وقطر، والإمارات، وفرنسا، والبحرين، وهو ما عكس نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً لـ "الشرع".

وكان التواصل بين دمشق والدوحة متوقفاً منذ عام 2012، غير أن الأشهر الماضية شهدت بوادر جادة لاستعادة الثقة، تجلت في زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى دمشق في ديسمبر 2024 وإعادة فتح القنوات الدبلوماسية.

سيادة سوريا أولاً

ركزت المحادثات بين الجانب السوري والكويتي على تعزيز العلاقات «الأخوية الراسخة» بين البلدين والشعبين الشقيقين، حيث أكد وزير شؤون الديوان الأميري الكويتي الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح أن المباحثات تناولت سبل دعم هذه العلاقات وتطويرها في جميع المجالات، وشددت على أهمية ترسيخ التعاون الثنائي بين البلدين وتوسيع أطره بما يخدم مصالحهما المشتركة.

وفي هذا الإطار، تم التأكيد صراحة على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وأمنها واستقرارها، وهو موقف متوافق مع موقف الكويت الثابت الداعم لوحدة سورية وسلامة أراضيها.

كما جرى استعراض آخر التطورات الإقليمية والدولية، حيث أكدت البيانات ضرورة تعزيز الجهود العربية والدولية لتخفيف معاناة السوريين والحد من تبعات الأزمة السورية.

كما تضمنت التصريحات الرسمية بعد اللقاء إشارات قوية إلى «العلاقات الأخوية» و«المصلحة المشتركة»؛ فقد ذكر الشيخ محمد المبارك الصباح أن المباحثات تناولت العلاقات الأخوية الراسخة بين الشعبين وسبل تنميتها في كافة المجالات.

كما شدد على «أهمية ترسيخ التعاون الثنائي وتوسيع أطره بما يخدم مصالح البلدين»، مؤكداً "جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سوريا وصون سيادتها ووحدة أراضيها".

من الجانب السوري، ركزت البيانات الرسمية الصادرة عن وكالة الأنباء (سانا) على مضمون متقارب، حيث جاء فيهما أن الطرفين عبرا عن الروح الأخوية والرغبة المشتركة في "المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الأصعدة".

وتناغمت التصريحات الكويتية والسورية في إبراز التآزر ودعم الاستقرار، مع تشديد مشترك على سيادة سوريا ومصالحها الوطنية، وهو ما يعكس توافق الرؤى وإرادة البلدين في تعزيز شراكتهما الاستراتيجية.

شراكة اقتصادية تنتعش بعد القطيعة

وفي الجانب الاقتصادي، أكد الطرفان رغبتهما في تعزيز الشراكة «في مختلف المجالات»، بما في ذلك الاقتصاد والطاقة. فقد ذكر بيان كونا أن الزعيمين بحثا «سبل تعزيز التعاون في جميع المجالات".

وفي الأيام السابقة للزيارة، بحث وزير الطاقة السوري محمد البشير مع وفد استثماري كويتي فرص الاستثمار المشترك في مشاريع الطاقة والبنية التحتية.

ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود لتعميق الشراكة الاقتصادية وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين، في ضوء الحاجة الماسة إلى إعادة الإعمار في سوريا بعد الحرب.

ويتوقع أن تشمل آفاق التعاون مجالات إعادة بناء البنية التحتية (كالكهرباء والطرق)، والاستثمار في حقول النفط والغاز، فضلاً عن التجارة البينية.

ومن المرجح كذلك أن تشارك الكويت في تمويل مشاريع إنسانية واقتصادية مستقبلية في سوريا، مستفيدة من خبرتها في الإعمار والتنمية.

ويرى المراقبون أن تصريحات طرفي الزيارة تدل على إمكانية توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم قريبا لتعزيز هذا التعاون، خاصة بعد نجاح معرض «بيليدكس 22» السوري في توقيع المئات من الصفقات الاستثمارية مؤخراً.

وكانت الكويت قد أعلنت مسبقاً إطلاق رحلات إغاثية لمساعدة الشعب السوري، مما ينبئ بدور إنساني واسع للكويت في دعم السوريين خلال المرحلة المقبلة.

جولة الشرع الخليجية تكتمل

وعلى الجانب الإقليمي والدولي، تأتي الزيارة في خريطة تحركات خارجية نشطة شملت دولاً عربية مؤثرة؛ فقد زار الرئيس الشرع منذ توليه منصبه السعودية وقطر والبحرين والإمارات، بالإضافة إلى مشاركته في قمة طارئة بالقاهرة حول القضية الفلسطينية.

وتمثل زيارته إلى الكويت الحلقة الخليجية الأخيرة في هذا المسار، فمقارنة بالزيارات السابقة، تتيح الكويت فرصة لتعزيز العلاقات ضمن المحيط الخليجي، إذ لطالما تمتعت الكويت بدور متوازن في الملفات الإقليمية.

وتعد هذه الخطوة أيضاً مؤشراً على تواصل الانفتاح العربي نحو سوريا؛ فهي تأتي ضمن سياق أوسع لدمج سوريا مرة أخرى في الجامعة العربية وفتح أبواب التعاون معها. وعلى المستوى الدولي، رحبت إدارة واشنطن مؤخراً بتطبيع العلاقات مع دمشق؛ إذ اعتبر الخارجية الأمريكية رفع العلم الأمريكي في دمشق «لحظة مفصلية» تمثل فتح صفحة جديدة في العلاقات السورية–الأمريكية.

كما جددت مصر ودول أخرى دعمها لسوريا وشعبها، مما يدل على تقبل دولي عام لمسار التقارب العربي مع سوريا.

وتشير هذه الدلالات إلى أن زيارة الكويت لن تمر دون ملاحظات إيجابية من الشركاء الإقليميين والدوليين، بل قد اعتُبرت خطوة متوافقة مع توجه إقليمي نحو إنهاء عزلة سوريا.

ويرى المراقبون أن الزيارة مثلت مؤشراً إيجابياً للرأي العام العربي تجاه تواصل سوريا مع محيطها، كما مثلت الزيارة حدثًا ذا أهمية مزدوجة على المستويين الثنائي والإقليمي؛ إذ تؤكد العودة الفعلية للمباحثات على أعلى المستويات بين البلدين بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات، وتنطوي على رسالة دبلوماسية قوية حول دعم الكويت لسوريا وشعبها.

كما يشير محللون سياسيون إلى أن الزيارة تندرج ضمن سياق التحولات الإقليمية الجارية، حيث تتزامن مع انفتاح متزايد في دول عربية وأجنبية نحو سوريا شملت السعودية ومصر وتركيا بل وواشنطن، وهو ما قد يمهد لمرحلة جديدة من التعاون.

كما يتوقع المراقبون أن تشهد العلاقات بين الكويت وسوريا مزيدًا من التفاعل في الأشهر المقبلة ربما عبر إبرام اتفاقيات اقتصادية وتسيير المزيد من الرحلات أو إنشاء آليات ثنائية تنسيقية مما سيشكل مقياسًا لقدرة هذه الزيارة على أن تكون نقطة تحوّل فارقة في تاريخ التعاون بين البلدين.

موضوعات متعلقة