النهار
الثلاثاء 20 مايو 2025 04:33 صـ 22 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ضبط 200 كجم أسماك ولحوم غير صالحة في حي غرب شبين الكوم بالمنوفية ليفربول يخسر أمام برايتون 3-2 بمشاركة صلاح بالدوري الإنجليزي أسامة شرشر يكتب: هدنة غزة... انتصار لدور مصر وقطر فى مواجهة رغبات طائشة لشرق أوسط جديد! ”عطيه” يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل.. ويشدد على سرعة الإنجاز لخدمة المرضى محافظ القليوبية يبحث مع مساعد وزيرة البيئة تطوير منظومة إدارة المخلفات محافظ القليوبية يشهد حملة مكبرة لإزالة ”التراكمات التاريخية” أسفل محور الفريق العصار.. ويوجه بتحويلها لمشروعات خدمية حيوية محافظ أسيوط يضبط خبزًا ناقص الوزن ويوجّه بإجراءات قانونية فورية تحويل حركة الطيران من مطار سوهاج الدولي إلى مطار أسيوط الدولي اعتبارًا من أول يوليو لأعمال صيانة عاجلة مصر تُكثف دعمها لغزة: أكثر من 19 ألف شاحنة مساعدات منذ بداية العدوان ليفربول يتقدم 2-1 أمام برايتون في الشوط الأول ياسين العياري يدرك التعادل لـ برايتون أمام ليفربول شغالين بشكل غير قانوني.. إغلاق عدة مراكز طبية مخالفة خلال حملة تفتيشية موسعة في قنا

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: هدنة غزة... انتصار لدور مصر وقطر فى مواجهة رغبات طائشة لشرق أوسط جديد!

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

تمرّ المنطقة العربية بمرحلة مفصلية تحمل فى طياتها تحولات جيوسياسية حادة وتحديات وجودية، فى ظل تراجع وحدة الموقف العربى وتعدد الأجندات الإقليمية والدولية.

وفى القلب من هذه التحولات، تتجلى القضية الفلسطينية، لا سيما الوضع فى غزة، كمؤشر كاشف لحالة الوهن العربى والانقسامات التى تضرب العمق القومى.
غزة اليوم ليست مجرد ساحة حرب، بل ساحة اختبار للمواقف والسياسات، فقد أصبحت محلًا للمقايضة السياسية والاصطفافات الجديدة، فى مشهد يعكس غياب إستراتيجية عربية موحدة تجاه القضية المركزية. وفى هذا السياق، تبرز مصر كصاحبة الموقف الثابت والمبدئى، الرافض لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة أو الضفة، أو تصفية القضية تحت مسمى «الشرق الأوسط الجديد».
التحركات الدبلوماسية المصرية، التى لم تهدأ منذ اندلاع الحرب، أثبتت أن القاهرة لا ترى فى غزة عبئًا جغرافيًا، بل بعدًا إستراتيجيًا متصلًا بأمنها القومى وأمن الأمة العربية ككل، ومن هنا جاء التنسيق الوثيق بين مصر وقطر لإنجاز هدنة مؤقتة لمدة شهرين، تتضمن إطلاق نصف الرهائن، فى خطوة تهيئ الأرضية لحل أوسع، دون المساس بثوابت القضية.
فى المقابل، تسببت التحركات الفردية لبعض الفصائل الفلسطينية، لا سيما حماس، وتواصلها المباشر مع واشنطن، فى تعقيد المشهد التفاوضى.

فغياب الخبرة السياسية والتفاوضية لدى هذه الأطراف، ومحاولاتها تجاوز المبادرة المصرية، أضعف من فرص التوصل إلى اتفاق شامل، وأكد مجددًا ضرورة أن تظل مصر هى الطرف المركزى فى أى حل سياسى.
من ناحية أخرى، لا يمكن إغفال الدور القطرى الواضح والفاعل، والذى انسجم مع الرؤية المصرية، فى محاولة لإنجاح الجهود الدبلوماسية وضمان عدم الانزلاق نحو سيناريوهات التهجير أو الانهيار الإنسانى الكامل فى غزة. هذا التنسيق شكل رسالة قوية مفادها أن بعض الدول العربية لا تزال قادرة على العمل المشترك لخدمة القضايا القومية، إذا ما توفرت الإرادة السياسية.
كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال قمة بغداد الأخيرة حملت إشارات مهمة، حين أكد أن التطبيع العربى مع إسرائيل لن يفضى إلى سلام حقيقى طالما ظلت القضية الفلسطينية عالقة، بدون حل عادل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
هذا الموقف أعاد التأكيد على الثوابت المصرية التى لم تتغير رغم تغير المعادلات الإقليمية.
لقد عملت مصر خلال السنوات الماضية، من خلال مؤسساتها الأمنية والدبلوماسية، على حماية الثوابت العربية، ومنع تآكل القضية الفلسطينية على المستوى الإقليمى والدولى. ولعل أبرز دليل على ذلك هو دعوة مصر إلى مؤتمر دولى لإعادة إعمار غزة فور توقف العمليات العسكرية، فى رسالة واضحة تؤكد أنها تتحرك بهدوء لكن بثبات نحو أهداف إستراتيجية لا تقبل المساومة.
أما فيما يتعلق بعلاقات مصر مع القوى الدولية، فالحضور المتزايد للقاهرة فى الفضاءات العالمية من خلال تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا، وحضور الرئيس السيسى احتفالات النصر فى موسكو ولقاؤه الاستراتيجى مع الرئيس بوتين، تعكس رغبة مصر فى تنويع تحالفاتها وبناء موقف دولى أكثر توازنًا، بعيدًا عن الاعتماد الأحادى على واشنطن.
وفى أوروبا، جاء الموقف الإسبانى اللافت، والداعم الواضح لقيام الدولة الفلسطينية، بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا، ليتقاطع مع الرؤية المصرية ويمنحها غطاءً أوروبيًا فى لحظة سياسية شديدة الحساسية.
كما تواصل مصر التعاون مع دول أمريكا اللاتينية، والدول المطلة على البحر الأحمر، مثل جيبوتى والصومال، فى إطار سعيها إلى تأمين طرق الملاحة البحرية، خصوصًا فى مضيق باب المندب، لما لذلك من تأثير مباشر على قناة السويس وأمنها القومى البحرى.
فى المقابل، تتعامل القاهرة بحزم مع ما يحدث على حدودها الجنوبية مع السودان، إذ ترفض تمامًا تقسيم السودان أو السماح بتغلغل ميليشيات الدعم السريع المدعومة إقليميًا، لما فى ذلك من خطر مباشر على أمن مصر واستقرار الإقليم.
وفى ليبيا، تنفى مصر تمامًا الاتهامات بمحاولة التصعيد أو مواجهة تركيا، مشددة على أنها لا تطمع فى أى أراضٍ عربية، بل تسعى لحماية وحدة واستقرار الدول المجاورة التى يرتبط أمنها ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومى المصرى.
إن أى محاولة لتهميش الدور المصرى فى الملفات الإقليمية لن تكون مجدية، لأن القاهرة لا تزال الرقم الصعب الذى لا يمكن تجاوزه، خصوصًا فى ظل ضعف الشرعية الشعبية لكثير من السياسات الإقليمية القائمة على المال دون رؤية أو مشروع قومى حقيقى.
وعليه، فإن التحالفات الجديدة فى المنطقة لا يمكن أن تكتب لها الاستدامة أو النجاح من دون مصر، التى ظلت الفاعل الأساسى فى صياغة السياسات الإقليمية منذ عقود. وإذا كان هناك من يحاول المزايدة على دورها، فإن الأيام ستثبت أن البوصلة الحقيقية لاستقرار الشرق الأوسط تمر عبر القاهرة.
وفى الختام
نقول لكل من يهمه الأمر:
قفوا خلف مصر فى هذه اللحظة المفصلية، ولا تراهنوا على تهميشها، لأن صبرها لن يطول، ومواقفها تستند إلى تاريخ وجغرافيا يصعب كسرهما.