النهار
الثلاثاء 6 مايو 2025 04:38 مـ 8 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
شروط التقديم لمسابقة الأب القدوة لعام 2025.. «التضامن» توضح آخر موعد للاستفادة من منح تيسيرات بالإعفاء بنسبة 70% من غرامات التأخير للوحدات والمحال خطط لحظر صفقات الغاز الجديدة مع روسيا بحلول نهاية العام، افتتاح أحدث سفارات مكتبة الإسكندرية للمعرفة بجامعة الوادى الجديد المشدد 7 سنوات لسائقين لاتجارهما في المواد المخدرة وحيازة سلاح نارى بالقليوبية إطلاق مشروع ”جامعات خضراء من أجل مستقبل أفضل” بمكتبة الإسكندرية مهرجان الفواكه الصيفية للترفيه على السائحين بمنتجع ”بالم بيتش” في الغردقة رئيس جامعة المنوفية يفتتح معرضي كلية الهندسة الإلكترونية للمشروعات الطلابية والصناعات الحرفية والتكنولوجية لذوي الهمم سقوط لصوص التليفونات في قبضة مباحث شبرا الخيمة القضاء يقضي بتداخل المتضررين في دعوى إلغاء احتكار الهرم لأوراسكوم محافظ القليوبية يستقبل سفير أذربيجان بالقناطر الخيرية احتفالاً بالذكرى 102 لميلاد الزعيم حيدر علييف توريد 54 ألف طن قمح إلى شون وصوامع البحيرة

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: هل تنجح قمة بغداد؟

أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار

سؤال هام ومحورى يدور فى الشارع العربى ولدى الخبراء والمحللين وليس له إجابة، هل تنجح القمة العربية رقم 34 فى بغداد فيما فشلت فيه القمم العربية السابقة؟!

ولِمَ لا؟ وبغداد عادت بقوة لتلعب دورًا عربيًا وإقليميًا هامًا فى هذا التوقيت وهى بلد الحضارة والعلماء والشعراء والمفكرين وحائط الصد الحقيقى للبوابة الشرقية للأمن القومى العربى، وهى عصية على التطبيع الإبراهيمى، وتمتلك من العقول الذين يمثلون خطرًا حقيقيًا بأفكارهم وأبحاثهم وعلمهم على المشروع الصهيونى التوسعى الذى يتحقق بشكل مريب وسريع.

وشعب العراق يملك فى جيناته وموروثه الثقافى والحضارى والتاريخى شفرات الرفض والمقاومة، وكربلاء خير شاهد على ذلك، وكذا مقاومة أهل العراق للغزو الأمريكى الذى كان دمارًا على بغداد ومدنها ودجلة والفرات، ولكنها صمدت ضد كل المحاولات المستمرة لضرب الهوية الوطنية العراقية وإرثها الثقافى وحوزاتها العلمية التى كانت منارة للعالم، وتصدت لمحاولات نهب خيراتها وثرواتها وعبرت هذا المستنقع الأمريكى الصهيونى بفضل رجالها وقاماتها العلمية والفكرية.

ستظل وستبقى بغداد آخر قنديل زيت على أرض الحقيقة فى مواجهة المشاريع الظلامية الصهيونية السامية والغربية، وها هى تعود بقوة لحاضنتها العروبية بقوة شعبها وانطلاق اقتصادها وكشفها لكل المخططات التى تحاول ضرب مسيرتها، وأعتقد أن الحرب القادمة ستكون حرب أفكار بين الحضارة الإسلامية والفكر الصهيونى، بين الذكاء الاصطناعى والغباء الصهيونى.

وها هى إسرائيل تحاول أن تتحرش ببغداد المسلمة تحت ذريعة ارتباطها بإيران من خلال حشدها الشعبى لتكون وسيلة لوقف هذا المارد العربى القادم من أعماق الحضارة والتاريخ، فهل تحقق قمة بغداد يوم 17 مايو الجارى الحد الأدنى من التنسيق فى المواقف والقرارات لصالح الشعوب العربية وتوفير مساحات واقعية لحل أزمات المنطقة والخلافات الواضحة بين الدول العربية وبعضها البعض؟.

وهل سيكون هناك صندوق مال عربى حقيقى لمساعدة السلطة الفلسطينية وشعوب عربية أم سينفض المولد العربى بلا قرارات على أرض الواقع لإرضاء البابا ترامب الذى أساء لبابا الفاتيكان فى مرقده؟ وهل سيمنح العرب إسرائيل فرصة ثانية لتدمير العراق ودول عربية أخرى؟!.

متى نفيق ونستفيق أيها الحكام العرب؟ إلى متى لا تقفون جميعًا خلف مصر أمام مواجهة أطماع نتنياهو واليمين الإسرائيلى المتطرف الذى يركز الآن على تسليح جيش مصر وقدراتها العسكرية فى سيناء؟ ولِمَ لا وجنود وضباط القوات المسلحة المصرية «خير أجناد الأرض»؟!

سؤال بسيط وعفوى.. لماذا لا تصطف الدول العربية خلف مصر وتدعمها اقتصاديًا بدلًا من مئات المليارات من الدولارات من أموال العرب التى تذهب لدعم الآلة الأمريكية الإسرائيلية التى أبادت أهلنا فى غزة والضفة الغربية واليمن وسوريا والسودان ونحن متفرجون؟!.

لماذا لا تبدأ قمة بغداد مصالحة عربية عربية حقيقية بين السودان والإمارات، وبين الجزائر والمغرب، وبين لبنان وليبيا؟ لماذا لا يُتخذ موقف وقرار عربى ضد ضرب المفاعلات الإيرانية والتى كانت سببًا فى إقالة مستشار ترامب للأمن القومى؟ وعلى الجانب الآخر إسرائيل تمتلك 400 قنبلة نووية ومفاعلات نووية ولا أحد يستطيع أن يتكلم عن ذلك!.

إسرائيل تعربد وتحتل أراضى سوريا وتتخذ من دمشق ملعبًا لمواجهة إسرائيلية تركية على الأراضى السورية، فإلى متى ستظل الدول العربية مفعولًا بها وليست فاعلة؟ تعرفون لماذا؟ لأننا أصلًا كعالم عربى ودول عربية متفرقون نعمل ضد بعضنا البعض لصالح الأمريكان والإسرائيليين، فالخريطة العربية ممزقة ومبعثرة وغير موحدة، طالما يعمل البعض لصالح الهيمنة الأمريكية والمشروع الترامبى الجديد؛ فاليوم غزة ستكون ريفييرا شرق أوسطية، وغدًا تتحول عواصم عربية أخرى إلى استراحة لترامب وعصابته وأبناء النتنياهو وبن غفير وسموتريتش وآخرين.

فنحن نعيش حالة من التجاذبات والاستقطابات الحادة والسريعة، ونحن نحذر قبل انعقاد قمة بغداد من انزلاق المنطقة العربية لحرب شاملة على المكشوف وبث مباشر أمام صمت العالم العربى والإسلامى والدولى فيما يجرى ويُعد له من التوغل الإسرائيلى الفاضح فى جنوب سوريا، لتكون مسرحًا يُعد الآن لمواجهة مع تركيا.

هل ستنجح القمة العربية فى بغداد ولو لمرة واحدة فى كسر الحصار ووقف قتل وإبادة الفلسطينيين فى غزة وإنهاء سياسة التجويع؟!

هل سيُتخذ قرار عربى فى الدعم العلنى بالسلاح والمال وإدخال المساعدات الغذائية من رفح المصرية حتى لو حدثت مواجهة عسكرية؟!

متى سيقول العرب (لا) للأمريكان ولإسرائيل؟ ولماذا لا نستخدم كعرب كل أدواتنا الاقتصادية، وخاصة البترول والغاز، لكشف ووقف وفضح المشروع الترامبى ومحاولات الاستيلاء على الأراضى والأموال العربية بالقوة؟!

هل سنؤكد فى القمة على المصالحات العربية للمرة الثانية بين لبنان وليبيا ومحاولة طى ووقف الحرب فى اليمن على الشعب اليمنى الذى يُقذف بمئات الأطنان من القنابل يوميًا؟!

هل نستغل التقارب المصرى التركى، والإيرانى السعودى ونعيد بناء جدار ثقة حقيقى بين الدول العربية والدول المجاورة وخاصة إيران وتركيا؟!

هل ستنجح قمة الفرصة الأخيرة فى وقف الحرب المدمرة فى السودان وعودة الحياة والروح للشعب السودانى الرائع والعظيم؟!

وهل تلعب الدول العربية كاملة ومجتمعة دون إقصاء أحد دورًا محوريًا كضامن للتهدئة بين أمريكا وإيران فى المفاوضات النووية؟!

وهل سندعم لبنان وشعبه المقاوم فى فرض سيطرته وتحرير قرى الجنوب العشر من الوجود الإسرائيلى؟!

أخيرًا متى تنتهى المسرحية الهزلية بين قيادات حماس وفتح التى دمرت الشعب الفلسطينى فى القدس وغزة والضفة الغربية؟ فليذهبوا إلى الجحيم ويبقى الشعب الفلسطينى العظيم الذى دفع فاتورة الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية بدمائه وقتل أطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه، فلم يتعرض شعب على سطح الكرة الأرضية لإبادة على مر الأزمان والعصور كما تعرض شعب غزة الأبى.

وصحوت فجأة على حلم وزلزال يقول لى: لن يحدث ذلك؛ فالعالم العربى سيظل مختبرًا وحقل تجارب للأسلحة الأمريكية والإسرائيلية قبل بيعها لدول العالم.. وسيبقى الحال على ما هو عليه ما دمنا خائفين وتابعين.

وعجبى!