السبت 11 مايو 2024 09:15 مـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
لإتجاره في الهيروين المخدر... المؤبد وغرامة 100 ألف جنية لعامل صيانه بالخانكة رشا أبو مسلم: حفل مهرجان الأفضل عربيا ينافس الكبار في الحضور والرقي عيد الأضحي بداية إنطلاق مهرجان بينالي 2024 بمدينة مالموا السويدية وحضور خاص لعازف العود العالمي نصير شمه المشدد 10 سنوات وغرامة 100 ألف جنية لشقيقين لإتهامهم بالإتجار في الهيروين المخدر بالخانكة جمارك مطار الغردقة تحبط ٣ محاولات تهريب كمية من مخدر الحشيش خوسيليو يقود هجوم ريال مدريد أمام غرناطة في الدوري الإسباني الخارجية الأمريكية: إسرائيل استخدمت الأسلحة في انتهاك للقانون الدولي في غزة طارق العشري يكشف سبب رحيله عن الاتحاد السكندري: تعرضنا للإهانة توتنهام يستعيد نغمة الانتصارات بثنائية بيرنلي في الدوري الشوط الأول.. الأهلي يتعادل سلبيًا مع بلدية المحلة في الدوري رسميًا.. نادي بيرنلي أول الهابطين إلى الـ تشامبيونشيب قبل جولة من البيرميرليج تذكرتي تعلن فتح باب الحجز لـ مباراة الزمالك ونهضة بركان في نهائي الكونفدرالية

تقارير ومتابعات

أين يذهب أطفال غزة عقب استشهاد أسرهم؟

أطفال غزة
أطفال غزة

أطفال فلسطين أيتام على الأرض.. أبرياء تحت القصف
برلماني: أسطورة حماية الغرب لحقوق الإنسان انتهت
جمال فرويز: العدوان بيأمن نفسه مستقبليًا باستهداف الأطفال والنساء للقضاء على الانجاب

طفل وحيد يجلس في زاوية مظلمة من مستشفى لم يعلم أين هو وما الذي أتي به إلى هذا المكان، ويتسأل بكل برأة عن والدته وأسرته، فتكون الإجابة إن جميعهم استشهدوا.. هذا حال أغلب أطفال غزة بعد القصف الإسرائيلي عليهم، فلا يوجد ألم أشد من ألم طفل فقد كل ما لدية من عائلة، بات وحيدًا في حياة لا يفهم فيها شئ ولا يعلم من الذي يعتني به وإلى أين يذهب أو مع من؟، فمنهم الجرحى ومنهم الرضع ومنهم من ذوي الهمم فكل هؤلاء الأطفال ما مصيرهم بعد فقدان ذويهم على يد العدوان الإسرائيلى.

أطفال نجوا دون أهلهم

قال عامر أبو الهدى، مسئول عن حقوق الطفل بفلسطين، تفقد غزة كل يوم مأت المواطنين جراء القصف الإسرائيلي الغاشم، ومن ثم تباد أسر بأكملها ولا ينجوا منها سوى طفل صغير لا يعرف عن الحياة شئ، وقد انتشر على موقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور الطفلة جوليا صاحبة الثلاث أعوام التي فقدت والدتها ووالدها في يوم واحد وأصبحت بلا أهل، في مازالت تسأل عليهم ولا تستوعب أمر موتهم، فليست هذه الطفل وحسب بل كل يوم تموت العديد من الأسر تاركين خلفهم أطفال ليس لهم أحد في هذه الحياة سوى الله.
وأضاف "أبو الهدى" أن هؤلاء الأطفال يتم إعطائهم لأقاربهم أو جيرانهم، ولكن الوضع لا يستمر لفترة طويلة فبعد إنتهاء الحرب يتم إيداع الأطفال الذين فقدوا أهلهم في دور رعاية خاصة بهم، ويكون في نظام تبني لهم من داخل فلسطين أو من خارجها ولكن عن طريق تبنيهم ماديا فقط.


وأشار عامر إلى أن الوضع في غزة يزداد سوء كل يوم فهناك عدد كبير من الأطفال فقدوا أسرهم وجيرانهم، فالمشكلة هنا تكمن في نفسية الطفل والجرح الذي لا يلتأم ابدا فهو فقد أعز ما له في الحياة، وأكد على ضرورة وضع بنود أساسية في القانون الدولي لحماية الطفل بشكل واضح وصريح.

وفي سياق متصل قال محمد الصابري، من مخيم الشاطئ في قطاع غزة، إن الأطفال يذهبون إلى أقاربهم حسب الدرجات بعد فقدانهم لوالدهم ووالدتهم، وإن لم يستدل على أقارب لهم يتم إيداعها في ذمة جيرانهم.
وأضاف "الصابري" أن أهالي غزة بتعاملون مع الموقف كأنهم بيت واحد فيأخذون الأطفال دون النظر لمن هم أو أبناء من، وهذا ما يخفف على الطفل الفزع والخوف وشعور الوحدة الذي يصاب به الطفل بعد فقدانه لاهله.

طفل جريح لم يعد لديه عائلة تعتني به


قال رضوان غسان، طبيب فلسطيني، إن الأطفال في غزة حالهم يدمع العين ويمزق القلب، المستشفيات مليئة بالأطفال الجرحى الذين فقدوا أسرهم بأكملها، بأي ألم نفسي وجسماني يشعرون وكيف لهم أن يتحملوا الوضع الذي يزداد سوءا كل يوم.
وأشار "غسان" إلى الأمراض والأضراباط النفسية التي تلحق بهؤلاء الأطفال فهم بحاجة إلى دور رعاية ومتابعة نفسية بأستمرار حتى نتمكن من نزع الخوف والقلق والرهبة من قلوبهم، فالعديد من الأطفال التي لا يتجاوز سنها الخمس أعوام يعانون من سلس البول بسبب الفزع الشديد الذي تعرضوا له بسبب أعمال العدوان الإسرائيلي تجاههم.

أطفال فلسطين يحتاجون علاج نفسي مكثف


لكل حرب ضحاياها وهنا أغلب الضحايا أطفال فلسطينيين فقدوا أسرهم جراء القصف الإسرائيلي، وللأسف لا نستطيع تحديد جازم لعدد الأطفال الذي تركوا بلا عائلة، والخوف عليهم هنا أن أغلب العصابات الخطيرة تقوم بخطف الأطفال خلال الحروب بين الدول، لذلك نعمل على تسليم الأطفال لأقرب أفراد عائلتهم، حسبما قالت منى فوزي، طبيبة نفسية فلسطينية تعيش في قطاع غزة.

وأكدت "فوزي" أن الطفل الذي يفقد أسرته يشعر بالوحدة وتتحول بعدها لخوف دائم وهلع مستمر وهذا ما يؤثر بالسلب على نفسية الطفل فتخلق منه طفل غير قادر على مواجهة الحياة بالإضافة للأمراض العضوية التي يُصاب بها الأطفال جراء الإصابات النفسية التي تعرضوا لها، لذلك يجب على دور الرعاية التعامل الخاص مع هؤلاء الأطفال وتأهيلهم لمواجهة الحياة والعمل على خلق طفل مستقر نفسيًأ بعد الكم الهائل من العنف والفقد التي تعرض لهما على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت إلى أن السوشيال ميديا لها دور هام في مصير هؤلاء الأطفال فمن خلالها نستطيع نشر الصور الخاصة بالطفل لنتمكن من إيجاد أي أقارب في الخارج له، ولكن عدد الأطفال في غزة يفوق كل التوقعات وما يعاني منه الأطفال لم يكن سهلًا ابدًأ بل يحتاج لسنوات من العلاج النفسي.

بالأرقام.. ضحايا غزة من الأطفال

شهدت أحداث غزة استشهاد أكثر من 5000 طفل، وفق الإحصائيات التي تعلنها وزارة الصحة حتى الآن ومازال العدد يزداد يومًا تلو الآخر، إلى أن سيطرت وقائع استهداف الأطفال في فلسطين على مناقشات تعديل قانون الطفل في البرلمان، فكان من الضرورة تحليل المستهدف استهداف النساء والأطفال في غزة وكيف يمكن حمايتهم.

من المسئول والمستهدف منه؟

فقال النائب محمد الحسيني، وكيل لجنة الإدارة المحلية أن صمت المجتمع الدولي والعنصرية الواقعة ضد الأطفال في غزة هو المسئول الأول عن الأحداث.

وأضاف في حديثه لـ «النهار»، أسطورة حماية الغرب لحقوق الإنسان انتهت، مشيرًا إلى الانتهاكات والجرائم المستمرة التي يتعرض لها الأطفال والنساء في فلسطين وسط صمت دولي مستمر منذ أكثر من شهر ونصف.
وأشار النائب كريم درويش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى ضرورة تذكر ما يتعرض له أطفال فلسطين من أعمال إجرامية على يد الاحتلال الإسرائيلي، عند مناقشة التعديلات القانونية التي تمس حقوق الأطفال.
وأكد في تصريحاته لـ «النهار»، على أهمية مراعاة توفير الحماية اللازمة للأطفال، وتحقيق الردع في المخالف، منتقدًا صمت البرلمان الأوربي والأمم المتحدة، وإدعاءات حقوق الإنسان لدى بعض الأنظمة الغربية.

ومن جانبه، فسر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، استهداف الإسرائيليين للأطفال والنساء بعد أحداث طوفان الأقصى، أنها محاولة للتخلص من الجيل القادم.
وأضاف في حديثه لـ «النهار»،: «العدوان بيأمن نفسه مستقبليًا، لأن العدو الأساسي له غير موجود، فيبدأ التخلص من الأطفال والنساء للقضاء على الانجاب».
واستكمل: «الخطة المستهدفة تدور على محورين الإبادة الوقتية والمستقبلية، وقتًا أصبحت يده على كل غزة، ومستقبليًا يضمن عدم وجود مقاومة له حين يكبر الصغار لو تركهم».
واختتم: «رغم كل ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي لكن يجب العلم أن القضية لن تموت، ورغم الخسائر التي نشاهدها الآن لكن تظل فلسطين واسمها دائم ومساندة مصر والعرب ليحققوا النصر، والجيل في مصر وسوريا والجزائر والأردن وغيرهم من الدول بدأ يتشكل عندهم وعي بالقضية الفلسطينية».

موضوعات متعلقة