الجمعة 17 مايو 2024 05:47 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

كونسلتو الأسرة: كيف يؤثر مشهد ضرب الزوجة Hمام الأبناء علي الحياة الزوجية والأسرة

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة

"في ركن مظلم من شقة داخل إحدي العمارات السكنية بمنطقة إمبابة يقف أحمد طفل يبلغ بما يتجاوز الـ 6 سنوات باكياً يتابع شجار بينوالده و والدته والذي تطور الي تشابك بالأيدي و سيل من السباب و الشتائم المتبادلة صرخات الطفل تحاول منع الأب من أستكمل وصلةالضرب التي بدائها وسبب فيها جرحاً عميق في رأس الأم المسكينة التي حاولت الدفاع عن نفسها دون جدوي"

في هذا الصدد، تقول ريهام أحمد عبدالرحمن باحثة في الإرشاد النفسي والتربوي جامعة القاهرة ومدربة معتمدة في علوم تطوير الذات، إن الضرب يؤثر على الحالة النفسية للزوجة ويجعلها تفتقد للأمان والشعور بالاستقرار النفسي داخلهذه العلاقة المتوترة ، يقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.

-الآثار النفسية المترتبة على ضرب الزوجة أمام الأبناء

وتابعت "عبدالرحمن" إن هناك اثار نفسية سلبية لضرب الزوجة أمام الأطفال منها تبلد المشاعر ونقص رصيد الحب في قلبها تجاه زوجهاحيث أنها تفتقد في علاقتها مع زوجها بالرحمة والتي هي قوام الحياة الزوجية المستقرة، و الشعور بالنقص والدونية وانعدام الثقة بالنفسوالخجل وخاصة أمام الأبناء، وأيضا حسب دراسة علمية فالنساء الأكثر عرضة للعنف الجسدي واللفظي من قبل أزواجهم هم الاكثر عرضةللاكتئاب وإيذاء الذات، حيث من الممكن أن تصاب الزوجة المعرضة للعنف الجسدي باستمرار باضطرابات نفسية مختلفة كاضطراب القلق،واضطراب الحالة المزاجية.

-تأثير المشهد على الحياة الزوجية

-وأردفت "عبدالرحمن" أن هذا المشهد يؤثر بالسلب علي الحياة الزوجية ، حيث يؤدي ممارسة العنف الجسدي تجاه الزوجة لاضطرابالحياة الزوجية وارتفاع نسب الطلاق بين الزوجين وافتقاد عنصر الأمان والثقة بينهما، وقلة الثقة وانعدام التعاطف بينهما مما يؤثر بالسلبعلى مستقبل هذه العلاقة، وتراكم الخلافات الزوجية وبالتالي انعدام الرضا عن الحياة لدى الزوجة.

-تأثير المشهد على الطفل نفسيا

وأكدت "عبدالرحمن " إن هذا المشهد يؤدي يؤثر بالسلب علي الطفل ويولد الشعور بالخوف وعدم الأمان والراحة في هذه الحياة التييسودها التوتر والخلاف، وضعف التحصيل الدراسي نتيجة لتراكم المشكلات الأسرية وانشغال الطفل بهذا المشهد الذي حتما سيؤثر علىنفسيته، وأيضا إصابة الطفل بالوحدة والعزلة نتيجة عدم القدرة على تكوين علاقات إيجابية مستقبلا، أو على النقيض الآخر فقد يلجأ الطفلللعدوانية مع أصدقائه بالمدرسة نتيجة لهذا المشهد العنيف والذي لم يستطع فيه الدفاع عن أمه مما يجعله يشعر باللوم المستمر للذاتوالشعور بالذنب، بالاضافة الي النظرة السلبية للعلاقة الزوجية وبالتالي عدم النجاح في بناء علاقة سوية تقوم على الاحترام مستقبلا.

-روشتة تخطي المشهد

واختتمت "عبدالرحمن "من أهم سبل علاج مثل هذا المشهد هو الاعتذار من قبل الزوج لزوجته ومحاولة حل المشكلات الزوجية بعيدا عنالأبناء، وتجنب استخدام العنف لأنه يعد جرح لكرامة الزوجة ونفسيتها، بالاضافة الي اختيار التوقيت المناسب لحل الخلافات الزوجية وعلىالزوجة تحري الوقت والمكان المناسب لذلك.

كثير من المواقف التي يتعرض لها الأطفال في سن صغير بسبب مشاكل بين الأباء وانتهاء الحياة الزوجية بينهم أو سلوك الأباء الغيرآدمي في بعض المواقع مع الأطفال يقدم "النهار" سلسلة من هذه المشاكل والمواقف مع معالجة من الخبراء والمختصين في الصحةالنفسية والسلوك الأسرى ضمن سلسلة "كونسلتو الأسرة".