النهار
الجمعة 21 نوفمبر 2025 07:33 صـ 30 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
جامعة طنطا تدخل لأول مرة قائمة أفضل 350 جامعة عالميًا في تصنيف التايمز للعلوم البينية رئيس جامعة طنطا يشارك ف استقبال رئيس كوريا الجنوبية بجامعة القاهرة خلال أولى زياراته الرسمية لمصر مقتل مسجل خطر وضبط آخرين خلال مداهمة أمنية في بندر قنا أبو الغيط يرحب باتفاق مجلسي النواب والدولة الليبيين على البرنامج التنموي الموحد اتحاد المستثمرات العرب يشارك فى مؤتمر و معرض أوغندا ” لؤلؤة أفريقيا ” للسياحة .. كشريك استراتيجي لدعم... اليابان تفتح باب التسلح النووي.. ماذا يدور في الكواليس؟ تداعيات قرار الترويكا الأوروبية بمطالبة إيران تقديم تقارير دقيقة بشأن برنامجها النووي بالصور.. افتتاح مقر مودرن سبورت دبي ذوو الإعاقة السمعية يستغيثون.. معاناتنا لا تُقاس بالسماعات والمعينات لا تُلغي الإعاقة الوفد الثاني من المُلحقين الدبلوماسيين بوزارة الخارجية يزور استديو أحمد زويل بماسبيرو إسرائيل إلى الزوال.. متى تختفي دولة الاحتلال؟ فضيحة فساد كبرى تهز أوكرانيا.. زيلينسكي يواجه ضغوطًا لإقالة مسؤولين كبار بعد اختلاس 100 مليون دولار من قطاع الطاقة

مقالات

أسامة شرشر يكتب: انتصارات الأهلى تكشف فساد المنظومة الرياضية

النائب والإعلامي أسامة شرشر
النائب والإعلامي أسامة شرشر

أخطر ما فى هذا الكيان الرياضى النادى الأهلى، أنه يمتلك شعبية كبيرة جدًّا، فهو النادى الوحيد فى مصر الذى يستطيع أن يسعد كل بيت فى مصر، بعدما أصبح وبلا منازع هو سيد إفريقيا فى المجال الرياضى قولًا وفعلًا، وحتى أصبح (براند عالمى)، ولِمَ لا؟ فهو يطارد ريال مدريد فى قائمة الأكثر حصدًا للبطولات القارية فى العالم، فالأهلى حصد 25 بطولة ولا يسبقه إلا ريال مدريد بـ29 بطولة.

وأنا أتابع مباراة الأهلى مع الوداد المغربى كنت أستشعر أن هذا الضغط من جماهير النادى الشقيق الوداد المغربى بالشماريخ والدخان الذى ملأ ملعب المباراة، غير مبرر، فنحن كمصريين يربطنا بالمملكة المغربية الكثير من القواسم المشتركة، فالشعب المغربى كان عاشقًا لأم كلثوم والملك الحسن، رحمة الله عليه، كان يعتبر عبدالحليم حافظ ظاهرة استثنائية فى عالم الغناء، بل إنك وأنت فى الرباط أو كازابلانكا كان يستقبلك المواطن المغربى بحفاوة بالغة فقط لأنه ميز لهجتك المصرية التى يعرفها من الدراما المصرية، فهم يعشقون كل ما هو مصرى.

ولكن فى هذه المباراة شاهدت عبر شاشات التلفاز، بعض الجماهير التى تتصرف تصرفات غريبة على الشعب المغربى، ولا ترقى لسلوكه، وأنا على ثقة أنهم قلة –موجودة فى كل مكان- تحاول أن تشوه هذا الحدث الرياضى، ولكن رغم هذه الضغوط على النادى الأهلى، كنت أستشعر قدرته على خطف المباراة فى لحظة ما، وهو ما حدث.

ولكن ما جعلنى أكتب هذا المقال هو ما تابعته فى كل شوارع مصر وحواريها فى كل محافظات مصر، بل فى الخارج أيضا، من فرحة وابتسامة مرسومة على شفاه الأطفال والكبار والشباب والسيدات، وكأنهم حققوا فرحة مستعصية، أو إنجازًا استثنائيًّا، أو عودة حميدة، وكان النادى الأهلى بتاريخه وعراقته التى وضع أسسها مختار التتش، وبنى عليها صالح سليم وعبده صالح الوحش، واختتمها محمود الخطيب، هو سبب هذه السعادة والفرحة.

وفى لفتة تعبر عن تواصل الأجيال، رأينا حسام غالى على منصة التتويج وكأنها رسالة أنه الرئيس القادم للنادى الأهلى، فلهذا نجد أنه النادى الأوفر حظًّا، فى أن يكون متنفسًا للشعب المصرى بكل أطيافه أمام ندرة الانتصارات الرياضية، فالنادى الأهلى أصبح بحق وبالأرقام والحسابات، هو سيد إفريقيا.

فهل تتخيلون أنه النادى المصرى والعربى والإفريقى الوحيد الذى يشارك 9 مرات فى كأس العالم للأندية، وسيلتقى خلال الشهور القامة مع نادى مانشستر سيتى بطل أوروبا، وهذا فى حد ذاته إنجاز رياضى استثنائى، لا يعبر عن المنظومة الرياضية فى مصر، ولكنه استثناء بداخل استثناء، وهو يمثل الدولة العميقة بكل مفرداتها ودهاليزها وتناقضاتها، وأمام غول الحياة والأسعار، أصبح النادى الأهلى هو رئة التنفس للشعب المصرى وجماهيره من المحيط إلى الخليج، بل إن أعجب ما لاحظته هو أن البعض كان يدعو الله ويتوجه للسماء بالدعاء لفوز النادى الأهلى، وهذا يدل على مكانة هذا النادى فى نفوس المصريين.

وأتمنى أن تكون صرخة جماهير مصر احتفالًا واحتفاء بنصر النادى الأهلى، سببًا فى إيقاظ عقول وضمائر المسئولين الرياضيين، ليعيدوا ضبط المنظومة الرياضية التى أنهكها الفساد والإفساد، ولا يملك الشعب المصرى الذى يتنفس كرة القدم إلا الدعاء، والناس ذاهبون لأداء فريضة الحج، أتمنى أن يدعو الحجاج للمسئولين بدلًا من أن يدعوا عليهم.