النهار
الثلاثاء 17 يونيو 2025 09:00 مـ 20 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تقارير إعلامية: مقتل الرئيس الإيرانى الأسبق أحمدى نجاد بالرصاص في طهران الزراعة لـ«النهار»: لا أزمة في الأسمدة و250 ألف طن جاهزة بالمخازن.. والصادرات الزراعية لم تتأثر بالأزمة الإيرانية| خاص المحلل السياسي فراج اسماعيل يحلل للنهار هل الغزو البري الامربكي وارد بعد انتهاء القصف الجوي مدرس علي طريقة هنيدى وفاقد الذاكرة.. ”السقا ” يكشف ملامح دوره ببرومو فيلم أحمد وأحمد الإمارات تحدد موعد إجازة رأس السنة الهجرية 1447 الأجهزة الأمنية بكفر الشيخ تكشف لغز مقتل فتاة.. الأم وراء الجريمة بسبب علاقة عاطفية محافظ الفيوم يعتمد حركة تنقلات بالوحدات المحلية وإدارات الديوان العام جامعة طنطا ضمن أفضل 500 جامعة عالمية وفق تصنيف US News لعام 2025-2026 رئيس جامعة دمنهور يبحث تعزيز التعاون مع رئيس المكتب الثقافي بسفارة الكويت بالقاهرة ضوابط لإطلاق أسماء الرموز الوطنية على المنشآت العامة بكفر الشيخ نفوق دولفين ”ذو الأنف الزجاجية” على شاطئ بورفؤاد.. ومدير محميات مصر الشمالية يكشف التفاصيل الكاملة مدير مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ: إجراء 47 عملية زراعة قرنية خلال 5 شهور فقط

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: لصوص ليبيا إلى أين؟!

الكاتب الصحفي أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار

لا شك أن الأزمة الليبية وتصاعدها وحالات القتل والدمار وسيطرة الميليشيات عليها من كل جنسية تُدار من خلال (اتفاقية شرف اللصوص فى ليبيا) سواء ميليشيات ما يُسمى المجلس الأعلى للدولة، أو ميليشيات البرلمان أو غيرها مما خفى من ميليشيات ولاؤها لمن يدفع لها أجرها.

ففى سابقة نادرة فى دول العالم، يكون لدولة واحدة رئيسان للوزراء، وكل منهما له ميليشياته وقبيلته وعملاؤه والدول التى تدعمه، وأصبحت هذه الميليشيات للأسف الشديد هى ميليشيات حكومية وقبلية تحظى بدعم دولى، كل حسب علاقاته وولاءاته، والذى يدفع الثمن هو الشعب الليبى وليبيا الموحدة التى تم اختطافها بغرض تقسيمها، وما جرى فى طرابلس مؤخرًا يؤكد أن مشكلة ليبيا الحقيقية فى قيادات الدولة.. وأهل ليبيا هم من يدفعون الثمن.

والقضية تُختصر وتُختزل فى النفط والغاز، فهما السبب الرئيسى لما يجرى فى ليبيا، وخطورة هذا الموقف فى انعكاسه علينا فى مصر بصورة مباشرة لارتباطنا بالحدود والأرض والدم والأمن القومى المشترك، فكل ما يجرى فى ليبيا له علاقة بالأمن القومى لمصر، حيث تمثل الحدود الغربية المشتركة بين البلدين قاسمًا مشتركًا فى كل ما يحدث فى البلدين، حيث يتأثر كل بلد بما يحدث فى البلد الآخر، وفى الضربات الدائمة التى توجهها مصر للإرهاب والإرهابيين الراغبين فى التسلل إلى مصر أكبر شاهد على ذلك.

ولذلك أصبحت ليبيا ساحة لكل أجهزة استخبارات العالم، كل يدعم فريقه على حساب الآخر، وللأسف من سمح بهذا هم القيادات الحكومية والبرلمانية والعسكرية والشعبية فى ليبيا.

لقد صار الشأن الليبى لغزًا محيرًا لكل المحللين والمراقبين؛ لأن القضية أصبحت بلا حل، وبلا أمل لهذا الشعب الليبى الصابر منذ سقوط القذافى، فليبيا أصبحت مخزنًا للسلاح بكل أنواعه والتهريب بكل أساليبه، واستوطن الإرهاب بعض المناطق فيها وصارت تصدره، لأن حدودها حوالى ألفى كيلو متر على ساحل البحر المتوسط، ناهيك عن الهجرة غير الشرعية التى أصبحت تجارة وسمسرة رابحة للمرتزقة والميليشيات، وخاصة من تشاد؛ فهى مصدر لهؤلاء المرتزقة الذين يعبثون بأمن المواطن الليبى الذى صبر أكثر من 10 سنوات وما زال يحدوه الأمل بأن يتم توافق ليبى- ليبى قبل أن يكون دوليًا على مسودة الدستور الذى أصبح أحد أسس المشكلة، قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

فهل سنعيش وقتًا نرى فيه انتخابات تحدث فى ليبيا؟!

لو أرادت الدول الفاعلة فى الملف الليبى، وعلى رأسها أمريكا وروسيا وإيطاليا وفرنسا، أن تحدث نوعًا من الاستقرار والانتخابات فى ليبيا لحدث ذلك منذ سنوات، ولكن هم يرون أن مكاسبهم تزداد بهذا الصراع والنزاع الليبى الداخلى، واستمرار مصالحهم مرتبط بأن تكون هذه الدولة مشتعلة وغير مستقرة؛ لأنها إحدى أدوات الضغط على مصر، ولأن استقرار ليبيا جزء من استقرار الدولة المصرية.

فرغم أن اللاعبين فى الملف الليبى كُثُر، فإن النتيجة لا شىء، فلصوص ليبيا معلومون لدى مجلس الأمن؛ إذا كان هناك مجلس أمن فعلًا أو هيئات أو منظمات دولية تريد أن تجد حلولًا واقعية للأزمة الليبية المستعصية!.

فدعونا نقلها بصراحة إن أزمة ليبيا هى الميليشيات الحكومية التى ستكون سببًا فى سقوط هذا الوطن الغالى.

ولا عزاء للشعب الليبى.