النهار
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 03:21 مـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
عضو المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: توقيع اتفاقية غزة على أرض مصر سيسجله التاريخ بأحرف من نور وزير الشؤون الأفريقية الليبي يلتقي رئيس الهيئة العامة للمسرح والخيالة والفنون «وايدبوت» تُطلق أول وكيل ذكي يستقبل مكالمات العملاء على واتساب للأعمال أرفع الأوسمة المصرية.. ما هي قلادة النيل التى منحها الرئيس السيسي لـ«ترامب» تقديرًا لرموز الفن.. المهن التمثيلية ترد على أبناء الفنانين الراحلين وتعلن تقديم نسخة جديدة من كليب تامر حسني محمد الغزاوي: هدفنا تعظيم الموارد المالية والرهان على وعي الأعضاء في انتخابات الأهلي النحاس: تكريم الخطيب شرف كبير.. وشكرًا لجماهير الأهلي «نايس دير» تنضم إلى ميثاق الأمم المتحدة لتعزيز ممارسات الأعمال المسؤولة والاستدامة تأييد حبس المتهمين في قضية ”رشوة مياه أسوان” شركة النصر لصناعة السيارات تستقبل وفداً من هندسة حلوان رسالة محبة.. البابا تواضروس الثاني يوجّه خطاب شكر لوكيل أوقاف أسيوط لأول مرة في مصر.. بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون مع Moody’s لاعتماد منصة TP Catalyst

مقالات

شعبان خليفة يكتب : الخلطة المصرية والدجل المقدس

شعبان خليفة
شعبان خليفة

لأنها مصر، ولأنهم المصريون، تأخذ المناسبات الدينية أبعادًا اجتماعية تتسم بالخصوصية التى يندر تكرارها فى أى بلدٍ آخر.
هذه ملاحظة ليست جديدة، فهذا بلد له حضارته العريقة هى أم الحضارات بل، وأبوها أيضًا، فضلًا عن امتلاكه تراثًا اجتماعيًا وثقافيًا يتجلى ويتحلى فى عاداته وتقاليده، وينعكس فى المعارك الحربية كما فى المناسبات الاجتماعية.. ففى الحرب لا يوجد سوى مصر الوطن من طرد وإبادة الهكسوس إلى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973 حيث كسر وهزيمة العدو الصهيونى. لا يمكن تميز الدم الذى شربته رمال المحروسة سوى بأنه دم مصرى.
فى الأفراح وفى الأتراح.. فى الولائم وفى الجنائز لا يمكن للغرباء تمييز ما هو مسلم وما هو مسيحى، ففى عزاء المسلم قس وفى عزاء المسيحى شيخ، وقبل كل هؤلاء مصريون هم أبناء مصر بغض النظر عن ديانة هذا أو ذاك.
اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى أيام الاحتلال الإنجليزى سجل هذه الملاحظة فى كتابه "مصر الحديثة"
(فالقبطيات كالمسلمات فى الاحتشام وعادات الزواج والوفاة متشابهة بين القبطى والمسلم والأطفال تأقلموا على هذا.)
والأعياد مشتركة.. يحتفل المسلم بأعياد المسيحى ويحتفل المسيحى بأعياد المسلم.. كانت مصر هكذا وستظل مهما وردت إليها ثقافات معتوهة أو مشلولة أثبتت الأحداث أنها لم تكن عشوائية ولا دينية.. بل كانت بضاعة فاسدة مستوردة.. لم يتحملها منبعها؛ فنفض يده منها، كأنه لم يكن منتجها ومصدرها، وترك لنا بقاياها نتجرع كل حين كأسًا مسمومة من مخلفاتها وتخلفها.
فى كل الأحداث الخطيرة والجسيمة التى مرت بها مصر فى تاريخها الحديث والمعاصر.. كانت القيادات القبطية حاضرة والمواطن المصرى بغض النظر عن كونه مسلمًا أم مسيحيًا مشاركًا بالدم والموقف.. إنها الخلطة المصرية التى يكرهها أعداء مصر فى الخارج والداخل.. الخلطة التى يسعون لتسميمها بالعبث فى عقول الأجيال وحشوها بالأفكار المسمومة عبر دجلٍ يرتدى قداسة.. دجل مارسه كل أعداء مصر وكان دومًا يُنسب زورًا لله جل شأنه.. الله الودود والله المحبة الذى لا يرضى سفك دمٍ برىء باسمه ولا زرع كراهية فى تعاليمه.