النهار
الجمعة 26 ديسمبر 2025 09:24 مـ 6 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تفاصيل جديدة تكشف كواليس مقتل تاجر أدوات كهربائية علي يد طليقته وإصابتها بشبرا الخيمة حالتهما خطيرة.. إصابة شقيقين إثر حادث تصادم سيارة ربع نقل مع عربة كارو في قنا المتحدة تكشف صورا من كواليس” مناعة” قبل عرضه رمضان 2026 أفريقيا تستحق المليار.. كليب players يواصل تصدره اليوتيوب ب2 مليون مشاهدة سينما وجوائز وأدوار مختلفة بالسباق الرمضاني.. أحمد فهيم يعيش حالة من النشاط الفنى خبير اقتصادي: خفض سعر الفائدة يدعم النمو ويحفز المستثمرين على دخول السوق غرفة عمليات لـ”المجلس القومي للمرأة” لمتابعة دور المرأة في انتخابات النواب المرتقبة عادل زيدان: قوافل «زاد العزة» دليل على موقف مصري راسخ لا يتأثر بالظروف مبالغ مالية وصلت لـ40 مليون جنيه.. إلغاء حكم حبس مستريح عين شمس 36 سنة وإحالة الدعوى للمحكمة الجزئية المختصة البطل هو الجمهور.. تامر عاشور يوجه رسالة عقب حفله بموسم الرياض امين عام الجامعة العربية يدين تفجيرا ارهابيا استهدف مسجدا بحمص تعرض تامر عبد المنعم لأزمة صحية وراء إلغاء عرض نوستالجيا 80\90

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: فيروس الإخوان يُشعل تونس

خرج المواطنون فى الشارع التونسى ليطردوا فيروس الإخوان الذى كان أكثر خطورة من فيروس كورونا، والذى ظل خلال السنوات الماضية ينتشر ويتمكن، كخلايا سرطانية، تنتشر وتتمدد فى الجسد التونسى، لتنشر الهيمنة الإخوانية الظلامية، من أجل إذلال الشعب التونسى الأبىّ.

لقد ظل الغنوشى وحزب النهضة منذ عام 2014 يرفضون رفضًا قاطعًا تشكيل المحكمة الدستورية العليا، حتى لا تكون هناك مرجعية دستورية وقانونية، وكى يعيثوا فى الأرض فسادًا ونهبًا وسرقة لأموال الشعب التونسى العظيم؛ لأنهم أصلًا جماعة ظلامية، عقيدتها الاغتيال، وشعارها التمكين ثم التمكين، الذى رفعه إمامهم حسن البنا والأب الروحى لهم سيد قطب؛ فالغنوشى هو امتداد عقائدى لمحمد بديع والشاطر ومنير.

فهل تتوقعون أن يحمل حزب النهضة وإخوان الشر، الخير للبلاد والعباد، وهم الوجه الآخر لحزب الحرية والعدالة المصرى؟! لا أظن.. لسبب بسيط أن الإناء الذى يشربون منه والمرجعية التى تحركهم واحدة، وهى أن الأوطان والحدود لا وجود لها، بل يمكن بيعها وحتى الشعوب يمكن بيعها وقتلها عندهم.

ما يجرى فى تونس هو صورة بالكربون لما جرى فى مصر، فالهيكل الإخوانى ثابت ومعمم على مستوى أكثر من 70 دولة، فهم تنظيم دولى يستخدم الطرق المشروعة وغير المشروعة للتسلل إلى مفاصل وشرايين كل دولة يتواجدون بها حسب مفرداتها ومعطياتها.

تونس الخضراء تضم حوالى 12 مليون مواطن، 4 ملايين منهم بالخارج، و8 ملايين مواطن فى الداخل، كلهم مستعدون للتضحية بحياتهم فى سبيل حرية بلدهم وأرضهم والتخلص من الجماعات الظلامية، فهم يعشقون تراب تونس، ورأوا بأعينهم الغنوشى وإخوانه يريدون أن يهدموا دولتهم من خلال شلّ مؤسسات الدولة والسيطرة على البرلمان والحكومة، بل إنهم بدأوا فى استهداف الشعب التونسى نفسه.

فلذلك كانت قرارات الرئيس التونسى قيس سعيد، مفاجئة ومباغتة، وشلّت حركتهم وقدرتهم على التفكير؛ ما أعاد الدولة إلى شعبها ودستور 1959، الذى تم وضعه فى عهد الحبيب بورقيبة، فالدساتير والقوانين إذا كانت معطِّلة للدولة، فالشعب هو أبو الدساتير والقوانين وهو فوق السلطات؛ لأنه السيد وصاحب القرار.

لقد فعلها الرئيس التونسى، عندما رأى الدولة التونسية فى خطر، والشعب يعانى من أسوأ أزمة فى تاريخ الدولة، لم تحدث حتى فى عهد الفساد والإفساد السابق؛ فرفع شعار «يا روح ما بعدك روح»، لأنه رأى بقية الأحزاب السياسية تدور فى فلك حزب النهضة الإخوانى وأصبحت عبئًا على الدولة وعلى الشعب، وتابع الرأى العام الذى يطالب بفكها أو حلها، لأنها أحزاب بُنيت على المال السياسى وليس مصالح الوطن والمواطن التونسى.

إن أولى خطوات الإصلاح السياسى هى تحقيق العدالة السياسية، فجاء القرار الرائع من الرئيس التونسى ليحقق هذه المعادلة، بتجميد مجلس النواب التونسى المكروه شعبيًّا ورفع الحصانة عن أعضائه، وفقًا للحق الذى أعطاه له الدستور التونسى فى المادة 80 منه، وهو لم يحل البرلمان بل جمَّده، كما تؤكد المادة 72 من الدستور أن الرئيس هو «الضامن» للحفاظ على المصلحة العليا للوطن والمواطن، وقيس سعيد ليس أى رئيس؛ فهو جاء بأغلبية أكثر من 75% من أصوات الناخبين (3 ملايين صوت)، فى انتخابات حرة مباشرة من الشعب التونسى، وهذا هو بيت القصيد، فلقد أزعج هذا الرئيس القانونى الإخوان وتوابعهم بفوزه المفاجئ وغير المتوقع من جانبهم.

إن تونس مقبلة على مرحلة حرجة وصعبة، وإذا لم يتوحد الشعب التونسى خلف قيس سعيد ستكون بداية النهاية لتونس الخضراء العزيزة والغالية على شعب مصر وكل الأحرار فى العالم.