الثلاثاء 19 مارس 2024 10:47 صـ 9 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: محاكمة اتحاد الكرة ومنتخب الفاسدين

الكاتب الصحفي أسامة شرشر
الكاتب الصحفي أسامة شرشر

 

لا شك أن السيناريو الذى خرج به منتخب مصر من دور الـ16 لبطولة أمم أفريقيا، يعتبر فضيحة من العيار الثقيل، أصابت الجميع بحالة من الصدمة من أداء المنتخب والأبعاد اللارياضية واللا أخلاقية واللا مهنية التى أحاطت بالمنتخب.

 بالإضافة إلى حالة اللامباه والفوضى وعدم تحمل اللاعبين لمسئولين أنهم يمثلون مصر التى استطاعت خلال 4 شهور أن تجيش إمكانياتها من خلال دعم لوجيستى من رئيس الدولة، ودعم من وزير الشباب والرياضة للانتهاء من البنية التحتية وتجهيز الملاعب والمرافق والفنادق في منظومة رائعة وخطيرة أذهلت الجميع، خصوصا في حفل افتتاح البطولة الأسطوري الذى مثل رسالة قوية للخارج أن مصر آمنة وأن مصر عادت بقومة وأن مصر تستطيع وأن مصر تقبل التحدى من خلال جنود خفية لم يرهم أحد وهم رجال القوات المسلحة والشرطة الذين قبلوا التحدى وأبهروا العالم.. إلا أن القائمين على اتحاد الكرة لم يكونوا عى مستوى حمل اسم مصر ولا على مستوى آهات ومعاناة الشعب المصرى.

وقبل أن نتحدث عن المأساة والزلزال الذى حدث بخروج منتخب مصر أنوه إلى جزئية خطيرة وهامة وهي أن الأسرة المصرية والطبقة المتوسطة وكل مكونات الشعب المصري، عادت أخيرا إلى المدرجات والملاعب، وكان المنظر أسطوريا، لا يستطيع أحد من وسائل الإعلام التى فقدت المهنية والحيادية ولا من أبواق التنظيم الدولى للإخوان ومواقعه الالكترونية وعملائه في الصحف الغربية أن يكذبوا هذا المشهد الجمالى الرائع لقاهرة المعز.. وهذا أهم مكتسب من مكتسبات هذه البطولة الأفريقية، أننا نستطيع بلا مجاملة أو مزايدة أن نستضيف أي بطولة دولية ولو كانت بطولة كأس العالم.

ولقد نبهت من قبل، والمضابط في لجنة الشباب والرياضة في البرلمان خير شاهد، عندما واجهت هانى أبو ريدة بعد صعود المنتخب إلى كأس العالم في روسيا، أن اتحاد الكرة أصبح نموذجا للشللية وتعارض المصالح وتحول إلى عزبة وأصبح أحمد مجاهد القادم من المجهول الرياضى يدير هذه العزبة بتفويض من أبو ريدة وكذلك قيام الشركة الراعية لاتحاد الكرة بإعطاء مبالغ خرافية تصل لملايين الجنيهات لبعض أعضاء الاتحاد، ومن هنا أصبح هناك شبهة تعارض مصالح، بل وصل الأمر أن هذا المجاهد الصغير حجما وفعلا يتقاضى مكافآت من الاتحاد الأفريقي باليورو وهذه جريمة وأصبحت مهنته التى يتسول بها، ضاربا عرض الحائط بكل اللوائح والقوانين، ومن هنا بدء الفساد الأكبر لاتحاد الكرة.

فلا بد أن تكون النتائج بهذا الشكل المهين، لمنتخب مصر الذى خرج من دور الـ16 لأول مرة منذ فترة كبيرة، ليكون الامر كالصاعقة التى ألزمت المصريين الصمت، لأن الجميع كان يتوقع هذا الخروج المذل من البطولة الأفريقية، وسط جماهير كانت تجلس في المدرجات تحت شمس حارقة من الثانية عشرة ظهرا حتى التاسعة مساءً.

فلذلك أطالب أولا: بقيام الجهاز المركزى للمحاسبات بمراجعة كل الملفات المالية وشبهات إهدار المال العام منذ تولى هذا المجلس المسئولية، لأننا سنكتشف فضائح من العيار الثقيل.

ثانيا: التحقيق مع أعضاء الاتحاد بشبهة بيع التذاكر في السوق السوداء والاتهامات المتبادلة بين أحمد مجاهد ومجدى عبد الغنى وآخرين.

ثالثا: تحريك دعوى للنائب العام للتحقيق مع أعضاء الاتحاد من خلال النيابة العامة لكشف المستور في أحداث المشاركة في كأس العالم بروسيا والبطولة الأفريقية.

رابعا: تغيير لوائح وقوانين اتحاد الكرة بما يتوافق مع قوانين الفيفا والكاف لأن إجراء الانتخابات من خلال "السبوبة" وشراء أصوات الأندية الصغيرة أدى إلى هذا المشهد المهين، ويجب أن تقتصر الجمعية العمومية للاتحاد على فرق الدورى الممتاز ودورى الدرجة الأولى فقط، حتى لا يكون هناك شراء للزمم والنفوذ، وألا يتعدى عدد أصوات الجمعية العمومية 36 صوتا على الأكثر لنكون بذلك قد قضينا على الباب الخلفى لفساد الانتخابات في اتحاد الكرة.

خامسا: إعادة الاهتمام بفرق الناشئين والشباب وتقييد ظاهرة استقدام اللاعبين المحترفين، لأن هذه الظاهرة أهدرت فرصا كبيرة على لاعبين صغار موهوبين، وكانت سببا في هروب الكثير من المواهب من الملاعب المصرية.

سادسا: الاستعانة بمدرب وطنى يعى قيمة مصر ويفهم لغة الشعب المصري وفانلة منتخب مصر التى لا يرتديها إلا الأبطال الذين يخافون على اسم مصر كأنهم كتيبة تجاهد لرفع اسم مصر لأن الرياضة أصبحت صناعة وليست تسولا واسترزاقا، بل هي رسالة للعالم وخير سفير لمصر أن بها الكثير والكثير من الحضارة الإنسانية والأثرية، ووسيلة هامة لجذب السياح.

وأخيرا: تشكل لجنة مؤقتة من الخبراء والشخصيات الرياضية والوطنية والشباب، بما يتوافق مع لوائح الاتحاد الدولى حتى لا نعطى فرصة لأحد بالطعن بوجود تدخل حكومى، وأعتقد أن نموذج محمد فضل الكفء والمبدع والوطنى، يوجد مثله المئات الذين لا يجدون الفرصة لكي يبدعوا ويظهروا صورة مصر التى عادة بقوة، وأصبحت آمنة أكثر من الدول التى تتشدق بالأمن والأمان.

ارحموا من في الأرض وارحموا شعب مصر يرحمكم من في السماء.

اللهم قد بلغت

اللهم فاشهد.