السفير الألمانى بالقاهرة يؤكد على تميز علاقة القاهرة ببرلين

لم يفوت سفير ألمانيا بالقاهرة، يوليوس جيورج لوي، خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده الأربعاء الماضى بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة، المشهد المصرى المشحون بالأحداث وتحدث عن كافة التحديات التى تواجه مصر فى هذه المرحلة الراهنة و جاءت تصريحات السفير فى مجملها حول الأوضاع الاقتصادية و

الأمنية مفاجئا الصحفيين بتصريحات ابرزها أنه لا حاجة للتحذيرات الأمنية التى تصدرها بعض السفارات لمواطنيها فى مصر، وانه لا يوجد تقارير امنية بشان مظاهرات 11 نوفمبر .

كانت السفارة قد دعت لفيف من الصحفيين المصريين للإعلان عن انطلاق فعاليات - الأسبوع الألماني في صعيد مصر- في الفترة من 19 وحتي 22 نوفمبر الجاري في أربع محافظات هى قنا والاقصر وسوهاج والمنيا و صرح السفير الالمانى بأن فعاليات الأسبوع الالماني تهدف لتفعيل التعاون بين الجانبين المصري

والألماني في كل المجالات: الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية كما تهدف لتقديم خدمات تنموية خارج نطاق القاهرة الكبري.

وتحدث السفير عن أنه سيتم إفتتاح عدد من المشروعات، منها كلية الألسن بمحافظة الأقصر، ومكتبة معهد جوتة في قنا، كما سيتم عقد ندوات خاصة بالتعاون بين الجانبين المصري والالماني في مجال البيئة، بالإضافة لعدد من الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية.

وجاءت إجابات السفير على اسئلة الصحفيين لتؤكد على العلاقات المتميزة بين مصر وألمانيا، وعلى وجود اتصالات على أعلى مستوى بين مسئولى البلدين ، لافتاً الى الزيارات المتبادلة بين مسئولى البلدين ومن بينها زيارة وزير الداخلية الألمانى لمصر العام الماضى والرد بزيارة مماثلة من قبل نظيرة المصرى.

و فى سؤال بشأن زيارة مرتقبة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أوضح السفير بان المستشارة الالمانية لديها الرغبة في زيارة مصر، إلا أنه لم يتحدد موعدا بعد لإتمام هذه الزيارة، فضلا عن انشغالها بالأوضاع الداخلية والدولية، خاصة مع إجراء الانتخابات علي منصب المستشارة هذا العام وأشار إلى توقيع اتفاق

أمنى بين البلدين وهو ذو أهمية كبيرة نظرا للظروف التى تفرضها الأحداث الجارية فى المنطقة ، و رفض الاتهامات التى تم توجيهها إلى السفارة الالمانية بإدخال أموال لمصر عن طريق الحقيبة الدبلوماسية قائلا :

أن هذا الكلام محض افتراء، وتابع: أنا فحصت الأمر بشكل كامل، وهذه الاتهامات كاذبة ومرفوضة وبشأن استضافة البرلمان الاوربى لجماعة الاخوان المسلمين أكد السفير الألمانى أن حكومة بلاده ترفض أى شكل من أشكال العنف فى سبيل تحقيق أغراض سياسية وهذا ينطبق على جميع المؤسسات الألمانية.

وأضاف أن الحكومة الألمانية تتابع مثل هذه الأمور وتستخدم كافة الوسائل التى كفلها الدستور لحظر المؤسسات المخالفة، غير أنه أشار إلى أن البرلمان الأوروبى متنوع ولا يمكن التأثير من أحد الأطراف على طرف آخر.

كما أكد جوليوس جيورج، على عمق العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبرلين ، موضحا أن التعاون بين البلدين ممتاز جدا فى الوقت الحالى، وهناك مشاريع جارية تدعمها ألمانيا بقيمة 1.6 مليار دولار، هذا بالإضافة إلى مساعدات بقيمة 150 مليون يورو تم تقديمها هذا العام خاصة بمشروعات تهدف لتوفير

فرص عمل للشباب والطاقة والمياه.

وفيما يتعلق بالاستثمار أشار السفير الألمانى إلى العديد من العراقيل ومنها على سبيل المثال حظر استيراد بعض السلع مما جعل العديد من الشركات تعانى حيث توقف عجلة الانتاج كما واجهت بعض شركات الطيران مشكلة فى نقل إيراداتها للخارج باليورو لكنه فى المقابل، أكد اهتمام رجال الأعمال الألمان بشدة للعمل والاستثمار فى مصر لأنها دولة كبيرة ومهمة وذات ثقل إقليمى كبير .

وفيما يتعلق بتراجع السياحة فى مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، أكد السفير جيورج لوى أن الحكومة الألمانية لا تفرض أى حظر على السياحة لمصر، فالسائح الألمانى حر فى اختيار الجهة التى يريد الذهاب إليها، إذ أننا فى العصر الإلكترونى حيث يمكن للجميع تفحص الأخبار واتخاذ القرار المناسب

وأشار إلى أنه بعد سقوط الطائرة الروسية إلى شرم الشيخ لم تتوقف رحلات السياح الألمان إلى مصر، إلا أنهم كانوا يتجهون إلى الغردقة ومرسى علم، لأنه صدر قرار بفصل الركاب عن الحقائب، بحيث يستقل الركاب الطائرة دون حقائبهم وترسل الحقائب فى طائرة أخرى، مما جعل البعض يعزف عن الذهاب إلى شرم الشيخ.

وقال إن مصر لديها أنواع رائعة ومختلفة من السياحة، متوقعا عودة حركة السياحة إلى طبيعتها مع استمرار الاستقرار الأمنى.

من ناحية أخرى، قال السفير إن الميزان التجارى بين مصر وألمانيا غير متوازن ويجب زيادة الصادرات المصرية لألمانيا مع مراعاة المنافسة على صعيد الجودة والسعر.

و علق السفير خلال المؤتمر على خطة الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، قائلاً  : لدى انطباع أن الحكومة المصرية حازمة فى مناقشة القضايا الملحة فى المجتمع كما أن الرئيس السيسى يبدى اهتمام خاص لاستيعاب الشباب وهذا جيد.

واعلن أن الحكومة الألمانية علي استعداد لمساعدة الحكومة المصرية في تنفيذ برنامجها ، لافتا إلي أن بلاده تنتظر نتائج مفاوضات الحكومة المصرية مع صندوق النقد الدولي.

كما أكد سفير ألمانيا بالقاهرة أن برلين تولي اهتماما كبيرا باستقرار ودعم مصر بشتي الطرق، ولاسيما مكافحة الإرهاب، منوها استعداد بلاده لتبادل خبراتها في مجال مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود، وأضاف أن الجانب الألماني يتابع الوضع الأمني في مصر ،نافيا وجود قوات المانية لمكافحة الإرهاب في مصر.