ربيع عبدالحميد يكتب:الدعاء عبادة

الكثير من المتضرعين إلى الله يرفعون أياديهم داعين ومتمنين من الله الاستجابة، وبعضهم يستسهل الدعاء فى كلمات (أنت أعلم بحالى وغنى عن سؤالى) وغاب عنهم أن رب العزة يدعونا أن ندعو لا نختصر لأنه أقرب للداعى من حبل الوريد الملازم له (ادعونى أستجب لكم)، فما علينا إلا أن نكثر من الدعاء ونحدد مطالبنا من الخالق لأن الله يريدك أن تعرف أن لك ربا يستجيب فتدعوه خاصة فى العشر الأواخر من رمضان أيام العتق من النار.
أتت السيدة عائشة أم المؤمنين، رضى الله عنها، وقالت: يا رسول الله، إذا أدركت ليلة القدر فماذا أقول؟ قال: يا عائشة قولى اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا» فأنت أيها المخلوق الضعيف تخل عن كبريائك وعظمتك واتركهما لله  صاحب العظمة والكبرياء  لأنك لن تهز الأرض أو تبلغ الجبال طولا.. شمر عن ساعديك وقف باكيا قانتا بين يدى الله وادعه بما تشاء.. لا تختصر؛ فالدعاء عبادة وليس لتلبية الحاجات، وان لم ندع الله فسيخلف قوما بعدنا يدعونه فيغفر لهم الخطايا والآثام.. ادعه أن يبلغك ليلة القدر فهى خير من ألف شهر.. تخيل ليلة خير من ألف شهر تدركها لو أخلصت النية وتركت الدنيا خلف ظهرك ورضيت بما قسمه الله لك تكون أغنى الناس.
هناك أوقات حددها علماء الدين الأفاضل يستحب فيها الدعاء وتكون الإجابة حاضرة وهى عقب أذان المغرب فى رمضان وبعد تكبيرة الإحرام وعند السجود وعقب كل صلاة وفى الثلث الأخير من الليل لأن رب العباد يتجلى على عباده فى الأرض ملبياً دعواتهم واستغفارهم وحوائجهم ويوم عرفة ويوم عاشوراء ووقت نزول المطر ويوم الجمعة أفضل يوم طلعت عليه الشمس وعقب ختم القرآن الكريم.
لا تعطل الثواب وأتبع السيئة، اندم على فعلها، الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن، وتحلل من ذنبك بلومك لنفسك ومحاسبتها المستمرة.. لا تغرك الدنيا لأنك من تراب وستعود للتراب إياك أن تترك نفسك تتراكم.
إياك والذنوب بادر بالندم وعدم العودة.. اللهم تقبل صيامنا وصلاتنا وزكاتنا وبلغنا ليلة القدر آمين يارب العالمين.