النهار
الأحد 28 ديسمبر 2025 05:36 صـ 8 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
كيف يسهم اعتراف إسرائيل بأرض الصومال في إعادة هندسة ميزان القوى في القرن الأفريقي؟ تداعيات اعتراف إسرائيل بجمهورية صوماليلاند على القرن الأفريقي وحوض البحر الأحمر الفرصة الأخيرة.. السعودية ترسم الخط الأحمر وتضع الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن معسكرات حضرموت والمهرة توقعات مُرعبة.. تنبؤات ليلى عبد اللطيف لعام 2026 وزير الثقافة يتفقد مهرجان «كريسماس بالعربي» ويشيد بعروض الكورال والأوركسترا حنان مطاوع تنعي داوود عبد السيد بهذه الطريقة مياه وظلام وإهمال.. استغاثة من نفق وادي النيل أسفل محور 26 يوليو بالعجوزة وزير الثقافة من دار الأوبرا: “كريسماس بالعربي” نموذج للتكامل الثقافي.. وحفل شهري لطلاب الكونسرفتوار دعمًا للمواهب الشابة استعدادًا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. دار الكتب والوثائق القومية تطلق ندوة متخصصة لتنمية مهارات العلاقات العامة والبروتوكول حبس مها الصغير شهرًا وغرامة 10 آلاف جنيه بتهمة سرقة اللوحات ضبط 13 طن لحوم ودواجن فاسدة بالعبور.. حملات بيطرية وتموينية مكثفة لحماية صحة المواطنين حبس «عِشّة» وصديقه لقتلهم شابًا بأعيرة نارية في مشاجرة مسلحة بشبرا الخيمة

عربي ودولي

نكشف أسباب تغيب "أردوغان" عن قمة الأمم المتحدة

شهد مقر الأمم المتحدة بنيويورك، قمة الجمعية العمومية في الدورة الـ70، خطابات مختلفة هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، حيث اختلف العديد من آراء القادة حول القضايا ذاتها التي تم مناقشتها في الدورة الماضية، وتحول بعض الزعماء من المطالبة بإزاحة الأسد من المشهد السياسي، إلى مرحب ببقائه، ومن متردد لتأييد القضية الفلسطينية، إلى اعتراف دولي بالدولة المحتلة ورفع العلم الفلسطيني لأول مرة في مقر الأمم المتحدة.

وحملت الخطابات شعارات وكلمات رنانة كالعادة ويتمنى الشعوب أن تكون هذه الكلمات نابعة من القلب تسعى إلى توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب والتطرف، وتنظيم داعش الذي عاث في الأرض فسادًا، ولا تكن كمجرد كلمات يتحدث بها كل زعيم عن طموحاته وآماله السياسية داخل دولته وخارجها.

ومع انعقاد القمة في الأمم المتحدة، تغيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن الحضور، وهو معروف عنه الخطابات القوية ويُخيل له أنه زعيم الدول الإسلامي ويسعى إلى وجود تركيا كلاعب رئيسي في القرارات والمحافلل الدولية.


قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن سياسات الرئيس التركي الداخلية والخارجية، جعلته شخص مرفوض في بلاده، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، مؤكدًا أنه وضع نفسه في أكثر من مأزق، متوقعًا أن يكون غيابه عن المشاركة يرجع لتضاءل شعبيته عالميا، إلى جانب انشغاله بالأزمات الحقيقية التي وضع بلاده وحزبه فيها.
 
وأضاف "بدر" إن نتائج الانتخابات البرلمانية التركية أكدت على فشل سياسات إردوغان داخليًا، وغضب شعبه منه، واصفا هذا الغضب بأنه لاينفصل عن ممارساته الخارجية التي استفزت القوى الإقليمية والدولية، وشعوب العالم المؤمنة بالحقوق والحريات وسيادة الدول على أراضيها.
 
وتابع: أن الطموحات التركية استندت لمحاولة استعادة تاريخ الامبراطورية العثمانية القديمة، التي كان لها امتداد في بعض المناطق في العالم.
 
كما ان إردوغان، طالما حاول أن يحشر نفسه "حشرا" في العديد من القضايا العربية، مثل الملف السوري والعراقي والليبي، ولكن تمت مواجهته برفض عربي شديد، وبمواقف حازمة من دول بحجم مصر والسعودية.
 
وانتقدت القوى والأحزاب التركية تدخله السافر في دول الجوار، خاصة فيما يتعلق باعتداءاته على الحدود السورية للتحرش بالأكراد، وهو ما استفز الأكراد الأتراك، والأحزاب اليسارية المعارضة له والموالية للأكراد، ودعاة التحرر من الفاشية المذهبية.
 
فيما قال الدكتور جمال شقرا، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، والخبير في الشأن التركي، إن إردوغان لم يذهب للأمم المتحدة؛ لأنه لا يتحمل تصاعد شعبية ومكانة مصر بقيادة السيسي، الذي تطاول عليه في الدورة السابقة، مقابل إن كثيرًا من الدول باتت تصنف بلاده كدولة "شريرة" تساند الإرهاب؛ بسبب تمسكه بدعم تنظيم الإخوان الإرهابي، واستمرار إيواءه للكيانات الإخوانية؛ بعد أن أدرك العالم أجمع أن الإخوان وداعش وجهان لعملة واحدة، وأن خطر الإرهاب الذي حذر منه السيسى سينال الجميع.
 
وأكد "شقرا" إن السب والقذف الذي ارتكبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حق مصر ورئيسها أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابقة، من أهم الأسباب التي أضعفت الموقف التركي وانتقصت من رصيد أردوغان دوليًا، وانعكس هذا على إبعاد تركيا عن مقعد مجلس الأمن لتحتله بدلا منها إسبانيا ونيوزيلاند.
 
وتابع: أن تركيا خسرت كثيرًا من المزايا التي كانت تتمتع بها أثناء عضويتها بالمجلس، وكانت تلك هي الصدمة الأقوى للرئيس التركي.
 
كما جاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية التركية، على عكس ما كان يتمنى ويخطط، بالإضافة إلى أنه حين قرر أن يتدخل عسكريًا في سوريا، بهدف تقسيمها تنفيذًا للأجندة الأمريكية، فشل فشلا ذريعا، ولم يعد لديه إلا بالقبول بالأمر الواقع، الذي فرضته روسيا وقبلت به الدول الكبرى، ببقاء سوريا موحدة بقيادة نظام بشار الأسد.
 
وفي سياق متصل قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أردوغان تغيب عن هذه القمة لأنه كان معروفًا مسبقًا أنها ستخصص لمناقشة خطر الإرهاب، الذي تواجهه الدول العربية والعالم، فكيف يحضر وهو رئيس التنظيم الدولي للإرهاب.
 
وأضاف "اللاوندي" إن أردوغان يعلم أن دولا كثيرة بحجم مصر والسعودية والإمارات، أعلنت اعتبار جماعة الإخوان التي ينتمي إليها "جماعة إرهابية"، فلم يشئ أن يظهر في صورة "الحشرة السوداء"، خلال القمة، وفضل أن يبتعد قليلا.
 
وتابع: إن حلف الناتو نفسه الآن أصبح ينظر إلى تركيا بقيادة أردوغان، على أنها دولة راعية للإرهاب، فكيف له أن يشارك في قمة تناقش التصدي لخطر الإرهاب.
 
ومن جانبه قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن اردوغان، منشغل الآن بأمرين الأول هو الوضع الداخلي في بلاده والانتخابات البرلمانية التي ستجرى مطلع نوفمبر المقبل، والثاني هو فشله في سوريا بعد التدخل الروسي.
 
وأشار"زهران" إلى أن أردوغان، كان يعلم أن الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها السبعين ستناقش الملف السوري، وستهتم بالدور الروسي لانقاذ سوريا، ولا يخفى على أحد أنه ضد وحدة سوريا وضد نظامها الحاكم، ومن ثم فضل ألا يحضر حتى لا يشاهد بعينه المخطط الأمريكي الصهيوني الذي كان هو وكيلا لتنفيذه، قد باء بالفشل، وتبخر على صخرة إرادة الشعوب المساندة للشرعية بقيادة روسيا.