اعترافات تفصيلية للمتهمين بقتل ميادة أشرف

اعترف المتهم أحمد إسماعيل جحيش ــ فى تحقيقات النيابة ــ أن شقيقه عمر كان يشارك فى مسيرات جماعة الإخوان، موضحا أنه قبل ضبطه هو وأخيه بشهر، وتحديدا فى شهر مارس عام 2014، كانت هناك مسيرة لجماعة الإخوان بشارع «التروللى» فى المطرية، وشهدت تبادلا لإطلاق النار بين منظمى المسيرة والأهالى.
وتابع أحمد قائلا: إنه وبعد أيام معدودة من معرفته بما جرى فى المسيرة من تبادل إطلاق النار، زاره عمر شقيقه وأحد أصدقائه ويدعى أحمد عبدالحميد وشهرته ميدو، داخل معمل التحاليل المملوك لوالدهما، لافتا إلى أن حوارا دار بين عمر وميدو، بشأن المسيرة، فقال ميدو إن هناك أشخاصا أصيبوا فى المسيرة، فرد عليه عمر: «هو أنا بس اللى كنت بضرب نار فى المسيرة؟».
وأكمل أحمد اعترافاته أمام النيابة، قائلا: «بعد زيارة شقيقى عمر وصديقه ميدو لمعمل التحاليل، وسماعى للحوار بينهما، توجهت إلى مكان المسيرة، وعرفت من أهالى المنطقة، أن أحد الأشخاص كان يستقل «توك توك» يمر أمام المسيرة بالمصادفة، وطلب المرور من بينهم فرفض المشاركون، وكان من بينهم شقيقه، فخرج أحد الأهالى واشتبك مع منظمى المظاهرة الذين ردوا بإطلاق الخرطوش».
وأوضح أحمد جحيش، أنه اتصل بشقيقه عمرو ليعرف منه حقيقة الموقف وصحة ما سمعه من سكان المنطقة التى مرت بها المسيرة، فرد عليه بأنه لن يشرح له شيئا، وطلب منه عدم العودة للمكان مرة أخرى، مؤكدا أن شقيقه أبلغه بأنه سيبيت ليلته عند أحد أصدقائه»، واستطرد أحمد: «علمت بعد ذلك أن أهل المنطقة والشرطة يبحثون عن أخى عمر، وبعدها بيوم جاء إلى المنزل وأخذ بعض ملابسه ثم خرج مرة أخرى.
وكشف أحمد عن أن شقيقه حضر إلى المنزل وطلب من والده إقامة وليمة فى المنزل ووافقه الأب فى الرأى، وخلال يوم «العزومة» عرّف والده ــ صاحب معمل تحاليل ــ على صديقه أحمد عبدالحميد، وشهرته ميدو، بالإضافة إلى محمد عبدالحميد أبو الليل، والذى أشارت التحريات بشأن القضية إلى أنه قائد اللجان النوعية للإخوان فى منطقة شرق القاهرة.
وأضاف أحمد جحيش، أنه أبلغ والده بأن تصرفات شقيقه عمر مريبة، موضحا للأب أنه سمع أخيه عمر فى أحد الأيام يتحدث فى الهاتف، ويبرر إطلاقه لأعيرة نارية قائلا إنهم اطلقوا أعيرة نارية عليه فى البداية وأنه لن تمر مسيرة من هذا المكان مرة أخرى، ثم دخل إلى حجرته وحمل حقيبة كان يحملها دائما معه، ولوحتين معدنيتين ولفهما فى كيس أسود وبعدها خرج.
وأشار أحمد إلى أن والده طلب منه أن يشترى حقنا خاصة من منطقة شبرا فتوجه إلى هناك، وفى الطريق شاهد مسيرة لجماعة الإخوان المسلمين فى منطقة الكابلات، وبعدها تلقى اتصالا من عمر يستفسر فيه عن مكان ما، وسأله عن المسيرة، وتحرك عمر بعدها ينضم للمشاركين فيها.
وأضاف أحمد، أنه بعد عودته اعترف له عمر بأن رقمى اللوحتين المعدنيتين هما لسيارات خاصة بـ«بوكس شرطة» أشعلوا النار فيه خلال إحدى المسيرات.
وكشف أحمد عن أنه طلب من شقيقه عمر الاشتراك فى المسيرة الخاصة بالإخوان بميدان النعام بالمطرية، والذى قتلت فيه الصحفية، ميادة أشرف، ويومها التقى بشقيقه عقب صلاة الجمعة، وهناك عرَّفه عمر على مهامه فى المسيرات، وقال له إن مهمتهم ستكون تأمين المسيرة، وسلمه حقيبة لونها أزرق، وبها فرد خرطوش، وشرح له طريقة استخدامه على وجه الدقة.
وتابع أحمد: عند شارع السلام بالمطرية توقفت المسيرة لصلاة العصر، ثم سمع صوت إطلاق نار فترك الصلاة، وحاول الفرار منها، ولكنه وجد مجموعة من الملثمين، تعرف على أحدهم وهو شخص يدعى خميس، ويعتبر مساعدا لمحمد أبو الليل، المتهم فى القضية.
وأكد المتهم أنه شاهد شقيقه يرتدى «عباءة» لونها رصاصى، فيما ارتدى بقية أصدقائه «قناع فانديتا» وبدأوا يطللقون الرصاص فى كل مكان، لافتا إلى أنه نجح فى التواصل مع شقيقه، وحضر ومعه صديقه ميدو، وكان حذاؤه ملطخا بالدماء إثر نزيف بقدمه يبدو أنه نتيجة لإصابة بالقدم، مشيرا إلى أنه عاد إلى منزله فى الوقت الذى لم يعد فيه عمر، وأضاف بأنه توجه بعد للمتهم هانى فلاش، عضو الخلية فى المحل الخاص به.
وأضاف أحمد، أنه ساعد فى العثور على شقة لصديق شقيقه المصاب ميدو، بعد إصابته من أجل إخفائه عن الأنظار عن طريق المتهم هانى فلاش، وأضاف أن شقيقه عمر نقل متعلقاته من منزل الأسرة، وانتقل هو الآخر للإقامة مع ميدو وطلب منه ــ يقصد أحمد ــ أن ينتقل هو الآخر للإقامة معهم فرفض، وقال أحمد إن عمر أبلغه بأن هناك آخرين سينتقلون للإقامة معهم خلال الأيام المقبلة، وأضاف أنه فى اليوم التالى وجد شقيقه وصديقه ميدو يحضرون إلى معمل التحاليل الخاص بوالد أحمد وعمر، ومعهم غطاء سيارة ملفوف به محتويات، لكنه لم يسألهم عنها.
وأضاف أحمد جحيش، أنه فى أثناء وجوده وشقيقه فى معمل التحاليل شاهد سيارات شرطة ومدرعات، فطلب من شقيقه أن يتوجه لمنزل هانى فلاش مسرعا، ويستقل سيارة والده ويجلب مبلغ 40 ألف جنيه كان يحتفظ بها عند فلاش.
وتابع أحمد قائلا: إنه توجه لمنزل المتهم فلاش، فوجد الشرطة ضبطته، فاتصل بشقيقه عمر الذى تواصل مع مساعد هانى فلاش، وطلب منه معرفة مصير المبلغ المالى، فيما طلب عمر من أحمد أن يتوجه للمنزل، ويحضر الحقائب الخاصة به، وبالفعل نفذ الأمر حتى تم القبض عليه.
من جانبه اعترف المتهم عمر جحيش، بالانضمام لخلية عبدالحميد أبو الليل، وأنه التقى المتهم شوقى السيد صابر، بمحطة مترو المرج الجديدة، بتاريخ 11 مارس من العام الماضى، بناء على تعليمات أبو الليل ثم توجها إلى مسكن المتهم حاتم السيد زغلول هزاع بمنطقة المرج، واجتمعا فيه مع أبو الليل، ومع المتهمين علاء الهلفى، وخميس حسن فوزى، وحاتم السيد زغلول، وطارق أحمد السعيد، وإسماعيل غالب الهلفى، وإسلام علاء الدين عمر الفاروق، مؤكدا أن قائد الخلية ــ أبوالليل ــ والذى لقى مصرعه خلال محاولة القبض عليه فيما بعد، أبلغ المتهمين بأنه يخطط لشراء مزرعة بمحافظة أسوان، لإعدادها معسكرا لتدريبهم على استخدام الأسلحة النارية، وأضاف أن المتوفى كلف المتهمين، علاء الهلفى وإسماعيل الهلفى بالإشراف على ذلك التدريب لأنهما كانا مجندين سابقين بالقوات المسلحة.
وأشار المتهم عمر جحيش، إلى أنه اشترى من المتهم هانى محمد عبدالحليم، 250 طلقة خرطوش، وأمد المتهم خميس حسن فوزى بـ175 طلقة، واحتفظ لنفسه بالباقى بناء على تعليمات محمد عبدالحميد أبو الليل، كما تلقى تكليفا من أبو الليل، بإخفاء أسلحة موجودة لدى شخص يدعى «الشيخ أحمد»، وأمده الأخير ببندقية خرطوش أخفاها بمعمل والده محمد إسماعيل جحيش، وبنادق وذخائر اشتراها المتهم عبدالرحمن نصر عبدالمنجى بمبلغ قدره 35 ألف جنيه.
واعترف المتهم عمر، بإطلاق الرصاص خلال مسيرة يوم 28 مارس 2014، يوم وفاة الشهيدة ميادة، صوب قوات الشرطة، وأنه بعد المسيرة اجتمع أبو الليل معه وعلاء الهلفى، وحاتم السيد زغلول، وطارق أحمد السعيد، بمسكن المتهم حاتم زغلول، موضحا أنه علم خلال اللقاء بمقتل صحفية فى أثناء تجمهرهم جراء طلق نارى، وأخرى مسيحية صدمت أحد المتهمين بسيارتها وقتلها أحد أعضاء المجموعات المسلحة، كما أكد لهم أبو الليل أنه ينوى شراء قنبلتين وتكليف المتهم إسلام عمر الفاروق بإلقائهما صوب مبنى قسم شرطة النزهة.