مصائب التقدم

بينما كانت السعودية ضد استخدام مكبرات الصوت عند ظهورها صارت اليوم أكبر مستخدم لها علي مستوي العالم، وبينما كان معظم رجال الدين ضد التليفزيون صاروا أكبر الساعين إليه لإطلالة عبره بل وصار لهم قنوات ذات شاشات تقود إلي الجنة ...إنه التقدم الذي يبرز الآن عبر ثلاثة قوي هي الحواسب والاتصالات والوسائط الإعلامية والتي سعت لايجاد صياغة تقارب بينها تجعلها السلاح الأقوي والأكثر تأثيراً في العالم وبالطبع هناك ضحايا وبأعداد كبيرة وهذه هي مصائب التقدم فالأخلاق ستتغير وربما تغيرت بالفعل وأساليب الحياة هي الأخري نالها نصيبها من التغير وأصبحت فرصة العمل المستقرة لا وجود لها فنحن أمام تطور مذهل وعاصف إما أن نتفاهم معه ونصادقه ونسير في ركابه أو يدهسنا كقطار يمضي بسرعة مذهلة وبدون فرامل والسير في ركابه لا يعني الاستسلام له بل وضع عوامل تكبح الانحراف به نحو تدمير مستقبلنا فليس بخاف أن القوي الثلاثة ( الحواسب والاتصالات والوسائط الإعلامية ) مسخرة لدي قطاع عريض من مستخدميها لتسهيل الانحرافات الأخلاقية والجرائم ضد الإنسانية بينما التشريعات الرادعة غائبة عن صد هذا الخطر فهل ستشهد الفترة المقبلة تشريعات تحمينا من مصائب التقدم و من اختراق يحول منازلنا ومكاتبنا بل وشوارعنا لبيوت دعارة أو أوكار للجريمة؟