النهار
الأربعاء 17 سبتمبر 2025 01:28 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
قنابل موقوتة داخل الشقق.. محافظ القليوبية يعلن الحرب على المصانع غير المرخصة إسرائيل تخطط لضرب إيران عبر سوريا.. ماذا يدور حول اتفاقية فك الارتباط؟ لاعتراضه عن معاكسة الفتيات.. القبض على المتهمين بقتل شاب وإصابة شقيقه بطعنات إثر مشاجرة في قنا ماذا قالت الصحافة البريطانية عن زيارة الرئيس الأمريكي للملكة المتحدة؟ مصر الجديدة توقع ملحق لعقد مشاركة لتنفيذ طريق يربط شمال وجنوب نيو هليوبوليس كيف خالف الرئيس الأمريكي قواعد البروتوكول في زيارة للملكة المتحدة؟ عمومية الحديد والصلب للمناجم تقر توزيع كوبون نقدي بواقع 0.42 جنيه للسهم «صديق» يلقي كلمة الأزهر في قمة زعماء الأديان بكازاخستان.. ويؤكد: التنوع الديني والثقافي مصدر للثراء الإنساني جامعة حلوان تنظم ورش توعوية لأهالي طرة لتعزيز الوعي المجتمعي غدًا.. إعلان نتيجة تنسيق القبول بكليات جامعة الأزهر ماسبيرو يواصل الاحتفاء بالعام 150 لمؤسسة الأهرام الإحصاء يوقع بروتوكول تعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي

ثقافة

صورة مفزعة لمصر المضطربة... في عصر المماليك

قاسم عبده قاسم
قاسم عبده قاسم
أسواق مصر في عصر سلاطين المماليك: عنوان الكتابالجديد للدكتور قاسم عبده قاسم، والذي صدر مؤخرا ضمن سلسلة هوية المكان، عنالهيئة العامة لقصور الثقافة.ويعرض الكتاب حقائق دولة المماليك (1250 - 1517) بصورة جلية، حيث يتناول أسواقالقاهرة التي تعد صورة للمجتمع، أهله واقتصاده وتقاليده، ويكشف عن أحوال البلادفي هذه الفترة الهامة والفارقة، التي كانت مصر فيها بمثابة المعقل الأخير للحضارةالعربية والإسلامية.ويكشف الكتاب عن أن دولة المماليك كانت- خلال شطرها الأول- قوية مهابة فيالخارج، قادرة ومنظمة في الداخل، وأسواقها عامرة بكل أصناف البضائع التي تنبئ عنعلاقات مصر بعالم ذلك الزمان، من خلال تجارة مزدهرة تخدمها طرق ومسارات آمنةوتظلها دولة قادرة. وانعكس ما شهدته البلاد من رواج اقتصادي في الأسواق، التي كانعددها كبيرا من ناحية، وتموج بالحركة والنشاط وتزدحم بأصناف البضائع من ناحيةأخرى.ويذهب المؤلف- في مقدمة الكتاب- إلى أن بداية التدهور الاقتصادي واستمراره، فيالشطر الثاني من عصر سلاطين المماليك، يرجع إلى إهمال الري وضبط النهر، وما نتجعنه من هبوط الإنتاج الزراعي وانهيار النظام النقدي، والتلاعب بالعملة وتزييفها،فضلا عن تخفيض قيمتها من جانب السلاطين أنفسهم، وبفعل المجاعات والأوبئةالمتتالية، وعبث قطاع الطرق الصحراوية وقراصنة النهر ولصوص المدن، بما أدى إلىتدهور الأمن وصولا إلى حروب الشوارع بين طوائف المماليك.ويرصد الكتاب أن الانحلال السياسي للدولة كان نتيجة لهذه الأوضاع، فضعفت سلطةالسلاطين، وقصرت مدد حكمهم بشكل عام، كما تهددتها الأخطار الخارجية، وانعكس تأثيرذلك كله على الأسواق الداخلية في البلاد، فقلَ عددها بشكل ملحوظ من ناحية، كماقلت البضائع وارتفعت أثمانها من ناحية أخرى.ويتألف الكتاب من مقدمة وبابين، يتناول أولهما أسواق القاهرة والفسطاط، ويرصدالثاني العوامل المؤثرة في حركة الأسواق.. وفي الختام يذهب المؤلف إلى صعوبة حصرالعوامل المؤثرة في حركة أسواق مصر في عصر المماليك في إطار واحد بعينه، سياسياكان أم اقتصاديا أو اجتماعيا أم طبيعيا.. بل في تداخل وتشابك كل هذه العوامل.ويرصد قيمة المؤرخ تقي الدين المقريزي التي تتجسد في ربطه بين الظاهرةالاقتصادية- المتمثلة في كساد الأسواق- وفساد الجهاز الحكومي وظلم الدولة، فضلاعن فساد ذمم القضاة والعلماء، وإهمال وسائل ضبط النهر من ترع وجسور بسبب فسادالجهاز الإداري. كما ربط المقريزي بين الكساد وانعدام الأمن بسبب فساد العربان،وما نتج عن ذلك كله من خلخلة الكيان الاجتماعي والأخلاقي بحيث أصبح الدين غريبا،على حد تعبيره.