الجمعة 29 مارس 2024 12:16 صـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

ربيع عبد الحميد يكتب: البرلمان القادم

كثرت الأحزاب المصرية وتعددت الأسماء والأفكار والتوجهات، ووجدنا على القائمة شخصيات معروفة وأصحاب نفوذ ومراكز بارزة وكل حزب لديه مقومات عديدة وبنود واضحة تقدم بها للحصول على الترخيص ليكون له الكيان القائم على أرض الواقع  ليمارس مهامه الخدمية وتظهر أياديه البيضاء التي بها المواطن لا يكون كالأجساد الخاوية فى مهب الريح يتجاذبها الهواء.

المطلوب أن تحدث تحولات عميقة فى البنية الطبقية ويشعر المواطن بوجود الحزب عن طريق الخدمات والتعليم والرسائل التنويرية وتدريب الشباب ويقتصر دور الدولة على خلق ورعاية الإطار المؤسسى اللازم لهذه الممارسات.. لنتقدم إليكم بوافر الشكر لو أديتم ما عليكم كما يقول قانون الأحزاب وألا نقول لكم أغلقوا مقاركم وأريحوا الشعب من كثرة الكلام والثرثرة والتنطيط بين الفضائيات وفى النهاية لا شيء.

 أقول ذلك بمناسبة استعداد الأحزاب للانتخابات البرلمانية القادمة والتقدم بقوائم يعلوها واحد أو اثنان بارزان من الممكن أن يخدماا الشعب وباقى المرشحين، أسماء لا تسر عدوا ولا حبيبا ..أوقعوا الناخب فى مشكلة الاختيار فعليهم التدقيق والتنقيب لاختيار الأسماء.

الأمر الآخر والأهم الذى أؤكد عليه هو الدور المهم للناخب نفسه وهو اختياره لخادم الشعب والوطن وألا يضع قلمه علامة الصواب أمام المعروفين بتوجهاتهم وبأن قرارهم السياسى والاقتصادى مرهون بقوى خارجية فالجميع يحتاج إلى جيل يرسم ملامح الوطن وألتمس العذر من القارئ لأننى أعرف أن الكثيرين كتبوا فى هذا الموضوع لكن انعاش الذاكرة ضرورى حتى لا ننخدع فى البعض لأن من استسقى رضاع الكذب عسر فطامه وعندما تفطمه لا ينفطم.. وكفانا ما حدث فى الثلاثين عاما الماضية.. نريد مجلسا متوازنا ملبيا لمطالب الوطن مدافعا عن مصالح الناخب الذى أودع فيه الثقة.

البرلمان القادم سيشكل ملامح مصر الجديدة ولن يحدث ذلك إلا بأعضاء ذوى دراية ووعى كاف بمطالب الأمة التى تريد أن تشرب الماء الزلال وتستنشق الهواء النقى وتسعى على الأرزاق المضمونة وتنام ليلها فى أمان الله.

ننتظر من المجلس القادم الكثير فنحن فى مرحلة فارقة فى تاريخ الوطن وعلى الأحزاب أن تنحى الصراعات جانبا وتفيق لصالح البلاد.. وننصح كل من يريد الجلوس على مقاعد البرلمان إذا كنت تجد فى نفسك القدرة على تمثيل الناخبين الذين أعطوك أصواتهم فأهلا وسهلا أما إذا كنت تريد الوجاهة والمنظرة وتسليك المصالح فالزم بيتك.