ماما سوزان !

مهما قيل عن تعليم الأم أو ثقافتها فمن المؤكد أنها حتماً ولابد تغلبها غريزتها كـ أم والذين قالوا إن القرد فى عين أمه غزال خانتهم الدقة ولو قالوا إن القرد فى عين أمه أحلى من الغزال لصدقوا ولكى تعرف قيمة الأم أفعل كما يقول الفقهاء انظر لقمة الهرم بمعنى هات من فوق فإذا أردت اقتداء بأحد بعد رسول الله وكان الخيار بعد رسول الله بين صحابى وتابع فاختار الصحابى ببساطة أقرأ عن أمهات زمان ومن سوء الحظ أن ما نعرفه عن تاريخ أمنا حواء كـ أم قليل وحتى ما نعرفه عنها كزوجة معظمه خطأ خاصة خاصة عندما نقول إنها أى حواء كانت مصدر الغواية لآدم حتى أكل التفاحة فاخرجته من الجنه مع أن القرآن جاء فيه فأزلَّهما الشيطان أى أذهبهما ، وفى قراءة فأزالهما نحَّاهما عنها أى الجنة بأن قال لهما هل أدلكما على شجرة الخلد وقاسمهما بالله أنه لهما لمن الناصحين فأكلا منها فأخرجهما مما كانا فيه والخطاب كله للمثنى أزلهما أدلكما قاسمهما فأخرجهماومع هذا ظلمنا أمنا حواء وصار ظلم الأم فينا هو الغالب حتى لو عملنا لها عيداً المهم وحتى لا نذهب بعيداً عن حكاية ماما سوزان فأن المقصود هنا سوزان صالح ثابت زوجة الرئيس مبارك التى كانت ترتب الأوراق لجمال ليكون وريثاً لعرش مصر بعد أن جلس عليه الأبأكثر من ربع قرن أنا شخصياً تحيرت فى تصرفها و تساءلت هل كانت تتصرف بغريزة الأم حين سعت سعيها هذا أم أنها كانت خارج سياق غريزة الأم ؟ حتى هذه اللحظة ليس لدى اجابة حاسمة لهذا السؤال ورغم أن سعى ماما سوزان لتوريث جمال كان يغيظنى ويفرسنى إلا أن أشياء أخرى كانت تغيظنى بذات القدر مثل الإصرار الإعلامى على أن يسوق لنا أن سوزان هى ماما كل المصريين وليس أم جمال أو أم علاء و مثل الإصرار على أنها السيدة الأولى فى مصر فأنا لم اقتنع يوماً بأن هناك سيدة أولى سوى أمى رحمها الله وأسكنها فسيح جناته