النهار
الجمعة 14 نوفمبر 2025 12:54 مـ 23 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ أسيوط: انطلاق الدورة التدريبية الأولى بالتعاون مع المحكمة العربية للتحكيم الأحد القادم بحضور 1000 مستفيد بديوان عام المحافظة تعاون شركة Changelabs مع خمس من كبريات شركات التأمين في مصر مايا دياب تدافع عن دينا الشربيني: هجوم ظالم ووقت لازم نقول «كفاية» بسنت شوقي تشارك جمهورها أول صور من كواليس مسلسل ”الكينج” عبدالله رشدي يعلق على اعتذار ياسمين الخطيب بعد حلقة زوجته السابقة بعد رصد ممارسات غير لائقة.. المتحف المصري الكبير يصدر مدونة سلوك صارمة للزوار فاروق حسني يفاجئ الجميع.. يتبرع بقيمة جائزة كيمت «بطرس غالي» لصالح مستشفى أبو الريش للأطفال دار الكتب تحتفي بيوم الوثيقة العربية.. مشاركة مصرية بارزة في احتفالية الجامعة العربية بثمانين عامًا من العمل المشترك وزير الثقافة المصري يلتقي نظيره الإماراتي ويشارك في احتفالية جوائز العويس ضمن فعاليات مؤتمر المجلس الدولي للمتاحف أمسية طربية في معهد الموسيقى العربية تحيي روائع زمن الفن الجميل بصوت إبراهيم يسري انطلاق تحكيم مسابقة «النمر الأراجوزية» تمهيدًا لملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية السابع بالقومي لثقافة الطفل دار الكتب تعزّز حضورها العربي.. أسامة طلعت يشارك في اجتماعات «عربيكا» والاستراتيجية الموحدة لاستعادة الأرشيفات المنهوبة

ثقافة

أجنحة الفراشة رحلة خلاص مجتمع

الكاتب محمد سلماوى
الكاتب محمد سلماوى
ماذا يحدث حين تجد ضحى زوجة العضو القيادى فى الحزب الحاكم نفسها معلقة فى الهواء ولمدة 4 ساعات مع قطب المعارضة الأول د. أشرف الزينى الذى يجلس إلى جوارها فى الطائرة المتجهة إلى روما؟ماذا يحدث حين يكتشف الشاب أيمن أن والدته التى قيل له إنها توفيت فى طفولته لا تزال حية ترزق ولا يعرف لها عنوانا؟ماذا يحدث حين تتبدد أحلام شقيقه عبد الصمد عندما يجد أن الشيخة الكويتية التى وعدته بالزواج والسفر إلى الكويت ما هى إلا عصابة للنصب على الشباب الحالمين بالمستقبل؟ماذا يحدث حين يسقط الحزب الذى دام حكمه المستبد أكثر من ثلاثين عاما على أثر سلسلة من المظاهرات والاعتصامات تصل إلى حد العصيان المدنى؟هل يمكن أن تلتقى هذه الأحداث وتتشابك مع مصائر شخصياتها فى حبكة روائية واحدة تحدد معالم مستقبل مجتمع بأسره؟هذا هو ما يفعله الكاتب الكبير محمد سلماوى فى روايته الجديدة أجنحة الفراشة الصادرة هذا الأسبوع عن الدار المصرية اللبنانية، والتى سبقتها سمعتها من قبل النشر فكتب عنها النقاد متوقعين أن تكون واحدة من أهم الروايات الصادرة هذا العام.يقتحم محمد سلماوى فى أجنحة الفراشة عوالم جديدة لم تتعرض لها الرواية المصرية من قبل، سواء على المستوى السياسى لأم فى التفاصيل الدقيقة للعلاقات الإنسانية، فموضوع الرواية هو الحراك السياسى الذى تشهده البلاد فى الوقت الحالى والذي يتوازى مع العلاقة الزوجية غير السوية لبطلة الرواية مصممة الأزياء الباحثة عن نفسها ضحى الكنانى.حيث يقدم لنا مجموعة من الشخصيات التى تسير فى خطوط متوازية يربط بينها أنهم جميعا يبحثون عن تحقيق ذواتهم، وذلك فى فترة تاريخية حرجة تشهد حراكا سياسيا غير مسبوق لبلد يبحث هو الآخر عن نفسه.تتمحور أحداث الرواية فى ثنائيات متوازية، فنجد من ناحية ضحى والدكتور أشرف والعلاقة الفكرية والعاطفية التى تنمو بينهما فتحدد مسار حياة كل منهما، كما نجد من ناحية أخرى أيمن وشقيقه عبد الصمد ومحاولة كل منهما البحث عن مستقبله.وعلى هذا التوازى نفسه فى شخصيات الرواية نجد هناك توازيا آخر ما بين الشخصيات فى بحثها عن نفسها وبين البلد الذى يمر هو الآخر بمرحلة البحث عن الذات، فتتشكل الحركات السياسية المطالبة بالتغيير وتنتشر المظاهرات فى كل مكان، وحين يصل الوطن إلى الخلاص أخيرا من حكم الحزب الفاسد والمتسلط يكون أيمن قد عثر على أمه التى كان يبحث عنها.وتكون ضحى قد تخلصت من زواجها الفاشل الذى فرض عليها رغما عنها فتحولت ــ على حد قولها ــ من يرقة رخوة لا حول لها ولا قوة إلى فراشة جميلة نمى لها جناحان فصارت قادرة الآن ــ هى والوطن ــ على التحليق فى السماء.إن أجنحة الفراشة هى رحلة خلاص مجتمع بأكمله من القيود التى تكبله والتى تحول دون تحقيق أبنائه لذواتهم، ولذلك فلم يكن غريبا أن تبدأ قصة كل من الشخصيتين الرئيسيتين للرواية بالسفر، فضحى تركب الطائرة إلى روما للمشاركة فى العرض السنوى لأزياء الربيع، فى الوقت الذى يتجه فيه أيمن إلى موقف أحمد حلمى قاصدا طنطا للبحث عن أمه.ولم يكن من قبيل المصادفة أن تعترض رحلة كل منهما قوات الشرطة وسيارات الأمن المركزى التى تسد الشوارع وتقف للمتظاهرين بالمرصاد. وقد كتب الناقد الأدبى الكبير الدكتور صلاح فضل عن أجنحة الفراشة قبل صدورها فوصفها بأنها سبيكة من الأدب الرفيع تتضمن عصارة ثقافة عالية فى فنون التشكيل، والموسيقى، والحياة عامة، مع اقتدار فذ على صناعة الرموز، وتكثيف المشاعر، وتتبع العلاقات الإنسانية والتحولات التى يشهدها المجتمع.وتأتى رواية أجنحة الفراشة بعد عقدين من صدور رواية محمد سلماوى الأولى الخرز الملون التى كان لها بصمة مهمة فى عالم الرواية العربية، ولاقت إقبالا كبيرا من النقاد فى سائر أنحاء الوطن العربى فطبعت أكثر من مرة فى مصر كما صدرت أيضا فى سوريا، قبل أن تتم ترجمتها إلى الفرنسية وتصدر فى باريس عن دار أرشيبل الشهيرة فى العام الماضى.وقد صدر لمحمد سلماوى فى عالم القصة ثمان مجموعات قصصية كانت آخرها عشر برديات مصرية (2010) وإزيدورا والأتوبيس (2008) الصادرتان عن الدارالمصرية اللبنانية، بالإضافة لمسرحياته العديدة التى عرضت بنجاح كبير فى مصر وفى الخارج والتى من أشهرها سالومى التى نالت تقدير مهرجان جرش والجنزير التى عرضت فى باريس وفوت علينا بكرة، كما ترجمت أعمال محمد سلماوى إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية.