الخميس 28 مارس 2024 09:40 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
اكاديمية السباحة بالغردقة تواصل تدريبات التأهل لعبور المانش تكريم 115 من النشء حفظة القرأن الكريم بمركز شباب نجير رئيس جامعة بنها يتفقد الخدمة الطبية بالمستشفى الجامعى رفع 450 طن مخلفات بلديه و 120طن اتربه و100 طن مخلفات صلبه بالدقهلية زيارة وفد السفارة الفرنسية بالقاهرة لجامعة المنصورة لبحث سبل التعاون سائحو جدة يستمتعون بالسحور المميز والفعاليات الاستثنائية «آي صاغة»: استقرار نسبي في أسعار الذهب بالأسواق المحلية والأوقية تكسر القمة السابقة لها المداح 4 الحلقة 19 - صقر و3 يمامات.. حمادة هلال يبدأ رحلة البحث عن إرث جده العسومي : يثمن مواقف موسكو الداعمة للقضية الفلسطينية، ويبحث سبل تعزيز ومأسسة العلاقات البرلمانية العربية الروسية برلماني: مبادرة الحكومة لخفض أسعار السلع خطوة إيجابية لدعم المواطن وتلبية احتياجاته اليومية أبو الغيط : غياب الأفق السياسي سيحبط أي جهود لجلب الاستقرار في غزة النادي الدولي لسفراء السلام في نيويورك يهنئ رئيس البرلمان الافريقي بعد اعادة انتخابه

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : جريمة ضد الوطن

باختيار الزمان والمكان والمناسبة المتمثلة باحتفال الإخوة المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد تكون القسوة والجرم ضد المصريين في أماكن العبادة سواء الكنيسة أو المسجد فالضحايا مصريون‮.‬وهذا يدعونا للتفكير والتحليل حول هذا المشهد الدموي البشع ولابد أن نعترف أن حالة مصرية عامة وكانت هناك مناعة مصرية ضد القاعدة‮ -‬والواقفة‮- ‬لأن النسيج المصري يصعب فك رموزه وألغازه لأنه حالة استثنائية يعيش وسط زخم من القوي الظلامية التي تنشر أفكارها وآراءها بمنتهي‮ ‬الجرأة والصراحة وبلا مضمون ولامرجعية حقيقية ووجدت ضالتها المنشودة في الشباب الذي افتقد النموذج والقدوة فحدث تصادم بين النموذج والواقع الذي يعيش فيه ولايتعايش معه فعمت علينا موجة جديدة من عدوي الإرهاب والانتماء لتنظميات ومجموعات،‮ ‬فثقافة الفرقة والاختلاف والاحتقان جديدة علي مصر لسبب بسيط هو الخلط المتعمد بين الدين والسياسة والشيء الأكثر‮ ‬غرابة أمام الصمت الحكومي والمجتمع المدني هي حالة الفوضي والعشوائية أمام الدعاة الجدد في الدين والعقيدة والمواطنة في كثير من المنابر والمنافذ الفضائية والصحفية التي أصبحت تمثل الخطر الحقيقي والإرهاب الفكري والإعلامي الذي يلعب دورا خطيرا في تشكيل وجدان الشعب المصري وجعلت هذا الشعب المتسامح‮ ‬يلعب علي وتر التناقضات وعدم النضج الاجتماعي والثقافي والسياسي فأصبح أسيرا لهذه السلبيات وهذا السواد وتنمي بداخله روح العنف والتمرد علي كل شيء فظهرت حالات الانتحار والاكتئاب واليأس وكثرت الأمراض النفسية نتيجة سيطرة هؤلاء الدعاة الجدد علي أفكار الشباب ويأسهم من الحصول علي فرصة عمل مناسبة ومورد رزق شريف وكانت الشبكة العنكبوتية الإنترنت فرصة لتلاقي أفكار الشباب مع ذويهم في الخارج فحدث التواصل بينهم وأصبحت الجرائم الإرهابية مثار إعجاب للشباب المتمرد الرافض المفتقد للنماذج الواعية وأخطر ما يهددنا جميعا أننا نتفاعل دائما بسياسة رد الفعل وليس الفعل‮.‬فتنظيم القاعدة في العراق أعلنت منذ شهور بعد حادث كنيسة النجاة علي الهواء أنه سيهاجم الكنائس في القاهرة والإسكندرية طالما لم يتم الإفراج عن بعض المسيحيين الذين أسلموا وأشهرهم كاميليا ووفاء رغم أن سياسة هذا التنظيم الإرهابي كانت مهاجمة الغارات الأجنبية والأماكن الحكومية ولم تهاجم الأماكن الشعبية ودور العبادة سواء الكنيسة أو المسجد وخاصة في مصر التي تمتاز بالوسطية والاعتدال ولكن هذا العمل الإجرامي الإرهابي هو تهديد مباشر للأمن القومي المصري،‮ ‬خاصة أن المنطقة تعبث بها أياد خارجية وتلعب إسرائيل دورا‮ ‬كبيرا في تفتيت البلدان العربية وما سيجري في السودان بعد أيام من تقسيمها لشمال مسلم يطبق الشريعة الإسلامية وجنوب مسيحي تلعب أجهزة الاستخبارات الغربية والموساد الإسرائيلي دورا كبيرا في تعميمه وتكريسه وما جري ويجري في العراق وتقسيمها لبلدان طائفية وأعتقد نموذج الأكراد خير مثال علي ذلك‮.‬كل هذه القوي الإقليمية والخارجية وجدت أن مشروع الشرق الأوسط الكبير هو حلمهم ومصر هي الحجر العثرة أمام هذه التمزق والتوجه الطائفي والعقائدي والمذهبي وهذا يجعلنا نفكر من خلال مفكرينا وعلمائنا وما أكثرهم من خلال وضعهم رؤية استراتيجية عامة للوضع في مصر والانعكاس السياسي السلبي وتهميش كل الكفاءات والأحزاب والقوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين وكل طوائف المجتمع المصري من مسلمين ومسيحيين وتطبيق مبدأ المواطنة بشكل واقعي وعملي من خلال المشاركة في القرار من خلال مساحات للحرية وعدم مصادرة الآراء‮ ‬المخالفة وإعادة بناء الشخصية‮ ‬المصرية علي مبدأ الشفافية والصراحة والصدق واستبعاد كل العناصر التي تعمق ثقافة الاختلاف سواء سياسيا أو برلمانيا أو فكريا‮.‬يا جماعة مصر في خطر حقيقي وأخطر ما يهددها هو سلبياتنا في عدم المشاركة وترك الساحة للأقزام الجدد الذين يهددون تاريخ هذا الوطن فهم يريدون أن يستولوا علي كل شئ ويضعوا قواعد النهب والفساد والإفساد والتستر علي عناصرهم المفسدة‮ ‬التي عاشت في مصر ولكن مصر بقيمتها وقامتها وهي في رباط إلي يوم الدين أصبحت ملكية خاصة وتكية لأفندياتنا الجدد الذين أوصلوا هذا الوطن العظيم إلي هذه الحالة الاستثنائية التي نحن بصددها حيث أصبح الشعب خارج الخدمة وأقول لهؤلاء‮: ‬المسلمون في المساجد والنصاري في الكنائس وضعوا قواعد للحياة فهل الحياة لها قواعد؟‮!.. ‬وعجبي‮.‬