شعبان خليفة يكتب: رِجْل ” الست ” وكلبها
.. كنا فى مطلع الألفية الثالثة.. وكنت قد خرجت للتو من عند وزير لسانه « وسخ»، بعد أن تقمصت شخصية الواعظ ونصحته بإعادة قطعة أرض لأيتام سلبها منهم. مذكراً له أن قطعة الأرض صغيرة ولا تستحق، وهى ليست أغلى من الوزارة، ففاجئنى بقوله إنه لن يجرؤ أحد على خلعه من الوزارة ولا على أخذ قطعة الأرض منه، ثم أضاف: تعرف لولا الوزارة كنت طلعت... أمهم ولاد... خرجت من الوزارة أتمتم هامساً ولاعناً له ولمن وزره.. ركبت الأتوبيس مطبقاً درساً كنت وما زلت اعتقد أنه صحيح مضمونه « أنه عندما تتوقف الطرق تتساوى كل وسائل المواصلات «.. استثنيت لاحقاً مترو الأنفاق.. وبينما أنا فى صدمة الوزير.. جذبنى الصعيدى عريض المنكبين من النوعية التى لو زرعت ظهرها جرجيراً لأكلت منه طوال العام على غرار ظهر المصارع بطىء الحركة « جريت كالى «.. كان الرجل ذو الملامح البريئة فى جلبابه المتواضع واقفاً فى الطريق بين الكراسى الممتلئة بالبشر مع الواقفين، وإلى جواره طالبة جامعية تقف مع الواقفات..ودون قصد من الرجل الذى تقسم ملامحه بأغلظ الإيمان بأنه ليس له فى معاكسة أو مشاكسة البنات، داست قدمه على طرف من قدم الطالبة الواقفة على جواره فصرخت فيه: ما تحاسب..أنت عميت؟!
وبلطف الصعيدى الرائق الصافى رد عليها بالرااااااااااااااااحة.. هو أنا دست على رجل أم كلثوم؟!!
وحدها البنت اشتعلت غيظاً بينما ضج كل السامعين وأنا منهم فى وصلة من الضحك من النظرية الغريبة لدى الرجل - وربما لدينا جميعاً عندما نحب - والتى تجعله يعتقد أن رجل « الست « وحدها هى التى تستحق ألا يداس عليها ولم ير فى البنت الجامعية « ست « تماماً مثلما اعتقد وكيل نيابة فى الخمسينيات أن كلبها « فوكس « الذى عض « إسماعيل « الطالب بكلية الطب يستحق البراءة.. يومها اعترض أساتذة كلية الحقوق على قرار النيابة واعتبروه محاباة لأم كلثوم، فيما كتب أحمد فؤاد رحمه الله قصيدة (كلب الست) الشهيرة التى قال فيها ضمن ما قال سارداً تحقيقات النيابة شعراً :
قال له مالك يا سماعين..
قال له زى البمب مالى
قال له عضك فوكس فين
قال له سيبنى اروح لحالى
انت شوف سى فوكس يمكن خد تسمم غصب عنى
الوكيل قال برضه ممكن والشاويش قعد يغنى....
هيص يا كلب الست هيص لك مقامك فى البوليس
بكره تتولف وزارة للكلاب وياخدوك رئيس.


.jpg)




.jpg)


.jpg)
.jpg)
