النهار
الخميس 18 سبتمبر 2025 09:37 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سفارة المكسيك بالقاهرة تحتفل باليوم الوطني والسفيرة تشكر مصر وتؤكد على تعزيز التعاون البيني نجاح فريق طبي بمستشفيات جامعة المنوفية في استئصال ورم يزن ٤ كيلو جرام بالتجويف الصدري الأيسر لمريض مكتب التنسيق: إعلان نتائج تقليل الاغتراب لتنسيق طلاب المرحلة الثالثة للثانوية العامة القطار يفلت من كارثة.. انحراف عجلتين وخروج عربتين عن القضبان بشبين القناطر مصرع سيدة مجهولة الهوية دهسًا أسفل قطار بفوه القبض على عاطل بحوزته كميات من مخدر ”الشابو” وأسلحة نارية بكفر الشيخ غادة البدوي: زيارة شكري للرياض تؤكد متانة العلاقات المصرية السعودية برلمانية: تكافؤ كامل بين طلاب البكالوريا والثانوية العامة في الحقوق والدعم استولى على 16 مليون جنيه.. المشدد 7 سنوات والعزل من الوظيفة لموظف بتهمة الغش في اسطوانات الغاز بقنا مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا يكرم أشرف عبد الباقي في دورته الثانية إدارة الرعاية الثانوية والثالثية تتفقد مستشفى شرم الشيخ كتبت- شريفة عبدالعاطى مضاعفة التمويل المناخي ليصل إلى 300 مليار دولار سنويًا... بحلول 2035

المرأة والبيت

دينا نجم تكتب : صباح الخير يا عانس!

دينا نجم
دينا نجم

من يومين حكالي شخص قصة أصابتني بقشعريرة ممزوجة بالإشمئزاز.. عن بنت من بيئة تحت المتوسطة لو جاز التعبير و ساكنة في حي شعبي و عندها ٣٥ سنة و مش متزوجة.. البنت جيلها عريس مش مقتنعة به بس مضطرة تقبله.. فلما سألته و إيه اللي يجبرها على كده؟ قالي نفسيتها تعبت عشان في الطلعة و النزلة جيرانها مش بينادوها غير “يا عانس”.. “صباح الخير يا عانس”.. “مساء الخير يا عانس” .. “هتتجوزي إمتي يا عانس” .. طبعا هو الفكر نفسه مش غريب بس تطبيقه بالشكل الفج ده صدمني الصراحة!

الموضوع بقي بيختلف شوية عند الناس اللارچ الهاي كلاس.. هم أه حظهم أوفر في التعليم من الناس الغلابة اللي مجتلهمش الفرصة، بس في الموضوع ده بالذات معظمهم مش فارقين أي حاجة في طريقة التفكير عن اللي متعلموش خالص.. البنت تبقي قاعدة في أمان الله و تيجي طنط صاحبة مامي تقولها بمنتهي القلاطة و تقل الدم “و إيه، مفيش حاجة كده ولا كده” .. و”لا يا حبيبتي ماهو كده مش حينفع، لازم تتحركي شوية، السنين بتجري” .. و فيه اللي يعمل نفسه عارف و فاهم كل حاجة و يتبرع بأرائه المبهرة “إنتي تلاقيكي حطة شروط صعبة، لازم تتنازلي شوية”..

ده مش بس كده.. تيجي البنت تفكر إنها تعمل دكتوراه مثلا فيبقى رد الفعل حاجة كده زي “هي طبعا حاجة كويسة بس إنتي لسه صغيرة و كده بتصعبي عليكي الأمور أوي.. حيتقال هي كويسة و بنت ناس و محترمة بس عاملة دكتوراه.. “بس”؟ “بس” إزاي؟؟

مجتمعنا العظيم عنده قناعة إن الجواز هو الغاية الأزلية لأي بنت و إنها قايمة نايمة تحلم بيه.. و إنها المفروض تفكر فيه قبل ماتاخد أي قرار مصيري في حياتها.. حتكمل دراسة، بس الجواز؟ جايلها فرصة شغل كويسة بره البلد، طب و الجواز؟ ما طز في الجواز! طزين تلاتة أربعة!

يعني إيه نطلب من البنت إنها تقف محلك سر و تكبت طموحها عشان تلاقي اللي علي قداها؟ و يعني إيه نقولها متحلميش و لو حلمتي متنفذيش، الحلم ممنوع و النجاح مرفوع من الخدمة حتي يصل العريس المنتظر! و يعني إيه حد يربط مصيره بحاجة يا تحصل يا متحصلش؟! و لو مكتوبلها تحصل فحتحصل بصرف النظر عن أي إعتبارات و ظروف و شروط!

و بعدين هو كون البنت ناجحة في حياتها و عندها شخصية و طموح و مش مستنية اللي يسندها دي حاجات من الطبيعي و المنطقي إنها تشجع الشخص إنه يعرفها و يتعلم منها كمان؟! مش بس كده.. مش ده حيخليها زوجة ناجحة و مثل أعلي لولادها؟ و حتي لو مشجعتوش و حتي لو مبقتش زوجة أصلا، في النهاية هي حرة ترسم حياتها لنفسها زي ماهي عايزة مش زي ما الناس شايفة

الجواز سنة الحياة، أه، بس مش فرض من فروض الدين.. الجواز رزق زيه زي الشغل و الفلوس.. لو ربنا كتبه حيبعته و لو مش كتبه حيمنعه لحكمة يعلمها هو وحده مش حد غيره.. و لحد ما البني آدم يعرف ربنا كاتبله إيه، البديهي و المنطقي إنه يعيش حياة طبيعية كشخص مستقل بذاته مش يلاقي ناس حشرية جوه حياته!

نقلا عن بوابة يناير