النهار
الإثنين 19 مايو 2025 07:20 صـ 21 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
إصابة شخصان في حادث تصادم على طريق مصر – إسكندرية الزراعي بطوخ بعد تحرك عاجل لشباب القرية.. السيطرة على حريق في شنوان بالمنوفية روما يقسو على ميلان بثلاثية في الدوري الإيطالي طالب بهندسة المنصورة يحصد المركز الأول عالميًا بجهاز تحاليل ذكي منخفض التكلفة محافظ الدقهلية يستعرض آخر مستجدات إنشاء موقف جديلة الحضاري... ويؤكد على سرعة الانتهاء محاكمة صورية تدريبية مستوحاة من “قضية الآثار الكبرى” بكلية القانون جامعة المنصورة الجديدة تكريم البطل المصري عبد اللطيف منيع لاعب المنتخب الوطني للمصارعة بالدقهلية إي آند مصر تؤكد على احترامها وتقديرها لجميع جماهير الرياضة المصرية للمرة الأولى بـ” صحة الدقهلية”.. نجاح جراحة دقيقة لإصلاح كسر بالرقبة في تمى الأمديد” وكيلة التضامن بالدقهلية تبحث مع ممثلي مؤسسة فرسان الحديدي مجالات التعاون المشترك محافظ كفر الشيخ يُشيد بجهود وزارة الشباب والرياضة في تأهيل الشباب لسوق العمل المنتج ماهر فودة يحضر العرض الخاص لـ”المشروع X” بصحبة خالد صلاح وشريهان أبو الحسن

مقالات

عزت شعبان يكتب : مصر رمانة الميزان.. بين روسيا وأمريكا

ثقل مصر الإقليمى والدولى والجغرافى كبير وعظيم وربما يجهله الكثيرون سواء من أبناء بلدى أو بعض الدويلات الصغيرة لكن السياسيين على المستوى الدولة والدول والقوى الكبرى والعظمى تعلمه جيدا ولذلك نرى تصارع تلك القوى على الظفر والفوز بإقامة علاقات استراتيجية مع مصر باعتبارها رمانة الميزان التى ترجح كفة عن أخرى الأمر الذى جعلنا نشهد حاليا تسارع محموم بين القوتين الأعظم فى العالم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لاستمالة الدولة المصرية تجاه أحدهما لما يمثله ذلك من أهمية استراتيجية لكل منهما قد يغير موازين القوى بالتحالفات الدولية.

ربما يميل الرأى العام والشعبى المصرى حاليا إلى المحور الشرقى الذى تمثله روسيا خاصة بعد موقفها الداعم والمؤيد لثورة 30 يونيو ونكاية فى الولايات المتحدة التى انحازت بشكل أعمى وصارخ ضد إرادة الشعب المصرى وتعليقها للمساعدات لمصر خاصة المساعدات العسكرية مما جعل الشعب المصرى يطالب بضرورة العودة مرة اخرى إلى التعاون الاستراتيجى مع روسيا التى وقفت إلى جانبنا فى ثورة 30 يونيو وقبلها فى دعم مصر بالسلاح قبل حرب اكتوبر المجيدة وحتى لا تتحكم فينا الولايات المتحدة خاصة فى مجال التسليح فالشعب المصرى على استعداد لعمل أى شىء من أجل الحفاظ على قوة ومقدرة قواته المسلحة وأن تمتلك دائما احدث الأسلحة ومن أى مصدر.

أننا نرى الآن تراجعا فى المواقف الأمريكية وتسارع الزيارات المختلفة من المسؤلين الأمريكيين عندما بدأ رجال السياسة الأمريكية يشعرون أن اتجاها ورغبة شعبية فى استعادة علاقاتنا الاستراتيجية مع روسيا العدو التقليدى للولايات المتحدة الأمريكية وخشية أن يسفر ذلك وبشكل كبير عن خروج مصر عن الطاعة الأمريكية خاصة بعد الإعلان عن زيارة رئيس المخابرات الروسى وعددا من مسؤلى التسليح الروس إلى مصر والزيارة المرتقبة لوزيرى الخارجية والدفاع إلى مصر وسط ترحيب شعبى جارف بهذا الأمر الذى يرعب الإدارة الأمريكية من أفول سطوتهم على مصر قائدة الدول العربية ورمانة الميزان فى العلاقات الدولية وأيضا خشية أن يفقد ذلك واشنطن نفوذها بالمنطقة وفقدان أحد اهم حلفائها.

لقد أخطأت الولايات المتحدة الامريكية تقدير الموقف عندما انحازت ناحية الإخوان المسلمين والرئيس المعزول والخطوة التى تلت ذلك بالإعلان عن تجميد المعونات خاصة العسكرية متجاهلة مصالحها الكثيرة التى لا تساوى بجوارها المعونة شيئا.. تناست الولايات المتحدة ولم تقم بدراسة جيدة لمشهد رفع صور الرئيس الروسى فلاديمير بوتن بتظاهرات الثلاثين مليون مصرى ورفع صور اوباما ملتحيا.. وها هى بعد أن رأت إرادة المصريين فى إقامة علاقات أوثق مع الحليف الروسى بدأت تتراجع فى مواقفها وتسرع فى ارسال مبعوثين ومسؤلين عل ذلك يخفف من حدة ووطأة الخطأ الذى وقع فيه كبار الساسة الأمريكيين وتدارك والحد من تنامى العلاقات المصرية الروسية بمباركة شعبية ورسمية.

ورغم أننا نعلم تماما أن روسيا لن تدخل معنا فى شراكة استراتيجية إلا وفقا لما يحقق مصالحها فى المقام الأول إلا أننا نرحب بذلك ايضا طالما يصب ذلك فى مصلحتنا ايضا فى وليلعب كل طرف على مصالحه وليعلم العالم أجمع أن مصر الأن وبعد ثورتيين متتاليتين أصبحت تتعامل مع الجميع وفق مصالحها اولا وأنه لن يستطيع أحدا مهما بلغت قوته وسطوته أن يفرض إرادته على المصريين الذين استردوا إرادتهم وسيدافعون عنها مهما كلفهم ذلك.

وفى نفس الوقت نحن لا نريد الارتماء فى أحضان الدولة الروسية دون حسابات دقيقة وإنما نريد ايضا الحفاظ على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة.. علاقات تراعى مصالحنا كما تراعى مصالح الطرف الأخر.. نريد علقات متوازنة مع كافة دول العالم تقوم على الندية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.

أقول لأبناء الشعب المصرى العظيم أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات هامة على مستوى علاقاتنا الخارجية فنحن نترقب خلال الأيام المقبلة نتائج زيارة وزيرا خارجية ودفاع روسيا لمصر والتى يتوقع الجميع أن تكون نتائج طيبة ومرضية لصالح مصر وبعدها نتوقع أن يكون هناك أمورا إيجابية من الولايات المتحدة تجاه مصر وشعبها وثورتها والتى بدأت بشائرها تظهر خلال زيارة وزير الخارجية جون كيرى لمصر مؤخرا.

وفى النهاية فاننى احيى تعامل الساسة المصريين مع ملف العلاقات الخارجية والتعامل معه بذكاء شديد ربما لا يشعر به العامة وكذلك احيى الشعب المصرى فى صلابته تجاه التعامل بايجابية مع من وقف معنا وايضا التعامل بكل شدة وقوة مع من وقف ضدنا وضد ثورتنا فى 30 يونيو الأمر الذى يؤكد ان مصر لن تنسى من يقف إلى جانبها كما لن تنسى من وقف ضدنا.

أشعر بالفخر من قوة وتاثير بلادى ووزنها وثقلها على كافة المستويات العربية والاقليمية والدولية الأمر الذى جعل القوى العظمى تتسارع نحوها وتأمل فى صداقتها والتعاون معها.. أقول هذا ولا أعير بالا بحقد الحاقدين.