شعبان خليفة يكتب : ماالذي اصاب الاسلاميين؟
في العام 1992 اجتمع نخبة من الإسلاميين " المشتغلين بالفكر والعمل الإسلامي " من بينهم القرضاوي والعوا ومصطفي مشهور ومهدي عاكف إضافة لقائمة كبيرة من الأسماء أمثال محمد حبيب وطارق البشري وفهمي هويدي وسيف عبد الفتاح وغيرهم مع حفظ الالقاب ..لمناقشة ورقتين بحثيتين عن ( التعددية السياسية في الرؤية الإسلامية ) حيث تراوحت الأراء في هذه المناقشة بين تحريم التعددية السياسية وجوازها ومن عجب أن القائلين بالتحريم يستندون إلي كون التعددية السياسية تؤدي للتشرذم وتزكية النفس والطعن علي الأخرين بينما جري حديث عن أن التعدد سنة كونية وواجب إسلامي وشهد النقاش طرح سؤال جوهري ليجيب عليه هؤلاء المجتمعين وكان السؤال عما ستفعله الحركة الإسلامية إذا ما تسلمت مقاليد السلطة ؟ هل ستسمح بالتعددية السياسية وهل ستوافق علي تشكيل احزاب علمانية وشيوعية أم لا ؟ وهل ستقبل الحركة الإسلامية بالتدوال السلمي للسلطة أم لا ؟وفي الحقيقة تباينت الأراء وجري حديث كثير يبرز من بينه حديث مصطفي مشهور المرشد الأسبق للجماعة الذي أكد علي أنه قد نسمح للفرد أن يؤمن بينه وبين نفسه بالعلمانية أو الشيوعية لكن أن نسمح له بحزب ينشر عبره فكره فهذا لا يجوز والوقاية منه خير من العلاج في حين كان مهدي عاكف يري جواز التعددية وإنشاء أحزاب غير إسلامية كما جري حديث عن الشعبية الطاغية للإسلاميين وهم خارج الحكم فما بالنا إذا وصلوا للحكم ومما قيل أن النظام الحاكم هو الذي يضع الضوابط للأخرين من المحكمين وبالتالي فكما أن الحكم الإشتراكي لا يسمح للأخرين بالخروج علي النظام الإشتراكي فإن الحكم الإسلامي يجب أن يضع من القواعد ما يمنع الأخرين من الخروج علي تعاليم الإسلام ووسط الجدل والخلافات ثمة أراء جديرة بالنظر إليها علي سبيل المثال رأي الشيخ يوسف القرضاوي الذي كان يري " أنه في حالة وصول الإسلاميين للسلطة بجمهور وفشلهم في إقناع الناس فأنهم مستحقون لأن يخرجوا من السلطة " وثمة أراء أخري مثل رأي سيف عبد الفتاح " بأن فاعلية التيار الإسلامي إن وصل للسلطة منوطة بأن الأمر ليس استبدادا حيث هناك محاولات استبدادية يتم تغليفها بمقولات إسلامية وليس ذلك من الشرع فأينما كان العدل فثم شرع الله " .
وقد وصل الإسلاميون للسلطة فماذا حدث لهم ؟ سؤال يحتاج لدراسات جديدة وعميقة خلال الفترة القادمة تجيب عليه .


.jpg)

.png)



.jpg)



