الجمعة 10 مايو 2024 01:07 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أتالانتا يتأهل إلى نهائي الدوري الأوروبي بعد فوزه على مارسيليا بايرن ليفركوزن يحجز مقعدًا في نهائي الدوري الأوربي على حساب روما الإيطالي مصرع صغير في حادث إنقلاب دراجة بخارية ببورسعيد البرلمان العربي يشارك في ندوة أممية افتراضيا لمناقشة ”ميثاق الاتحاد لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا” شرشر يهنئ الأستاذ مجدى الفيشاوى والأستاذ سامي أبو غزالة بزفاف المهندس مصطفى والدكتورة شروق تعليم القاهرة تتابع مرور مسؤولين الاداره بلجان الامتحانات بمدارس إدارة البساتين جامعه الزقازيق تنظم دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية لفريق الجوالة ‎البحرين أفضل وجهة لحفلات الزفاف في الشرق الأوسط لعام 2024 الشوط الأول .. أتالانتا يتقدم على مارسيليا بهدف دون رد هدى يسي : اتحاد المستثمرات العرب يطبق تكامل القوى الاقتصادية من خلال انضمام كبار الشخصيات أصحاب القرار... اختتام اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الإدارية بحضور وزاري عربي رفيع المستوى الهيئة السعودية للسياحة توقع مع ”نون” مذكرة تفاهم لترويج الفعاليات السياحية بالمملكة

صحافة عالمية

ترويج رسائل طائفية في شوارع لندن… طريق للانقسام


 

المجلس الإسلامي البريطاني يحاول أن ينزع أي فتيل يمكن أن يغرس روائح الطائفية في المجتمع البريطاني الذي عرف لفترة طويلة تعايشا وانسجاما بين الشيعة والسنة في إطار الاحترام والتعاون، وما تنوي هذه الرسائل فعله يتنافى مع الواقع ويسعى إلى تقويضه.

لندن – أدان المجلس الإسلامي البريطاني، الإثنين الماضي، بث رسائل طائفية من قبل جماعة متشددة في شوارع العاصمة لندن، وأكد بأن المسلمين في المملكة المتحدة يقفون صفاً واحداً ضد الدعوات الطائفية المثيرة للانقسامات.

وقال المجلس: «إن حوادث صغيرة ولكنها معزولة من رسائل الطائفية البغيضة جرى ترويجها في شوارع لندن، وندين سلوك، أنجم شودري، وزمرته من طالبي الدعاية الذين نزلوا إلى شوارع لندن لبث رسائل مليئة بالكراهية ضد الشيعة».

وتزعم شودري حركات سلفية حظرتها السلطات البريطانية وكان آخرها «مسلمون ضد الصليبيين».

وكانت صحيفة «صنداي إكسبرس»، ذكرت في وقت سابق أن جماعة تُطلق على نفسها اسم «مسلمون ضد الصليبيين»، ردد أعضاؤها خلال تظاهرات هتافات ضد الجنود البريطانيين في العراق وأفغانستان، وهتافات أخرى مثل «لا يوجد إرهاب سوى إرهاب الشرطة البريطانية»، و»إذا أردتم نشر الإرهاب في العراق وأفغانستان، فأعلموا أنكم ستتسببون في نشره في شوارع بريطانيا».

وأضافت أن أعضاء الجماعة الإسلامية المتطرفة رددوا أيضا «عليكم أن تدركوا أن الشعب نفسه الذي تستهدفونه في العراق وأفغانستان، لديه طموح للمجيء إلى المملكة المتحدة للقيام بعمليات إرهابية ورؤية شوارع لندن تُقمع بالطريقة نفسها التي يتم من خلال اضطهاد الشعوب في بلادنا».

ونسبت الصحيفة، إلى دوغلاس موراي، مدير مركز التماسك الاجتماعي، «يجب على الحكومة البريطانية اتخاذ نهج مختلف للتعامل مع الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تظهر في بريطانيا بصورة مستمرة».

وكانت صحيفة «صنداي إكسبرس» أشارت أيضا إلى أن أنجم تشودري، زعيم حركة «الإسلام من أجل المملكة المتحدة» المحظورة، واثنين وصفتهما بأنهما من دعاة الكراهية، اتفقوا على إطلاق عملية على الانترنت لتكريس آرائهم المتطرفة وبث خطبهم على مدار الساعة.

ورأت الصحيفة أن شودري انضم إلى الداعية السلفي عمر بكري محمد مؤسس حركة «المهاجرون» المنحلة في بريطانيا والذي منعته السلطات البريطانية من العودة بعد توجهه إلى لبنان في أعقاب تفجيرات لندن عام 2005، والشيخ عبد الله الفيصل، الذي رحّلته بريطانيا من أراضيها عام 2007 بعد سجنه بتهمة توزيع تسجيلات لخطب تدعو إلى قتل اليهود والهندوس.

ونظرا لتوتر العلاقة بين الحكومة البريطانية والحركات الإسلامية المتشددة التي تدعو إلى العنف، فإن المجلس الإسلامي البريطاني يدرك ما يمكن أن تحدثه تلك الرسائل الطائفية من اهتزاز في المجتمع البريطاني وفي صفوف المسلمين سنة وشيعة. وحذر المجلس أنه سيقف بقوة ضد أي شخص يدعو إلى الانقسام في مجتمعنا من أي جهة كانت، داعياً وسائل الإعلام البريطانية إلى توخي الحذر والامتناع عن تأجيج توترات لا وجود لها.

وأضاف أن المسلمين السنة والشيعة متحدون في المملكة المتحدة ولهم تاريخ راسخ في مجال التعاون، ونحن ندرك تماماً أن الوضع المعقد في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي يمكن أن يهدد هذا التقليد، وأن أطرافاً من خارج المجتمع الإسلامي ستحاول استغلال هذه الانقسامات سعيا وراء أهدافها الشائنة.

ودعا المجلس الإسلامي البريطاني العلماء والقادة والمؤسسات من جميع الأديان في المملكة المتحدة إلى الوقوف بحزم وتوخي الحذر والتحدث علناً ضد الطائفية، وضمان الغلبة لصوت التعقل. وقال: «نشهد وللأسف التآكل المستمر لقيم الإسلام حيال كرامة الحياة البشرية ووحدة المسلمين في بلدان مثل سوريا والعراق والبحرين وأندونيسيا وباكستان».

ويضيف المجلس إنه أكبر مظلة إسلامية في المملكة المتحدة وتضم في عضويتها أكثر من 500 منظمة وطنية ومحلية وإقليمية، ومساجد، ومدارس وجمعيات خيرية. وكان أدان العنف الطائفي الدائر في بعض بلدان العالم الإسلامي، ودعا المسؤولين عنه للتوقف فوراً عن أعمال القتل والاضطهاد.

ويذهب العديدون إلى أن بريطانيا قد فتحت الأبواب للمسلمين لكي يعيشوا في المجتمع البريطاني بكل حرية وفي ظل القانون الذي يحمي حقوق الجميع، لكن البعض منهم آثر أن يسلك طريقا آخر ويوظف تلك الحرية في زعزعة أمن البلاد من خلال العنف الذي يعبر به عن رغباته وميولاته الدينية المتطرفة.

وقد شهدت بريطانيا العديد من الأعمال التي تعبر عن استغلال سيء لتلك الحرية، لكنها لم تقف مكتوفة الأيدي بل سعت إلى الحفاظ على وحدة البريطانيين وأمنهم الذي هو بمثابة خط أحمر.

وقد تفاجأ سكان العاصمة البريطانية لندن في وقت سابق بدوريات راجلة تطوف شوارع بعض المناطق التي يسكنها غالبية مسلمة فيما يشبه «الشرطة الإسلامية» شرطة الآداب، حيث تتولى هذه الدوريات منع المارة من شرب الكحول، وتطلب من النساء والفتيات ارتداء الملابس المحتشمة، في محاولة لتطبيق أكبر قدر ممكن من أحكام الشريعة الإسلامية.

وذكرت جريدة «صنداي تايمز» البريطانية وقتها إن الشرطة المحلية في لندن تلقّت بلاغات بشأن قيام مجموعات من الشبان المسلمين المتدينين بدوريات من أجل فرض الشريعة في بعض المناطق بالعاصمة، وكذلك بدعوى «حماية مناطق المسلمين» في لندن، مشيرة إلى أن هؤلاء الشباب يتلثمون خلال القيام بدورياتهم التي غالباً ما تكون خلال الليل، وذلك لتجنب التعرف إلى هوياتهم أو تصويرهم بكاميرات الشوارع التابعة للشرطة أو للسلطات البلدية.

ويطلق الشباب على أنفسهم اسم «دوريات المسلمين»، وكان قد تم التقاط صور فيديو لهم، وتم بثها على الإنترنت مؤخراً، في تأكيد على وجودهم. وبحسب أحد تسجيلات الفيديو التي اطلعت عليها «صنداي تايمز»، فإن شباناً ملثمين ينتزعون علبة للمشروبات الكحولية من أحد المارة، ومن ثم يقولون له: «هذه منطقة مسلمين، الكحول غير مسموح بها في هذه المنطقة»، ويضيف الشبان الملثمون: «أبلغ أصدقاءك بأن الكحول غير مسموح بها في هذه المنطقة حتى لا يتكرر معهم ما حدث معك». وبحسب الفيديو فإن الشبان الناشطين يطلبون من النساء أيضاً عدم ارتداء الملابس القصيرة، ويقولون: «لا يمكن ارتداء هذه الملابس هنا، هذه منطقة للمسلمين».

وأنشأت هذه المجموعات الشبابية قناة خاصة على موقع «يوتيوب» العالمي على الإنترنت، ووضعت على القناة شعاراً يقول: «الشريعة… مستقبل بريطانيا».

ويشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها مثل هذه المجموعات، وبهذا الشكل في بريطانيا، رغم أن الكثير من الناشطين والدعاة المسلمين يمارسون أعمالهم في بريطانيا دون أي مضايقات، ويستخدم الكثير منهم الشوارع العامة والأسواق المزدحمة من أجل التعريف بتعاليم الإسلام وتوزيع النشرات التي تدعو لاعتناق الإسلام.

وكانت أحدث الإحصاءات الرسمية في بريطانيا، قد قالت إن الإسلام يشهد انتشاراً واسعاً في البلاد، وإنه في حال استمر الوضع على حاله فإنه سوف يكون الديانة الأكثر شيوعاً في بريطانيا خلال الثلاثين سنة المقبلة. ويرفض المجلس الإسلامي البريطاني كل مظاهر العنف والطائفية التي تغذيها الأحقاد والكراهية وتنطلق من خلفيات دينية أو مذهبية.

فقد دان المجلس مؤخرا الهجمات القاتلة على المسيحيين والكنائس في نيجيريا، والتي شنتها جماعة بوكو حرام المتشددة. وقال فاروق مراد الأمين العام للمجلس: إنه «لا يوجد شيء في ديننا الإسلامي يمكن أن يتغاضى عن الهجمات على أماكن العبادة وعلى المسيحيين». وأضاف: «أن المسلمين يدينون مثل هذه الأعمال كونها تهدد العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا بعد أن كانت سلمية في الماضي».

وقال الأمين العام للمجلس الاسلامي البريطاني: «إن الهجمات الطائفية في نيجيريا وفي العراق الأسبوع الماضي تستحق الشجب، والناس الذين يعلنون مسؤوليتهم عن تنفيذ مثل هذه المذبحة باسم الإسلام مخطئون تماماً، وهم أعداء للمسلمين مثل الآخرين».

وشهدت نيجيريا سلسلة من التفجيرات خلال قداديس عيد الميلاد استهدفت كنائس المسيحيين وأدت إلى مقتل 40 شخصاً