النفط يتراجع وسط مخاوف فائض المعروض والتوترات الجيوسياسية
تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ، في ظل استمرار المخاوف المرتبطة بفائض المعروض العالمي، إلى جانب ترقب الأسواق لاحتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وما قد يترتب عليه من تداعيات على حركة الإمدادات، بالتزامن مع القلق بشأن اضطرابات محتملة في صادرات النفط الفنزويلية.
هبطت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 16 سنتًا لتسجل 61.12 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بالقيمة نفسها ليصل إلى 57.44 دولارًا للبرميل.
خبراء: السوق تتجاهل التوتر الأمريكي الفنزويلي
وفي هذا السياق، قال أندرو ليبو، رئيس شركة «ليبو أويل أسوشيتس»، إن سوق النفط لا تزال ترزح تحت ضغط أوضاع إمدادات الخام، مشيرًا إلى أن المتعاملين يتجاهلون إلى حد كبير التوتر القائم بين الولايات المتحدة وفنزويلا، رغم ما يحمله من احتمالات تصعيد قد تؤثر على تدفقات النفط.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن احتجاز ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة السواحل الفنزويلية، فيما كشفت مصادر مطلعة أن واشنطن تستعد لاعتراض مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي، عقب هذه الواقعة.
تراجع صادرات روسيا المنقولة بحرًا
على صعيد آخر، أظهرت بيانات صادرة عن مصادر في قطاع الطاقة، إلى جانب حسابات لوكالة «رويترز»، أن صادرات روسيا من المنتجات النفطية المنقولة بحرًا سجلت انخفاضًا خلال شهر نوفمبر بنسبة طفيفة بلغت 0.8% مقارنة بأكتوبر، وذلك بعد أن أسهم الانتهاء من أعمال الصيانة في عدد من المصافي في تعويض التراجع الحاد في صادرات الوقود عبر المسارات الجنوبية، مثل البحر الأسود وبحر آزوف.
تباين التقديرات بين أوبك ووكالة الطاقة الدولية
وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، كشفت بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» عن أن المعروض النفطي العالمي قد يقترب من التوازن مع الطلب خلال عام 2026، وهو ما يتعارض مع تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، التي ما زالت تتوقع زيادة قياسية في المعروض، وإن كانت أقل قليلًا من توقعات الشهر الماضي.
وبحسب تقارير منصة «تريدينج إيكونوميكس»، فإن الزيادة المستمرة في المعروض تمثل عاملًا ضاغطًا على أسعار النفط، خاصة في ظل ارتفاع المخزونات العالمية إلى أعلى مستوياتها خلال أربع سنوات، وهو ما يعزز مناخ الحذر في الأسواق.
المخزونات المرتفعة تعزز سيناريو التوازن
ورغم هذه الضغوط، حافظت «أوبك» على توقعاتها بشأن مستويات العرض والطلب العالميين للنفط خلال عام 2026، في إشارة إلى سوق أكثر توازنًا على المدى المتوسط، وهو ما يحد جزئيًا من تقلبات الأسعار، رغم استمرار العوامل الجيوسياسية المؤثرة.
التوترات السياسية تعود إلى الواجهة
وعادت التوترات الجيوسياسية لتلقي بظلالها على سوق النفط في وقت سابق من الأسبوع، بعد اعتراض الولايات المتحدة ناقلة فنزويلية خاضعة للعقوبات، في خطوة وصفتها كاراكاس بأنها «عمل قرصنة». وتُعد فنزويلا صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، حيث صدرت نحو 586 ألف برميل يوميًا خلال الشهر الماضي، ذهب معظمها إلى الصين.
وفي تطور متصل، أعلنت أوكرانيا استهداف ناقلة ظل مرتبطة بتجارة النفط الروسية، في خامس هجوم من نوعه منذ أواخر نوفمبر، وذلك في ظل استمرار الضغوط الأمريكية الرامية إلى الدفع نحو وقف لإطلاق النار، ما يعكس استمرار حالة عدم اليقين التي تحيط بمشهد الطاقة العالمي.


.jpg)

.png)















.jpg)



