النهار
الإثنين 8 ديسمبر 2025 05:38 صـ 17 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
فصل نهائي وتحويلات للجامعات.. بنها تتخذ أقوى عقوباتها ضد 6 طلاب خالفوا القواعد أمانة تتخطى المليون جنيه.. أطقم إسعاف القليوبية يعيدون ذهب مصابي حادث شبرا–بنها موظفة بشركة مياه الإسكندرية تفوز بجائزة عربية لعام 2025 صحيفة عبرية تكشف عن تعاون عسكري مصري تركيا يثير قلق إسرائيل.. ماذا قالت؟ لحيته أثارت جدلاً بعد لقاء وزير الخارجية.. من هو وزير الخارجية الكندي؟ مجلس إدارة الاتحاد السكندري يحدد ملامح فريق كرة القدم في الانتقالات الشتوية إصابة شخصين في تصادم سيارتين بأسيوط ديوان الإسكندرية يناقش رواية ”سفر العذارى” للأديب الكبير يوسف زيدان ”غرفة الإسكندرية” تبحث سبل التعاون مع المستشار الاقتصادي والتجاري بإسبانيا كتمت أنفاسها وعثروا على جثتها متعفنة.. إحالة أوراق معلمة قتلت جارتها لسرقة ذهبها في قنا للمفتي جولة ميدانية بالعبور: متابعة مستمرة للمشروعات ولقاء مباشر مع السكان حملة موسعة بشبرا الخيمة لإزالة الإشغالات وتطوير شارع 15 مايو وأحمد عرابي

عربي ودولي

فنزويلا على حافة الهاوية.. قصة خسارتها لسكانها واقتصادها واستقرارها

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

أفادت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يظهر في مسار سياسي متداخل، كزعيم تحدى السخرية وتجاوز التوقعات، مستندًا إلى إرث هوجو تشافيز وتحالفات معقّدة، بينما تخسر فنزويلا سكانها واقتصادها واستقرارها، في قصة بقاء طويلة قاد فيها مادورو البلاد لأطول فترة رئاسية في أمريكا اللاتينية، موضحة أنه آمن بأن هوجو تشافيز، الأب السياسي، ظهر له على هيئة طائر وفراشة، واعتقد أن تقديم عيد الميلاد عبر مرسوم رئاسي يرفع معنويات المواطنين.

وبين الخلط اللغوي والتصريحات الغريبة، باتت زلاته تُعرف باسم «مادورادا»، لكن هذه الصورة الساخرة أخفت قدرة مستمرة على البقاء، قبل توليه رئاسة فنزويلا عام 2013، لم يكن يحظى بدعم واسع داخل الحزب الاشتراكي الموحد، فيما سادت التوترات بين دائرته وأنصار ديوسدادو كابيلو، لكن تشافيز أنهى الخلافات أواخر 2012 عندما بارك مادورو خليفة له، ليقود حكومة واجهت احتجاجات وعقوبات وأزمات انتخابية وتكهنات متواصلة.

وأكدت أنه رغم الانتقادات الدولية، بات مادورو أطول رؤساء أمريكا اللاتينية بقاءً في السلطة، بينما فقدت البلاد ملايين المواطنين و72% من اقتصادها، بدأ مساره منذ كان سائق حافلة وناشطًا نقابيًا، قبل أن يصبح شريكًا لسيليا فلوريس، التي تصفه مصادر سياسية بأنها القوة المحركة خلف العرش، ومع انضمامه لمحيط تشافيز، اكتسب ثقة الزعيم الراحل الذي كان يعدّه -كما قال مادورو- دون أن يعرف سبب اختياره بين مرشحين آخرين، كما شكلت علاقته بكوبا الممتدة منذ سنوات شبابه أحد أسرار صعوده، فبعض السير الذاتية غير الرسمية تزعم حصوله على تدريب ثوري في الجزيرة، وهو ما لا تؤكده سيرته الرسمية، إلا أن مادورو نجح في بناء صلة وثيقة مع حكومة فيديل كاسترو ثم ميجيل دياز كانيل، وأصبح قناة إستراتيجية بين هافانا والتشافيزية، خصوصًا بعد توليه وزارة الخارجية عام 2006.

وترى شخصيات سياسية أن الدعم الكوبي ساعده على احتواء انتفاضة المعارضة في أبريل 2019، وهذه العلاقة عززت رواية معادية للإمبريالية، اعتمد عليها تشافيز ومادورو لتبرير السياسات الداخلية والتحالفات الدولية مع خصوم الولايات المتحدة.

وفي انتخابات 2013، فاز مادورو بفارق ضئيل أمام هنريك كابريليس، ما أدى إلى رفض المعارضة للنتائج، وبدأت منذ ذلك الحين دورة من انتخابات متنازع عليها واحتجاجات ومزاعم قمع، تكررت في انتخابات 2017 و2018 و2020 و2024، حتى الحكومات اليسارية في كولومبيا والبرازيل لم تعترف بنتائج 2024، ويرى أكاديميون أن حالة فنزويلا تمثل نموذجًا نادرًا لبقاء نظام يواجه تحديات مشابهة لأنظمة سقطت حوله.

وأكدت أن فنزويلا دفعت ثمنًا باهظًا لاستمرار هذا المسار السياسي، فمنذ 2017 وثقت الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية انتهاكات واسعة النطاق، قالت إنها جزء من سياسة دولة تشكل جرائم ضد الإنسانية، بينها التعذيب والعنف الجنسي والاعتقالات التعسفية والإعدامات خارج القانون، وأكدت تقارير أممية أن عمليات الاضطهاد ذات دوافع سياسية مستمرة دون محاسبة، وردت حكومة مادورو باتهام مسؤولي الأمم المتحدة بالتحيز والخضوع لضغوط معادية لفنزويلا، حتى تجاه شخصيات يسارية مثل ميشيل باشيليت.

ومع تراجع الدعم اللاتيني، تدهورت مؤشرات الاقتصاد الفنزويلي، وتبرر الحكومة الانهيار بالعقوبات الأمريكية، بينما تظهر الأرقام الرسمية انهيار الاقتصاد إلى 28% مما كان عليه عام 2013، ولم ينجح مادورو في تحقيق نمو اقتصادي إلا في 2021 بعد ثماني سنوات من الانكماش، فيما تستمر البلاد في مواجهة آثار سوء الإدارة، واقتصاد الحرب، والهجرة، وسط رواية حكومية تربط الأزمات بما تصفه بالحصار الخارجي.