الرئيس الصيني شي يرافق نظيره الفرنسي ماكرون إلى تشنجدو بالصين
التقى الرئيس الصيني شي جين بينج بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في مدينة تشنجدو بجنوب غرب الصين، في خطوة بروتوكولية لافتة إذ نادرا ما يرافق رئيس ثاني أكبر اقتصاد في العالم ضيوفه خارج العاصمة بكين.
واستقبل شي وعقيلته بنج لي يوان كلا من ماكرون وعقيلته بريجيت ماكرون بحفاوة بالغة. وأثناء استقبالهما في سيتشوان، المعروفة بـ"أرض الوفرة"، استذكر شي زيارته العام الماضي إلى مقاطعة هوت-بيرينيه الفرنسية بدعوة من ماكرون. وقال شي إنه يعتقد أن زيارة ماكرون هذه ستساعد في تعميق فهمه للصين.
وتجول الزعيمان، وتبادلوا الأحاديث على طول مسار يانقونج قبل أن يجلسوا في جناح هوايغو، حيث استمتعوا بتناول الشاي بجانب المياه وأجروا مناقشات واسعة حول الشؤون العالمية.
وقال شي إن نظام الري في دوجيانجيان يُعد مشروع الري القديم الوحيد في العالم الذي لا يزال يعمل حتى اليوم، كما أنه أحد أقدم الممارسات الناجحة للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، مضيفا أن عملية بنائه تعكس تماما روح الأمة الصينية في التحلي الدائم بتحسين الذات، وعدم الخوف في مواجهة المصاعب، والشجاعة للمضي قدما.
وأضاف شي قائلا: "في كل مرة أزور دوجيانجيان، أشعر بعمق بعظمة أسلافنا في التكيف مع الظروف المحلية، واتباع المسار الطبيعي، وتحقيق التناغم بين الإنسان والطبيعة، وتسخير الموارد المائية لصالح الشعب. ومن هنا أستمد الحكمة من أجل حوكمة الدولة".
واشارة إلى أن الشعب الفرنسي يمتلك أيضا روح المثابرة، قال شي إن الصين وفرنسا ينبغي أن تكونا في وضع أفضل من غيرهما من الدول لفهم واحترام بعضهما البعض.
فى المقابل أشاد ماكرون بنظام الري الذي بُني قبل أكثر من ألفي عام ولا يزال يعمل بكفاءة حتى اليوم، واصفا ذلك بأنه شهادة مثيرة للإعجاب على اجتهاد الشعب الصيني وحكمته.
وأضاف ماكرون أن فرنسا والصين تتمتعان بتاريخ طويل وتراث ثقافي غني، وأن شعبيهما يتشاركان في التطلع نحو حياة أفضل، مضيفا أنه من خلال التعاون يمكن للصين وفرنسا السعي معا نحو تحقيق التنمية والازدهار وجلب المنافع لشعبي البلدين.
وأكد شي أن تحقيق الازدهار وتجديد الشباب على الصعيد الوطني لا يتطلبان تراكم الثروة المادية فحسب، بل يتطلبان أيضا التقدم الثقافي والأخلاقي، مشيرا إلى أن الأمة التي تتمتع بالثقة الثقافية هي وحدها القادرة على الصمود والازدهار، مضيفا أن الحضارة الصينية هي الحضارة العظيمة الوحيدة في العالم التي استمرت بلا انقطاع وتطورت باستمرار على شكل دولة، تتميز بالاستمرارية والابتكار والوحدة والشمول والسلام.
ونوه إلى أن الصين وفرنسا تمثلان حضارتين متميزتين في الشرق والغرب على التوالي، قال شي إن روح الاستقلال التي تتقاسمها الدولتان تنبع من تراثهما الثقافي العريق. وأضاف أن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم تكن مجرد "مصافحة" بين دولتين مستقلتين، بل كانت أيضا بمثابة تلاقي حضارتين رائعتين.
وتابع شي إن الصين تؤمن بأنها وفرنسا، كونهما دولتين كبيرتين تتمتعان بتاريخ طويل وثقافة عريقة، يمكنهما الإسهام معا بشكل أكبر في السلام والاستقرار العالميين وفي تقدم البشرية من خلال الحوار والتعاون.
بدوره، قال ماكرون إنه نظرا للتغيرات السريعة في المشهد الدولي المليء بالشكوك، فإن فرنسا مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع الصين، والانخراط في الحوار والمشاورات لمعالجة النزاعات، والعمل معا للحفاظ على السلام والاستقرار على الصعيد العالمي.
وفي وقت لاحق، دعا الرئيس شي والسيدة بنج، الرئيس ماكرون وعقيلته لتناول الغداء.
كما اتفق الزعيمان على الحفاظ على التواصل الوثيق لتعزيز التنمية المستمرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفرنسا.
وخلال هذه الزيارة، أصدرت الصين وفرنسا بيانات مشتركة بشأن تعزيز الحوكمة العالمية، والاستجابة المشتركة لتحديات المناخ والبيئة على الصعيد العالمي، ومواصلة تعزيز التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والتبادلات والتعاون في مجالي الزراعة والغذاء، وكذلك الأوضاع في أوكرانيا وفلسطين.



.jpg)

.png)















.jpg)



