النهار
الإثنين 1 ديسمبر 2025 03:15 مـ 10 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
”قضايا المرأة” تواصل جهودها فى توعية طلاب وخريجي الحقوق كأس العرب.. لاعب الأهلي يقود تشكيل تونس أمام سوريا ومهاجم الزمالك بديلا شيماء فوزي زوجة عمرو سعد تحتفل بعيد ميلاده اكتشاف غير متوقّع.. فنان عالمي جمع ألف قطعة مصرية! نهاية تاجر الصدمات.. ضبط سائق حوّل السوشيال ميديا إلى منصة لبيع أدوات الشلل الكهربائي بشبرا ”تموين القليوبية” يفرض سيطرته على الأسواق ويضبط لحوم مجهولة المصدر وعدة مخالفات متنوعة وزير الاتصالات يكرّم ”ICT Misr” لدعمها مسابقة ”ديجيتوبيا” لتنمية المهارات الرقمية للشباب ”بيئة وفن ومسؤولية: سمير شاهين يكشف كواليس الدورة الثانية لمهرجان الفيوم السينمائي” مصرع طالب وإصابة آخر إثر حادث تصادم موتوسيكل مع جرار محمل قصب في قنا محمد سيد بشير ينشر صورًا من أول يوم تصوير ”الست موناليزا” بطولة مي عمر دعمًا للسينما العربية.. MBC تنقل بث افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي نواب وأحزاب: توجيهات الرئيس السيسي بإطلاق حزمة التسهيلات الضريبية تفتح صفحة جديدة مع الممولين

ثقافة

اكتشاف غير متوقّع.. فنان عالمي جمع ألف قطعة مصرية!

 Auguste Rodin
Auguste Rodin

رغم أن أوغست رودان رسّخ اسمه بين عمالقة النحت الحديث إلى جانب مايكل أنجلو ودوناتيلو، إلا أن شغفه العميق بفنون مصر القديمة بقي جانبًا شبه منسي في مسيرته الفنية. اليوم، يسعى متحف رودان في باريس إلى تسليط الضوء على هذا البعد الخفي، عبر سلسلة معارض تستكشف تأثير الحضارة المصرية على رؤيته الجمالية.

في عام 2022، قدّم المتحف معرض "حلم مصر" الذي ضم نحو 400 قطعة، مُتوّجًا 15 عامًا من دراسة مجموعة رودان المصرية التي تضم نحو ألف قطعة أثرية، في بحث قادته بينيديكت غارنييه، رئيسة العمليات العلمية بالمتحف.

وتقول غارنييه: "ما إن فهمنا طبيعة هذه المجموعة، حتى أدركنا ضرورة عرضها على الجمهور".

A bearded Rodin stands in studio beside large stone work and chiseling tools, hands tucked in pockets.

واليوم تُعرض هذه الكنوز لأول مرة في الولايات المتحدة تحت عنوان "مصر رودان" في معهد دراسات العالم القديم بجامعة نيويورك (ISAW)، حيث تتجاور بعض الآثار المصرية مع منحوتات رودان في حوار بصري يكشف عمق التأثير والتقاطع بين الحضارتين.

A photograph of a turquoise and white-walled gallery featuring Ancient Egyptians artworks atop plinths and in glass cases

عرض يروي قصة شغف خاص

يتوزع المعرض على قاعتين تعرضان نحو 60 قطعة. في الأولى تُقدم نماذج من مجموعة رودان، منها ثلاثة نقوش بارزة ملوّنة. أما القاعة الثانية فتضم نحو 12 منحوتة من أعماله، تُعرض إلى جانب آثار مصرية مشابهة، ليبرز التشابه في الخطوط والجذوع المكسّرة والتكوينات المجرّدة.

ويرتبط جزء من المعرض بعائلة برومرز، تجار الفن المجريين الذين لعبوا دورًا مهمًا في نقل أعمال رودان إلى نيويورك، إضافة إلى قطع مُعارة من متحف المتروبوليتان.

كارل والش، عالم الآثار في ISAW، يوضح أن هدف المعرض هو إظهار مدى تنوع المقتنيات التي جمعها رودان، وكيف عكست حراك سوق الفن في مطلع القرن العشرين واتساع الاهتمام العالمي بالآثار المصرية.

A photograph depicting small Ancient Egyptian sculptures in the shapes of various animals in a plain glass case

بدايات الشغف… من مودون إلى متحف رودان

لم يقتصر شغف رودان على النحت وحده، فقد جمع خلال حياته نحو 6000 عمل فني، بينها منحوتات يونانية ورومانية ومطبوعات يابانية. أما مجموعته المصرية فبدأت تتشكل في تسعينيات القرن التاسع عشر، حين كانت شهرته تتصاعد بعد عمله الشهير "العصر البرونزي" (1877).

ومع انتشار علم المصريات وازدهار تجارة الآثار في باريس، بدأ رودان يحصل على قطع مصرية من المعارض الشعبية أو كهدايا من معجبيه. وفي عام 1893 اشترى فيلته في مودون، التي سرعان ما تحولت إلى متحف يضم مقتنياته المتزايدة.

وبين عامي 1910 و1914، أصبح الفن المصري أولوية قصوى لديه، بينما كان يخطط لإنشاء متحف رودان الذي استقر لاحقًا في فندق بيرون في باريس. أراد رودان، كما تقول غارنييه، تأسيس متحف موسوعي يفتح حوارًا دائمًا بين الماضي وابتكاراته الخاصة.

A photograph depicting an Ancient Egyptian stone artifact encasing a sculpture of a man

الآثار كانت مصدر إلهام… لا مجرد مقتنيات

لم يزر رودان مصر أبدًا. كان يعهد إلى تاجر الآثار الأرمني جوزيف ألتونيان وعائلة برومرز مهمة جمع القطع. وخرج معظم ما اقتناه من مصر قبل صدور قانون الآثار لعام 1912، ما يجعل مجموعته غير خاضعة لقوانين اليونسكو الخاصة باسترداد القطع الأثرية.

ورغم امتلاكه خمسة كتب فقط في علم المصريات، فإن تأثير الفن المصري على أعماله كان مباشرًا وبديهيًا. وجد رودان في الأشكال المصرية "النقاء والثبات" الذي ينسجم مع أسلوبه القائم على العاطفة والحضور المادي للجسد.

يُظهر المعرض هذه الروابط بذكاء:

  • قناع صنعه رودان للممثلة اليابانية هيسا أوتا يوضع بين قناعين جنائزيين رومانيين.

  • تماثيل نسائية مصرية تتجاور مع جذوع رودان المكسّرة.

  • أوانٍ مصرية قديمة غلّفها رودان بالجص ووضع فوقها منحوتات نسائية، في تشابه مدهش مع فكرة المصريين القدماء عن الجسد المكوّن من أجزاء مركّبة.

A photograph depicting a gallery with deep turquoise walls depicting sculptures from Ancient Egypt alongside works by August Rodin atop plinthsمصر التي سكنت مخيلة رودان

امتلأت مراسم رودان بقطع مصرية تنتشر حوله خلال عمله. حمل كثير من رسوماته أسماء مثل "ممنون" و"كليوباترا"، بل وصف تمثال بلزاك الشهير بأنه "أبو الهول الفرنسي".

وعندما عُرض عمله على هيئة الجبس عام 1898 وواجه هجومًا نقديًا لاذعًا، قال رودان ساخطًا:
"لم يخطر ببالهم أنني ربما أردت أن أبنيه كتمثال مصري… مثل ممنون، مثل عملاق من طيبة!"

موضوعات متعلقة