الملف الأخطر على الطاولة .. القبطان يقرأ دلالات تحركات حماس في القاهرة
قال المحلل السياسي الفلسطيني محمد القبطان إن اللقاء الذي جمع وفداً رفيع المستوى من حركة حماس برئاسة محمد درويش مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية حسن رشاد في القاهرة، يعكس مرحلة شديدة الحساسية في مسار اتفاق وقف إطلاق النار، ويكشف في الوقت نفسه حجم التعقيدات التي تواجه الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأوضح القبطان أن تأكيد وفد حماس على التزام الحركة بتنفيذ المرحلة الأولى يأتي في إطار تثبيت موقفها أمام الوسطاء، وإظهار أنها لم تكن الطرف البادئ بأي تعطيل، خاصة مع استمرار الخروقات الإسرائيلية التي باتت تهدد البنية الأساسية للاتفاق وتضع الوساطة المصرية والقطرية أمام اختبار صعب.
ويرى القبطان أن مطالبة حماس بـ آلية واضحة لرصد الخروقات تمثل خطوة ضرورية لمنع تكرار سيناريوهات التصعيد، مشيراً إلى أن تعدد الجهات الإسرائيلية الفاعلة ميدانياً، وغياب قرار مركزي موحد، يجعل ضبط الخروقات شبه مستحيل دون وجود آلية رقابية محايدة وملزمة للطرفين. واعتبر أن إبلاغ الوسطاء بأي خرق والعمل على وقفه فوراً هو جوهر ما تسعى إليه مصر لضمان استمرارية الاتفاق.
أما في ملف مقاتلي رفح، فأكد القبطان أن إثارة حماس لهذه القضية لم يكن تفصيلاً هامشياً ، بل أحد أكثر الملفات تعقيداً في المرحلة الثانية، خاصة أن الحركة تؤكد انقطاع التواصل مع المقاتلين، ما يعني أن أي ترتيبات أمنية لن تكون ممكنة قبل حل هذا اللغز. ووصف القبطان هذا الملف بأنه اختبار لمدى قدرة الوسطاء على الضغط على جميع الأطراف للوصول إلى حل يجنّب رفح جديداً من المواجهات.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الإشادة المتكررة من وفد حماس بالدور المصري تعكس رغبة الحركة في الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة وفعّالة، خصوصاً أن القاهرة باتت الطرف الأكثر تأثيراً في ضمان استمرارية الهدنة ومنع الانزلاق إلى مربع الحرب مجدداً.
وختم القبطان بأن لقاء القاهرة لم يكن بروتوكولياً، بل جلسة تقييم عميقة لمسار الاتفاق، ستحدد نتائجها ما إذا كان الانتقال إلى المرحلة الثانية ممكناً في ظل التوترات الحالية، أم أن الاتفاق يحتاج إلى تعديلات جوهرية قبل المضي قدماً.


.jpg)

.png)














.jpg)


.jpg)
.jpg)
