إسرائيل في طريقها للزوال بعد خلق جبهات قتال جديدة.. ماذا تنوي دولة الاحتلال؟
يكشف الواقع الميداني، أن ما تُعلنه إسرائيل عكس ما تنفذه تماماً، فعلى الرغم من أن إسرائيل تعلن رسميًا طوال الوقت التزامها بوقف إطلاق النار مع كل من حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، إنه أنه خلال الساعات الأخيرة، شهدت الساحتان هجمات واسعة، أبرزها اغتيال مسؤول بارز في الجناح العسكري لحماس في غزة، وتفجيرات استهدفت مواقع في البقاع اللبناني، في وقت تتصاعد فيه مؤشرات على استعداد إيراني لجولة جديدة من المواجهة.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، كثّف جيش الاحتلال أخيرًا عملياته ضد حزب الله، معتبرة أن الحكومة اللبنانية والجيش لا يلتزمان بتطبيق بنود وقف إطلاق النار أو العمل على نزع سلاح الحزب. وتنفذ الهجمات الإسرائيلية في شمال الليطاني والبقاع، إضافة إلى مناطق في الجنوب.
وذكرت أن التراجع النسبي في الانخراط الأمريكي، وتزايد الانتقادات الدولية، دفع واشنطن لتعيين سفير جديد في بيروت هو ميشال عيسى، في محاولة لإعادة الضغط على الحكومة اللبنانية. كما ألغت الولايات المتحدة زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن بعد تصريح مثير للجدل قال فيه إن «إسرائيل هي العدو».
لكن الإشكاليات الداخلية اللبنانية، ومنها هشاشة الاقتصاد، انخفاض رواتب الجنود إلى نحو 200 دولار، وتغلغل النفوذ الشيعي داخل وحدات الجيش، تجعل قدرة الدولة اللبنانية على مواجهة حزب الله محدودة. هذا الضعف يستغله الحزب لتعزيز قدراته، بما في ذلك استمرار تهريب السلاح رغم محاولات سورية متقطعة لعرقلة هذه العمليات، من جهتها، تتجه إسرائيل نحو استراتيجية هجوم مسبق بدل انتظار تصعيد من الحزب، وقد نفذت خلال اليومين الماضيين سلسلة غارات قتل خلالها عدد من عناصر حزب الله، وسط تحذيرات الحزب من أنه لن يستوعب مزيدًا من الهجمات دون رد.
وتسعى إسرائيل بحسب «يديعوت» إلى تطبيق نموذج مشابه لما يجري في لبنان على قطاع غزة، لكنها تواجه تعقيدات ميدانية وسياسية أكبر. فالولايات المتحدة تضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل تربط ذلك بملف الرهائن الثلاثة الذين لم يستعادوا بعد.
وخلال الساعات الماضية، أعلنت إسرائيل عن اغتيال قائد بارز في منظومة تسليح حماس، أبو عبد الله الحديدي، في إطار سياسة الرد الفوري على أي انتهاك، كما أعلنت قتل واعتقال 17 عنصرًا من حماس حاولوا الخروج من أنفاق في منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وتتضمن المرحلة المقبلة من وقف إطلاق النار خطوات حساسة، منها فتح معبر رفح وزيادة المساعدات الإنسانية والسماح بحرية الحركة لسكان غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خطوط جديدة بعد تشكيل قوة مراقبة دولية.
وعلى الجبهة الثالثة، تبرز إيران بوصفها التهديد الأكثر تعقيدًا بحسب الصحيفة العبرية. فوفق تقديرات استخباراتية، تعيد طهران إحياء برنامجها الباليستي في إطار الاستعداد لجولة مواجهة جديدة قد تشمل هجومًا مباشرًا على العمق الإسرائيلي، وتخشي الدول الغربية من سوء تقدير قد يقود إلى ضربة استباقية من أي طرف. وفي المقابل، لا تثق إيران بالنوايا الإسرائيلية، خاصة مع وجود قوات أمريكية ضمن غرفة عمليات مشتركة في كريات جات، وارتفاع مستوى التنسيق بين إسرائيل والقيادة المركزية الأمريكية، ورغم هذا التنسيق، ترى إسرائيل أن واشنطن لا تقدر بشكل كافٍ حجم احتقان الساحة الإقليمية واحتمال انفجارها الشامل.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
