جنيف تشتعل : الأمريكيون يضغطون… والأوروبيون يناورون والقرار بيد كييف
مع اشتداد الضغط الأمريكي على القيادة الأوكرانية للقبول بخطة ترامب للسلام، تتجه الأنظار إلى جنيف التي تستضيف جولة مفصلية من المحادثات بين وفد أمريكي يصرّ على تمرير الخطة، ووفد أوكراني يحاول الاحتماء بالدعم الأوروبي المتمثل في حضور مستشاري الأمن القومي من فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وتشير مصادر غربية إلى أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا سفراء دول في حلف الناتو بأن كييف قد تواجه اتفاقاً أسوأ بكثير إذا رفضت الخطة الأميركية الحالية، في رسالة تحمل مزيجاً من التحذير والضغط، وتعكس رؤية واشنطن بأن اللحظة الحالية قد تكون الفرصة الأخيرة لانتزاع تسوية قبل أن تترسخ مكاسب موسكو الميدانية.
في المقابل، تتحرك أوروبا بخطاب أكثر حذراً، حيث ترى أن خطة ترامب بصيغتها الحالية تُقَرّب أوكرانيا من القبول بأمر واقع مفروض بقوة السلاح، وتمنح موسكو مساحة تفاوضية أكبر مما ينبغي. ويقول الخبراء إن الأوروبيين يخشون أن يؤدي تمرير الخطة الأمريكية دون تعديلات إلى تهميش دورهم السياسي في الملف الأوكراني، وإضعاف قدرتهم على التأثير في مسار الحرب.
وعلى الجانب الأمريكي، دافع نائب الرئيس جي دي فانس عن خطة السلام، مؤكداً أن من ينتقدها إما أساء فهمها أو يمتلك تصوراً غير دقيق عن الحقائق على الأرض، مشدداً على أن الخطة ليست تنازلاً، بل مسار واقعي لإنهاء الحرب وفق الرؤية الأمريكية.
يقدّر خبراء العلاقات الدولية أن اجتماع جنيف لن يسفر عن اتفاق نهائي، لكنه سيشكل علامة فارقة في تحديد اتجاه الضغط الأمريكي خلال المرحلة المقبلة. فواشنطن تسعى إلى انتزاع قبول مبدئي من كييف، بينما يحاول الأوروبيون فرض تعديلات تحفظ الحد الأدنى من الموقف الأوكراني.
إلا أن قدرة أوروبا على فرض تصورها تبدو محدودة، في ظل اعتماد كييف المتزايد على الدعم العسكري والاقتصادي الأمريكي، وتراجع قدرتها على المناورة ميدانياً، إضافة إلى غياب بديل أوروبي حقيقي يمكن طرحه على الطاولة.
خلاصة المشهد جنيف لن تُنهي الحرب، لكنها تكشف حجم الانقسام داخل المعسكر الغربي. وبين ضغط واشنطن ومناورة أوروبا وتراجع كييف؛ تبدو خطة ترامب أقرب من أي وقت مضى لتصبح محور التسوية المقبلة سواء بقبول أوكرانيا اليوم… أو تحت ضغط الواقع غداً.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
