لمواجهة الرئيس الأمريكي.. ماذا يدور بين الصين وروسيا؟
سعت كل من بكين وموسكو إلى تعميق تعاونهما العسكري في المجالات الحساسة، وعلى رأسها منظومات الدفاع الصاروخي، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه بناء درع صاروخية ضخمة تُعرف بـ«القبة الذهبية» واستئناف التجارب النووية للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث شهدت العاصمة الروسية موسكو لقاءً استراتيجيًا بين كبار القادة العسكريين للبلدين، إذ التقى الجنرال تشانج يوشيا، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية الأول، بنظيره الروسي وزير الدفاع أندريه بيلوسوف، وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الصينية، وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة كونها الأولى لتشانج منذ عامين، ما يعكس رغبة الطرفين في رفع مستوى التنسيق الدفاعي بينهما.
وبحسب بيان وزارة الدفاع الصينية المنشور على موقعها الإلكتروني، أجرى الجانبان تبادلًا معمقًا للآراء حول العلاقات الثنائية بين البلدين والجيشين، والأوضاع الدولية والإقليمية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافق بشأن تعزيز التبادلات رفيعة المستوى وتعميق التعاون العملي، فيما أكد بيلوسوف، وفقًا لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن وزارته تأمل في العمل مع الصين لـ«تطوير مخطط تعاون جديد» للدفاع، مشددًا على أن التعاون العسكري بين البلدين يقوم على الثقة المتبادلة والفهم العميق لمصالح كل طرف.
قبل يوم من اللقاء العسكري الرفيع، عقد مسؤولون صينيون وروس، يوم الأربعاء، محادثات متخصصة حول الدفاع الصاروخي والاستقرار الاستراتيجي في موسكو، ترأس فيها الوفد الروسي أندريه ماليوجين، الممثل الخاص للاستقرار الاستراتيجي، بينما قاد الجانب الصيني لي تشيجيانج، نائب المدير العام لإدارة الحد من التسلح ونزع السلاح بوزارة الخارجية الصينية، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الروسية.
وأوضح البيان الروسي أن الطرفين أجريا مناقشات معمقة حول هذه القضايا، بما في ذلك تحليل مشترك للعوامل التخريبية التي تشكل تهديدات استراتيجية للأمن العالمي والإقليمي، وتبادلا وجهات النظر حول الحلول الممكنة، وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن رضا الجانبين عن مستوى الحوار والتعاون في المجالات ذات الصلة واتفاقهما على مواصلة تعميق هذا التعاون.
ونقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست» عن المعلق العسكري الصيني سونج تشونجبينج، المدرب لسابق في الجيش الصيني، قوله إن خبرة روسيا في أنظمة الإنذار المبكر بالأقمار الصناعية بعيدة المدى قد تكون موضوعًا رئيسيًا في المناقشات العسكرية رفيعة المستوى، مضيفًا: «شبكة الدفاع الصاروخي الصينية تهدف بشكل أساسي إلى اعتراض الصواريخ الأمريكية، بينما تحتاج الشبكة الروسية لتلبية متطلبات الجبهة الأوروبية بشكل أكبر، وبالتالي يمكن للصين وروسيا أن تكملا بعضهما البعض وتتعاونا لبناء شبكة دفاع صاروخي قادرة على مواجهة الصواريخ من كل الاتجاهات».
تأتي هذه التحركات الصينية الروسية المنسقة في سياق مخاوف متزايدة من خطط إدارة ترامب العسكرية، خاصة مشروع درع القبة الذهبية الصاروخي ونيته استئناف التجارب النووية بعد توقف دام ثلاثة عقود، ورغم حديث ترامب عن رغبته في نزع السلاح النووي مع روسيا والصين، إلا أن بكين أبدت اهتمامًا محدودًا بالتفاوض مع روسيا والولايات المتحدة، اللتين تمتلكان ترسانات نووية أضخم بكثير رغم جهود الصين السريعة لتطوير قدراتها.
وردت الدولتان على التصعيد الأمريكي باستعراض قدراتهما النووية المتطورة، حيث كشفت الصين خلال عرضها العسكري بمناسبة يوم النصر في 3 سبتمبر عن ثالوثها النووي للمرة الأولى، والذي يشمل الصاروخ النووي الجوي «جيه إل-1»، والصاروخ الباليستي العابر للقارات المطلق من الغواصات «جيه إل-3»، والصواريخ الباليستية الأرضية «دي إف-5 سي» و«دي إف-61»، كما تعهدت الصين في المقترحات الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم للخطة الخمسية المقبلة، الصادرة الشهر الماضي، بـ«تعزيز قوات الردع الاستراتيجي لضمان التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي».
من جانبها، أعلنت روسيا في 31 أكتوبر، أي بعد يوم واحد فقط من دعوة ترامب لاستئناف التجارب النووية، عن اختبار ناجح لسلاح بوسيدون تحت الماء، وهو عبارة عن طوربيد متطور ذاتي الحركة مزود بمحرك نووي ويمكنه حمل رؤوس نووية، كما أجرت موسكو في نهاية أكتوبر تجربة لصاروخ بوريفستنيك الجوال النووي غير محدود المدى.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
