هل تطيح المصالح الاقتصادية بـ«قدسية» التفوق النوعي الإسرائيلي؟
حسم الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، الإجابة على التساؤل الخاص بـ «هل تطيح المصالح الاقتصادية بـ«قدسية» التفوق النوعي الإسرائيلي؟»، موضحاً أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، للبيت الأبيض تجاوزت فكرة «ترميم العلاقات» ودخلت مباشرة في صلب مفهوم «القوة الصلبة»، تزامناً قرب الإفراج عن صفقة مقاتلات F-35 الشبحية للرياض.
وقال «وازن» في تحليل له، إن الصفقة بمثابة تحول استراتيجي يكسر «تابوهات» استمرت عقود في العقيدة العسكرية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، موضحاً أن المعلومات الواردة من الكواليس تشير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث تمرير الصفقة كجزء من حزمة أمنية شاملة: «وده معناه إن واشنطن أدركت إن سياسة الحظر التسليحي مبقتش مجدية، خصوصاً بعد ما الرياض لعبت بذكاء على ورقة تنويع الشركاء، والتلويح بالبدائل الشرقية الصين وروسيا»، مستطردًا: «أمريكا هنا بتختار الحفاظ على نفوذها بدل ما تخسر السوق والحليف معاً»، وفقاً لتقرير مفصل نشرته مجلة «ديفينس نيوز» المتخصصة في الشأن العسكري، وتحليلات «فورين بوليسي».
وذكر الدكتور محمد وازن، أن ما «يوجع» إسرائيل هو مصطلح استراتيجي حاكم لعلاقاتها مع واشنطن اسمه التفوق العسكري النوعي، موضحاً أن المبدأ هو التزام أمريكي قانوني بضمان تفوق إسرائيل تكنولوجياً وتسليحياً على أي جيش في المنطقة، منفرداً أو مجتمعاً، مؤكداً أن دخول الـ F-35 للخدمة في دولة عربية بحجم السعودية يُحدث خللاً مباشراً في المعادلة، ويضع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في «كابوس فقدان الهيمنة الجوية المطلقة»، استناداً لما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة، وورقة تقدير موقف لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
وقال الدكتور محمد وازن، إنه من منظور الأمن القومي العربي، فإن امتلاك قدرات من الجيل الخامس يعيد ضبط توازن القوى في الإقليم: «وجود قطب عربي يمتلك هذه التقنية بيخلق حالة ردع جديدة أمام القوى الإقليمية غير العربية تحديداً إيران ويحول العلاقة مع واشنطن من تبعية أمنية لشراكة استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة.. ده مش بس مكسب للسعودية، ده تعزيز للعمق الاستراتيجي للمنطقة ككل في مواجهة التهديدات المتصاعد»، حسب تقديرات موقف نشرتها «وول ستريت جورنال»، وتحليلات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية».
واختتم «وازن» تحليله: «الكرة دلوقتي في ملعب الكونجرس والكنيست.. نتنياهو قدام خيارين أحلاهما مر إما القبول بكسر احتكار الـ F-35 كثمن باهظ للتطبيع، أو عرقلة الصفقة والمخاطرة بصدام مبكر مع إدارة ترامب».


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
