فاروق حسني: حلم المتحف المصري الكبير بدأ بفكرة وانتهى بملحمة
حلّ الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، ضيفًا على برنامج "الصورة" الذي تقدّمه الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة النهار، في حلقة خاصة استعاد خلالها تفاصيل رحلته الطويلة مع حلم المتحف المصري الكبير، منذ أن كان فكرة وحتى لحظة افتتاحه التي وصفها بأنها "لحظة العمر".

قال حسني إن كلمته في حفل الافتتاح كانت لحظة مؤثرة في حياته، لأنها تمثل تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل والإصرار. وأضاف:
"كنت أعيش من أجل هذه اللحظة التي كنت أنتظرها يوماً بعد يوم، فالمتحف الكبير ليس مجرد مشروع، بل ذاكرة بلد بأكملها."
وأشار إلى أن المشروع مر بمراحل عديدة من التحدي والفكر والثورة، حتى تحقق الحلم بفضل الدعم الكامل من الدولة. واستعاد ذكريات البداية قائلاً:
"بدأنا رحلة التمويل عالميًا، إلى أن مولتنا اليابان بـ300 مليون دولار، إضافة إلى ما خصصته وزارتي الثقافة والآثار، وكان مجهودًا ضخمًا لم أتخيله."
وتابع قائلاً إن المتحف مرّ بفترة توقف بعد عام 2011، ووقتها شعر بأن الحلم قد انتهى، إلا أنه كتب إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي ليوضح أهمية استكمال المشروعين الكبيرين المتوقفين آنذاك: متحف الحضارة والمتحف الكبير، مؤكدًا أن السيسي كان "النقطة الختامية" لهذا الخط الذي بدأه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وأوضح حسني أن التصميم الحالي للمتحف مطابق للتصميم الذي فاز به المكتب الإيرلندي في المسابقة العالمية، مشيرًا إلى أن فكرة الدرج الكبير كانت فلسفية، إذ صُمم ليُدخل الهرم إلى داخل المتحف، بحيث تطل نهايته على أهرامات الجيزة في مشهد بصري مهيب.

أما عن اختيار موقع المتحف، فقال إنه جاء بقرار سياسي مدروس بعد دراسات علمية شاملة حول طبيعة الأرض واتجاه الرياح والموقع الجغرافي، مشددًا على أن المكان اختير ليصمد لمئات السنين.
وأضاف أن المتحف الكبير يمثل ملحمة حقيقية، سواء في مرحلة التخطيط أو في رفع مئات الأطنان من الرمال لبداية التنفيذ، مؤكدًا أن أجمل ما يميز المشروع هو مساحته الهائلة وتصميمه المنفتح على الأهرامات وسهولة الوصول إليه.
وتحدث حسني عن دور القوات المسلحة والمشير طنطاوي في دعم المشروع بتوفير الأدوات والمعدات اللازمة للبناء والترميم، كما أشاد بجهود الدكتور زاهي حواس في جمع التمويل اللازم من خلال المعارض الدولية.

وفي سياق الحديث عن حياته الفنية، أشار الوزير الأسبق إلى أنه وسّع معرضه الفني الخاص ليضم أعماله وأعمال فنانين آخرين، تعبيرًا عن استمرارية تاريخ الفن المعاصر. وأوضح أنه وهب كل ممتلكاته الفنية للدولة، مضيفًا أن أغلى لوحاته على قلبه هي تلك التي فازت بجائزة كبرى في مهرجان فني عالمي بفرنسا.
وعن علاقته بالإسكندرية، قال:
"الإسكندرية مدينة ساحرة تطغى على الإبداع، وعندما سافرت إلى باريس عام 1970 لم أشعر بالغربة، لأن باريس تشبه الإسكندرية في روحها وثقافتها."
وعن الانتقادات التي ترى أن أعماله التشكيلية يصعب فهمها، ردّ قائلاً:
"أعمالي لا تُفهم، بل تُحس. أنا لا أفكر حين أرسم، بل أعبّر عمّا أشعر به. قد تستغرق اللوحة يومًا في التنفيذ، لكنها تولد من فكرة قد تمتد شهورًا."


.jpg)














.jpg)


.jpg)
.jpg)
