النهار
الأربعاء 5 نوفمبر 2025 12:43 مـ 14 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
وكيل ”زراعة البحيرة”: الأرض الزراعية أمن قومى والحفاظ عليها يساوى حياة طفل يغرق في الرياح التوفيقي ببنها.. وانتشار مكثف لفرق الإنقاذ نهاية دموية لعصابة مخدرات.. سقوط أخطر عنصرين إجراميين في تبادل إطلاق نار بكفر شكر «عبدالغني»: مشروع «منصة الأزهر – تك» نقلة نوعية في تطوير التعليم الأزهري تراجع أرباح الزيوت المستخلصة إلى 2.56 مليون جنيه بعد تعديل نتائج العام المالي نجم الأهلي السابق: عماد النحاس يشبه جوزيه.. والأهلي سيتوج بالسوبر أركيوس توسّع حضورها الإقليمي في قطاع الغاز من خلال الاستحواذ على حقل هارماتان في شرق البحر المتوسط وزارة الصناعة : ندعو المصنعين المحليين للمشاركة بالمعرض السلبي والتنسيق مع الجهات المستوردة لقطع الغيار لبدء تصنيعها محلياً ”اللقاني” مديراً فنياً لرجال الطائرة والعقوبات تنتظر اللاعبين المعتذرين عن المشاركة في بطولة التحدي موعد مباراة مانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند بدوري أبطال أوروبا خاص للنهار: ابن النادي كوميديا جماعية تكسر فكرة ” النجم الأوحد” موعد مباراة الزمالك وبيراميدز في نصف نهائي كأس السوبر المصري

عربي ودولي

خطة أمريكية لتولي واشنطن إدارة غزة لمدة عامين لضمان أمن إسرائيل.. وخبراء لـ ”النهار”: الولايات المتحدة تسعى لفرض واقع جغرافي وسياسي جديد في القطاع

قطاع غزة
قطاع غزة

عادت الأضواء من جديد لتتجه نحو قطاع غزة ، ليس نتيجة قصف أو دمار هذه المرة ، بل ، بسبب ما يتداول عن نية الولايات المتحدة الأمريكية تولي إدارة قطاع غزة مؤقتا عقب انتهاء الحرب الأخيرة.

إنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين

موقع أكسيوس الأمريكي كشف أن الولايات المتحدة أرسلت إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسودة قرار لإنشاء قوة دولية في غزة لمدة لا تقل عن عامين، تمنح من خلالها واشنطن ودولا أخرى تفويضا واسعا لحكم غزة حتى نهاية عام 2027، مع إمكانية التمديد بعد ذلك وفق الحاجة.

إنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين

ووفقا للموقع القريب من دوائر صنع القرار في البيت الأبيض، فإن مشروع القرار الأمريكي سيكون أساسا للمفاوضات التي ستعقد خلال الأيام المقبلة بين أعضاء مجلس الأمن، بهدف التصويت على إنشاء هذه القوة في الأسابيع المقبلة ونشر أولى القوات في غزة بحلول يناير المقبل.

قوة إنفاذ وليست حفظ سلام

ووفق المقترح ستكون قوة الأمن الدولية المزمع تواجدها في قطاع غزة قوة إنفاذ وليست قوة حفظ سلام، وسيتم إنشاؤها بالتشاور مع مجلس السلام في غزة، الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيرأسه.

إشراف مجلس السلام على إعادة الإعمار

ويدعو مشروع القرار الأمريكي أيضا إلى تمكين مجلس السلام الدولي، بصفته إدارة حكم انتقالية، من تحديد الأولويات وجمع التمويل لإعادة إعمار غزة لحين إصلاح السلطة الفلسطينية ومن ثم تمكينها من ممارسة عملها في قطاع غزة بحسب المقترح الأمريكي.

إشراف مجلس السلام على لجنة التكنوقراط

ووفقا لمشروع القرار، سيتولى مجلس السلام الإشراف على لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية تضم فلسطينيين أكفاء من القطاع ودعمها، وتكون مسؤولة عن العمليات اليومية للخدمة المدنية والإدارة في غزة، ويتوقع أن يبدأ مجلس السلام عمله قبل تشكيل اللجنة التكنوقراطية.

تولي المنظمات الأممية عملية تسليم المساعدات

كما ينص مشروع القرار على أن المنظمات العاملة مع مجلس السلام، بما في ذلك الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر، ستتولى تسليم المساعدات، وسيتم حظر أي منظمة تسيء استخدام المساعدات أو تحولها.

نزع السلاح من قطاع غزة

وحدد المقترح الأمريكي الدور الإسرائيلي داخل المعادلة الجديدة، حيث ستقوم دولة الاحتلال بعملية نزع السلاح من قطاع غزة، بما في ذلك تدمير ومنع إعادة بناء البنية التحتية العسكرية، كما ستتواجد قوات الأمن الإسرائيلية في قطاع غزة خلال فترة انتقالية ستنسحب خلالها تدريجيا من أجزاء إضافية من القطاع.

فخاخ تنتظر قطاع غزة

هذا التسارع المحموم من قبل الإدارة الأمريكية لتنفيذ الخطة، بقدر ما يعتبره البعض إيجابيا لعدم عودة الحرب، إلا أنه يثير المخاوف من فخاخ قد تسعى الإدارة الأميركية لتوريط الجميع فيها بمن فيهم الفصائل الفلسطينية.

الخبير في الشؤون الإسرائيلية نائل الزعبي، رأى أن إسرائيل قد تنظر بإيجابية إلى المقترح الأمريكي طالما أنه يضمن نزع سلاح "حماس والفصائل" في غزة، مشيرا أن دولة الاحتلال لا تعارض تواجد قوة عربية أو إسلامية أو حتى فلسطينية في القطاع ، لأن المشكلة الأساسية بالنسبة للاحتلال تكمن مع حماس نفسها وليس مع هوية القوة الدولية.

وأوضح "الزعبي" في تصريحاته لـ "النهار" أن إسرائيل ترى في وجود قوة دولية في غزة فرصة لتخفيف العبء الأمني عنها، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن قضية نزع سلاح حماس غير قابلة للنقاش بالنسبة لإسرائيل، سواء تم ذلك تدريجيا أو فوريا.

من جهته، قال الباحث في الشؤون الأمريكية علي بدري، أن هناك أهداف وضعت للمقترح من المنظور الأمريكي الإسرائيلي تتمثل في ضمان أمن الاحتلال، وتجريد الفصائل الفلسطينية في غزة من السلاح، وإبعاد حماس عن الحكم، ووضع القطاعتحت الوصاية الدولية لقتل فكرة حل الدولتين.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ "ألنهار" أن الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني لهما حساباتهما الخاصة لعدم التصادم المباشر مع الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة.

في ذات السياق، أكد المحلل السياسي الفلسطيني سهيل خليلية، أن إسرائيل تسعى لفرض واقع جغرافي وسياسي جديد في قطاع غزة، من خلال تقسيم القطاع إلى أكثر من مربع والسيطرة على الميدان والتحكم في المناطق العسكرية والطرق الرئيسية التي يتحرك عليها المواطنون، وكذلك الدخول والخروج من القطاع.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ "النهار" أن نتنياهو يسعى لطمأنة أحزاب اليمين في إسرائيل بأنه قادر على ضرب حماس في حال حدوث أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنه أشار أن الإدارة الأمريكية تبدو معنية هذه المرة بوقف دائم للحرب، رغم أنها شريك في العدوان على الفلسطينيين من بداياته، لكنها الآن تحاول أن تظهر بدور وسيط متزن إلى حد ما.

وهكذا، تبقى غزة اليوم أمام مفترق تاريخي جديد، بين واقع يفرض نفسه بقوة السياسة والسلاح، وطموح فلسطيني في استعادة القرار والسيادة، وبين هذا وذاك ، يبقى السؤال ، هل ستكون الخطوة الأمريكية بوابة نحو سلام حقيقي وإعمار دائم، أم مقدمة لمرحلة جديدة من السيطرة والهيمنة على أرض أنهكتها الحروب.

موضوعات متعلقة