النهار
الخميس 24 يوليو 2025 12:15 صـ 27 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

غرام على النت ينتهي بزواج عرفي بين صعيدي وسعودية بسوهاج.

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"رامي" شاب صعيدي من مدينة البلينا بمحافظة سوهاج يدرس منتسبا في كلية التجارة يبلغ من العمر 26 سنة، سافر للعمل بدولة الكويت منذ سنوات وحصل على فرصة عمل بإحدى الشركات لكن دخله البسيط لم يكفه لتحقيق حلمه بالزواج، وقرر رامي أن يحقق حلمه بطريقته الخاصة وأن يكسر العادات التي يلتزم بها معظم أبناء الصعيد والتي تتمثل في الآية القرآنية "وأتوا البيوت من أبوابها" .

قرر رامي أن يتزوج دون عناء، وعليه أن يختار من تريحه من عناء الغربة والترحال، ولا بأس إن كانت ثرية ثراءً فاحشًا، اشترى رامي جهاز "لاب توب" وشمر عن ساعده ودخل إلى عالم النت السحري، واشترك في جميع المنتديات إسلامية وغير إسلامية، عربية كانت أم أوروبية، واضعا نصب عينيه عدة عوامل أهمها الثراء، وأقلها مستوى الجمال، وضع صورته وبياناته في تلك المنتديات وبدأ ينسج شباكه على أبواب قلوب الفتيات.

وبعد جهود مضنية تمكن من اختراق قلب مشاعل، 22 سنة، والتي تعيش بمنطقة الجوف في السعودية، وتحقق له ما أراد وفوق ما يريد، فالفتاة أسرتها ثرية وجمالها ليس له مثيل.

تبادل رامي ومشاعل أرقام الهواتف، وبدأت المكالمات المعسولة وعبارات الغزل تؤجج مشاعر الفتاة، وأصبح رامي هو كل شيء في حياتها، يأمر فيطاع، يغضب فتسود الدنيا في عينيها.

وذهبت الفتاة إلى الكويت لتتعرف أكثر على حبيب القلب، وكان بصحبتها والدها، أما سبب الزيارة فهى أنها اشتاقت لصديقاتها في الكويت، وهذا ما أخبرت به والدها الذي لم يتعود أن يرفض لابنته طلبا من قبل.

وقابلت "حبيب القلب" في كافتيريا على شاطئ الخليج العربي، وحدثها رامي عن عذابه وحرقة قلبه وهى بعيدة عنه، وقال إنه إذا لم يحقق حلمه بالزواج منها سينتحر ويترك الدنيا التي ظلمته وفرقت بينه وبين حبيبته.

وبكت مشاعل لأنها لم تتخيل أن يحبها إنسان لمثل هذا الحد، وأمسكت بكلتا يدي رامي وعاهدته أنها لن تكون لشخص غيره، وأنه هو الشخص الذي كانت تبحث عنه لسنوات.

وركب رامي السيارة مع مشاعل وطارت به إلى البر، وفي منطقة مظلمة أوقفت محرك السيارة وقالت لرامي "هيت لك"، فاحتضنها وقال "معاذ الله أن يحدث بيننا شيء إلا بالحلال"، هنا تأكدت مشاعل أن رامي أحبها أكثر من حب عنتر لعبلة حتى قيس ابن الملوح لم يعشق ليلى العامرية بمثل هذا الجنون.

قضى رامي في حضنها الدافئ عدة ساعات، وتكرر هذا اللقاء على مدار 5 أيام، بعدها سافرت مشاعل للسعودية، وهنا بدأت مراحل تنفيذ خطة الزواج، أقنعها رامي بأن تقنع والدها الرجل الساذج الطيب بأنها مصابة بمس من الجن وأن علاجها حسب رؤية شاهدتها في المنام في قرية تسمى البلينا في صعيد مصر، وذكرت له اسم الشخص الذي سيعالجها ورقم هاتفه حسب الرؤية، وصدق والدها الطيب تلك الرؤية واتصل بالرقم، وهنا بدأ فصل جديد من مسرحية رامي بعد أن اختار مخرجا لهذا العمل الدرامي، حيث لا يوجد أفضل من والده الذي يعمل في السحر والشعوذة.

وأكمل والد رامي إخراج الفيلم الذي كتب السيناريو له ابنه من دولة الكويت، وحزم والد مشاعل حقائبه وبصحبته ابنته، واستقلا أول طائرة مقلعة إلى مطار سوهاج وكان في انتظارهما والد رامي، حيث بدأ فصل آخر من الحفاوة والترحاب والكرم.

وتمت استضافة الرجل الساذج وابنته العاشقة بمنزل والد رامي لمدة ثلاثة أيام، وبدأت تمثيلية إخراج الجان من جسد مشاعل أمام والدها المصدق لكل تلك الأوهام، وبعدها قرر العودة إلى وطنه، وفي مطار سوهاج ادعت مشاعل أنها فقدت جواز سفرها وعلى والدها أن يسافر بمفرده إلى السعودية لإحضار أوراق إثبات شخصيتها حتى تتمكن من استخراج جواز سفر من السفارة السعودية بالقاهرة، وأخبره والد رامي بأن ابنته في الحفظ والصون حتى يعود بتلك الأوراق، ولم يفكر والد مشاعل طويلاً وقرر أن يترك ابنته مع والد رامي الشهم الكريم الذي يتمتع بكل صفات النبل والكرم. 

سافر والد مشاعل إلى وطنه، وفي التوقيت نفسه كان رامي يستقل أول طائرة قادمة من الكويت لتكون في استقباله مشاعل حبيبة القلب ووالده بمطار سوهاج، ولم يضيعا كثيرا من الوقت.. هى ورقة من أقرب مكتبة وشاهدين، وتم الزواج العرفي بمباركة من والد رامي وأسرته.. زواج تم دون مهر ولا شبكة ولا مؤخر ولا مقدم، فهذا ما خطط له رامي وساعده والده في تنفيذ خطته المحكمة.

وفي غرفة صغيرة بمنزل الأسرة، عاشت مشاعل أحلى لحظات حياتها مع زوجها "العرفي" ومالك قلبها رامي، وبعد يومين اتصل والد مشاعل من السعودية ليطمئن على ابنته وجاء إليه الخبر كالصاعقة من والد رامي الذي أخبره بأن ابنته الوحيدة أحبت ابنه وتزوجا عرفيا.

لم يصدق والدها الخبر وسافر إلى مدينة البلينا ولم يتمكن من رؤية ابنته مرة أخرى، وأخبره الرجل الصعيدي الشهم الذي وثق فيه وأمنه على ابنته بأنه عليه اللجوء للقانون فهو لا يستطيع أن يفرق بين قلبين.

توجه والد مشاعل إلى قسم الشرطة وفرع الأمن الوطني بسوهاج ليقدم شكواه ضد تلك الأسرة متهما إياهم بعمل سحر لابنته واختطافها، واستدعت الشرطة مشاعل وزوجها العرفي وقررت مشاعل أنها تزوجت رامي بمحض إرادتها وأنها لن تعود لأسرتها مرة أخرى، وأنها باعت كل شيء.. والدها ووالدتها وأسرتها من أجل عيون حبيبها رامي ولن تتركه إلا عندما تقبض روحها أو تقوم القيامة أيهما أقرب، وغادر والد مشاعل إلى وطنه وهو يلعن سذاجته وطيبته وحبه لابنته بهذا الجنون.

تحرر محضر بالواقعة برقم 638 إداري مركز البلينا لسنة 2013، وبالعرض على النيابة العامة مرفقا بتحريات المباحث قررت صرف الجميع من سراي النيابة. 
تابعوا صفحتنا على فيسبوك

موضوعات متعلقة