مصر تتحرك بخطى واثقة نحو مجتمع خالٍ من السرطان: مبادرة رئاسية للكشف المبكر تنقذ الأرواح وتحقق أرقامًا قياسية
في إطار رؤية الدولة المصرية لبناء منظومة صحية متكاملة تُحقق التغطية الصحية الشاملة وتُعزز من جودة حياة المواطن، تواصل مصر جهودها النوعية لمواجهة الأمراض غير السارية، وعلى رأسها الأورام السرطانية، من خلال المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو 2023، كأحد المحاور الاستراتيجية لحماية صحة المصريين.
المبادرة تسعى إلى تحقيق أعلى معدلات للشفاء وتقليل نسب الوفيات من خلال الاكتشاف المبكر وتوفير العلاج المجاني للمرضى في جميع المحافظات، بما يعكس التزام الدولة بمفهوم العدالة الصحية وضمان وصول الخدمات لكل مواطن.
13.3 مليون مواطن خضعوا للفحص حتى سبتمبر 2025
أعلن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن عدد المسجلين في برنامج الفحص المبكر المجاني للأورام ضمن المبادرة بلغ نحو 13.3 مليون مواطن حتى منتصف سبتمبر 2025، وهو رقم يعكس مدى الوعي المجتمعي المتزايد بضرورة الفحص الدوري والوقاية المبكرة من السرطان.
إنجاز عالمي يسجل اسم مصر في موسوعة جينيس للأرقام القياسية
وفي إنجاز طبي فريد، تمكنت مصر من دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية من خلال تنفيذ أعلى معدل للكشف المبكر عن خمسة أورام سرطانية في وقت واحد، بمعدل وصل إلى 8 حالات كشف في الدقيقة، مما يعكس كفاءة المنظومة الصحية في تنفيذ المبادرات القومية الكبرى بأعلى معايير الجودة.
الأنواع التي شملها الكشف المتزامن تضمنت سرطان الرئة، وسرطان القولون، وسرطان البروستاتا، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الثدي، وهو ما يعكس شمولية المبادرة واستهدافها لأنواع السرطان الأكثر شيوعًا بين المصريين.
الفيوم تتصدر المشهد الصحي وتحقق أعلى نسب استجابة في يوليو 2025
ضمن الجهود المتواصلة لتفعيل المبادرات الصحية على مستوى الجمهورية، حققت محافظة الفيوم الريادة في نسب المشاركة والتفاعل المجتمعي مع مبادرات وزارة الصحة خلال شهر يوليو 2025، مما يعزز من أهمية التوسع في التجارب الناجحة بالمحافظات وتكرارها على مستوى الجمهورية.
تحقيق هدف طموح: القضاء الكامل على سرطان عنق الرحم بحلول عام 2030
تسعى الدولة من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق أحد أكثر الأهداف الصحية طموحًا، والمتمثل في القضاء على سرطان عنق الرحم بشكل كامل بحلول عام 2030، في إطار خطط متكاملة للوقاية، والتشخيص المبكر، والتطعيمات، والعلاج الفوري، بما يخفف العبء الصحي والاجتماعي على الأسر المصرية.
خدمات متكاملة لفئات مستهدفة من الرجال والنساء ابتداءً من عمر 18 عامًا
تستهدف المبادرة المواطنين من سن 18 عامًا فأكثر، رجالًا ونساءً، وتوفر حزمة متكاملة من الخدمات الصحية تشمل التشخيص المبكر، والفحوصات الطبية، والعلاج المجاني، من خلال شبكة واسعة من المستشفيات العامة والجامعية والمتخصصة.
وتتبع آلية تقديم الخدمات خطوات دقيقة تبدأ بتسجيل المواطن في الوحدة الصحية وملء استبيان صحي مخصص، ثم تحديد نوع الورم المستهدف بالفحص، يلي ذلك إجراء الفحوصات الأولية أو تحويل الحالة لإجراء فحوصات أكثر تقدمًا مثل الأشعة والتحاليل.
وفي حال ثبوت عدم وجود إصابة، تتم متابعة الحالة دوريًا حسب نوع الورم، أما إذا جاءت النتائج إيجابية، يتم تحويل المواطن إلى لجنة متعددة التخصصات لتحديد بروتوكول العلاج المناسب.
مستشفيات وهيئات وطنية كبرى تشارك في تنفيذ المبادرة على نطاق واسع
تشمل المؤسسات المشاركة في تنفيذ المبادرة عددًا من الكيانات الطبية الوطنية الكبرى، منها:
المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية
الهيئة العامة للتأمين الصحي
الهيئة العامة للرعاية الصحية
الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية
أمانة المراكز الطبية المتخصصة
قطاع الرعاية العلاجية بوزارة الصحة
أكثر من 830 ألف حالة تم تحويلها لإجراء فحوصات وعلاج متخصص
رصد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن إجمالي الحالات التي تم تحويلها منذ بداية المبادرة وحتى منتصف 2025 بلغ 831,581 حالة، موزعة على النحو التالي:
310,121 حالة في مستشفيات الرعاية العلاجية
277,418 حالة في مستشفيات التأمين الصحي
135,506 حالات في أمانة المراكز الطبية المتخصصة
65,283 حالة في المستشفيات والمعاهد التعليمية
23,720 حالة في مستشفيات الرعاية الصحية
19,533 حالة في المستشفيات الجامعية
وسائل علمية متقدمة للكشف المبكر عن الأورام
تعتمد المبادرة على أحدث الوسائل الطبية المعترف بها عالميًا في تشخيص الأورام، منها:
تحليل الدم الخفي في البراز (FIT) ومنظار القولون للكشف عن سرطان القولون
اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) للكشف عن سرطان عنق الرحم
تحليل مستضد البروستاتا النوعي (PSA) للكشف عن سرطان البروستاتا
الأشعة المقطعية منخفضة الشدة للكشف عن سرطان الرئة
فحوصات إشعاعية وسريرية للكشف عن سرطان الثدي
شراكات واسعة مع المجتمع المدني والجمعيات العلمية لدعم تنفيذ المبادرة
تُنفذ المبادرة بالتعاون مع مجموعة من الشركاء من الجمعيات العلمية والمنظمات الأهلية، من أبرزهم:
الجمعية المصرية لعلاج الأورام
الجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم
عدد من المعامل والمراكز الطبية الخاصة
وتسهم هذه الشراكات في توسيع نطاق الخدمة وضمان وصولها إلى جميع الفئات المستهدفة، خاصة في المناطق النائية والمحرومة.
رؤية وطنية تتحقق: من العلاج إلى الوقاية ومن الاستجابة إلى الاستباق
تُعد المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية نموذجًا فريدًا في التحول من مرحلة علاج المرض إلى مرحلة الوقاية، حيث تجمع بين التشخيص المبكر، والرعاية الصحية المجانية، والمتابعة المستمرة، مما يمثل نقلة نوعية في الرعاية الصحية بمصر.
ومع استمرار الدولة في تطوير وتوسيع هذه المبادرة، فإن المستقبل يحمل بشائر قوية بمجتمع أكثر صحة، وواقع طبي أكثر استدامة، يؤسس لمنظومة وقائية قادرة على إنقاذ الأرواح وتحقيق الأمن الصحي لكل مواطن.


.jpg)

.png)















.jpg)



