خبراء : بدون خطوات عملية لإجبار إسرائيل على المشاركة .. الاعتراف لن يغير حياة أي فلسطيني

يرى الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء أن احتمال "حل الدولتين" يبدو أبعد من أي وقت مضى. فالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة دمرت القطاع بالكامل، كما أصبحت المستوطنات الإسرائيلية أكثر ترسخاً في الضفة الغربية. ويشير أولئك إلى أن حركة "حماس" لا تزال تحظى بدعم أكبر بين الفلسطينيين مقارنة بالقيادة الفلسطينية الأكثر اعتدالاً في الضفة الغربية. وكثير من القادة الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باتوا الآن يستبعدون إمكان السماح بالاستقلال الفلسطيني. وفي غياب أي حل آخر، فإن ذلك يعني بقاء إسرائيل حاكمة لملايين الفلسطينيين إلى أجل غير مسمى.
ووفق تصريحات سابقة لدبلوماسي فرنسي، فإنه في حين أن "حل الدولتين" ضروري أكثر من أي وقت مضى، "ولكنه قوّض أكثر من أي وقت مضى بسبب الحرب ونزوح الفلسطينيين وعنف المستوطنين المتطرفين".
وفي كتاب جديد بعنوان "غداً هو الأمس"، يصف مفاوضان مخضرمان هما روبرت مالي وحسين آغا، "حل الدولتين" بأنه "مشتت بلا معنى" و"مفهوم شكلي" استخدمه الدبلوماسيون لمدة 30 عاماً لتجنب إيجاد حلول حقيقية. ويقولان إنه من دون خطوات عملية لإجبار إسرائيل على المشاركة، "الاعتراف لن يغير حياة أي فلسطيني".
وتدعي إسرائيل والولايات المتحدة ومعهما المؤيدون في الصحافة الأميركية أن الاعتراف يعد مكافأة لهجمات "حماس" في السابع من أكتوبر عام 2023. كما تدعي إسرائيل أن قيادة السلطة الفلسطينية فاسدة بطبيعتها وقمعية، وأن الوعد بإجراء الانتخابات أُرجئ مراراً وتزعم أن ليس هناك شريك للسلام.
ويقول آخرون ممن ينتقدون قرارات الاعتراف الدولية بدولة فلسطين إن "حل الدولتين" أصبح مجرد "ستار دبلوماسي"، وبقايا من الماضي تعود لاتفاقات أوسلو عام 1993 التي اقترحت دولة فلسطينية على حدود 1967. ووفق صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، يجادل هؤلاء بأن المشاعر التي ترسخت بعد السابع من أكتوبر تعني أن الدعم لهذا المفهوم قد تلاشى على الجانبين.