كيف نفذت إسرائيل عملية اغتيال حسن نصرالله؟.. إعلام عبري يفجر مفاجأة

فجرت صحيفة «يديعوت أحرونوت" العبرية، مفاجأة بشأن عملية اغتيال زعيم حزب الله اللبناني السابق حسن نصر الله، موضحة أن الذي تداول حينها أن العملية نُفِّذت بـ83 قنبلة من الجو، إلا أنه سبقت قنابل سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية سرية نفّذها عملاء الموساد، الذين زرعوا معدات متطورة في قلب معقل «نصر الله» في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وقعت عملية الاغتيال في سبتمبر من العام الماضي، في خضم قصف سلاح الجو الإسرائيلي لمعاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية؛ إذ تسلل عدة أشخاص إلى حارة حريك بالضاحية حاملين طرودًا مُموَّهة جيدًا، وكانوا يعلمون جيدًا أنه إذا قبض عليهم مسلحو حزب الله، فسيُحكم عليهم بالإعدام. وإذا صودرت الأجهزة الموجودة في الطرود التي بحوزتهم، فسيُلحق ذلك ضررًا أمنيًا جسيمًا بدولة الاحتلال الإسرائيلي، وفق تقرير الصحيفة العبرية.
تسلسل هؤلاء الأشخاص عبر الأزقة الضيقة، آملين أن يكون عميل الموساد، الذي أرسلهم في المهمة، قد نسق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنع سلاح الجو من قصف الطريق التي سلكوها للوصول إلى المبنى السكني متعدد الطوابق الذي يقع تحته مخبأ المقر الرئيسي السري لحزب الله.
بحسب الصحيفة، أشارت المعلومات الاستخباراتية التي وصلت إلى وحدة الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال 8200 وجيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، إلى أن حسن نصر الله رتّب لقاء هناك مع قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، اللواء عباس نلفروشان، ومع قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، علي كركي، الذي كان مرشحًا محتملًا لخلافته.
كان من المفترض أن يلتقي الثلاثة في مخبأ لا يعرفه إلا عدد قليل من عناصر أمن حزب الله ومقربيه، ويُسمح لهم بالاقتراب منه، وكان من المفترض أن يضع عملاء الموساد الذين تسللوا إلى المبنى الواقع أسفله، وهو المجمع السري تحت الأرض، الأجهزة في مواقع محددة مسبقًا، مما مكّن من اغتيال الأمين العام لحزب الله.
قدّر عملاء الموساد أن فرص عودتهم سالمين من المهمة كانت 50%، فحتى لو لم يُقبض عليهم من قِبل حزب الله المتجولين في المنطقة، فهناك احتمال كبير أن يصابوا بشظايا قنابل ألقاها سلاح الجو.
في مساء يوم 27 سبتمبر الماضي، أسقطت 10 طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي 83 قنبلة، وزن كل منها 83 طنًا، على المنطقة التي يقع فيها هذا المقر تحت الأرض، ومنذ البداية، كانت خطة سلاح الجو، استخدام نصف عدد القنابل التي أُلقيت في النهاية - لكن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، يوآف جالانت، عند موافقته على العملية، طالب بمضاعفة عدد القنابل لضمان عدم خروج نصر الله حيًا من الحادث.
إلى جانب نصر الله، تم اغتيال أيضًا علي كركي، الجنرال الإيراني، ونحو 300 شخص آخر، معظمهم من عناصر حزب الله الذين كانوا في المنطقة، كاد تُعطّل عملية اغتيال نصر الله، بعدما وردت الأنباء عن اجتماعه مع مستشاريه يوم الجمعة في المخبأ السري، وانقسمت الآراء في القيادة الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
صرّح رئيس الأركان إنذاك هرتسي هاليفي ووزير الدفاع جالانت بأنه من الأفضل القضاء على نصر الله، ولكن بما أن هذا قد يؤدي إلى جبهة قوية في الشمال -تشمل سوريا وإيران، ولاحقًا إلى حرب إقليمية- فيجب تنسيق الهجوم مسبقًا مع الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن.
في الواقع، كان من شأن هذا التحديث أن يُستبعد إمكانية القضاء على نصر الله، في المقابل، لكن رئيس الموساد وآخرون في الحكومة المصغرة طالبو بتنفيذ عملية الاغتيال، وبالتالي لم يتم التنسيق مسبقًا مع بايدن وفريقه.
تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النقطتين، وتردد، وقرر عدم اتخاذ قرار. ودار هذا النقاش ليلًا، وفي اليوم التالي سافر جوًا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي الصباح الباكر، أثناء طيرانه، اتخذ قرارًا بتصفية نصر الله، بعد أن أشارت معلومات استخباراتية إلى أن هذه الفرصة قد لا تتكرر.
وفقًا للصحيفة العبرية، اكتمل تطوير المعدات التي جلبها عملاء الموساد إلى مخبأ نصر الله عام 2022، أي قبل عام تقريبًا من ذلك من حرب غزة 2023. وتم العمل على جهاز يضمن تحقيق هدف هجوم دقيق على أعماق متفاوتة؛ ولم تنشأ الحاجة إليه بسبب لبنان فحسب، بل بشكل رئيسي لأن الموساد كان يعمل أيضًا على تدمير البرنامج النووي الإيراني.