ناجي الشهابي: مصر بحاجة لبرلمان يعبر عن إرادة الشعب لا أن يكون صدى للحكومة

أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن البرلمان القادم يجب أن يكون صوتًا حقيقيًا للشعب، لا مجرد غرفة صدى لسياسات الحكومة، مشددًا على أن مهمة البرلمان الأساسية في أي نظام ديمقراطي هي تمثيل إرادة الأمة، والتعبير عن تطلعات المواطنين والدفاع عن حقوقهم.
وقال الشهابي، في تصريحات خاصة لــ جريدة النهار، إن مصر تحتاج إلى برلمان قوي يضع هموم المواطن على رأس أولوياته، ويدافع عن الفقراء، وأصحاب المعاشات، والطبقة الوسطى، ويتصدى لأي قوانين قد تهدد الاستقرار المجتمعي، وفي مقدمتها قانون الإيجار القديم.
وأضاف: "إذا فقد البرلمان وظيفته الرقابية والتشريعية، فقد جوهره، وفقدت الدولة توازنها".
تشكيل تنافسي وتنوع سياسي مطلوب
وفيما يتعلق بتشكيل البرلمان القادم، أوضح رئيس حزب الجيل الديمقراطي أن البرلمان المقبل سيشهد درجة عالية من التنافسية، خصوصًا مع دخول الائتلاف الوطني للأحزاب السياسية بقوائم قوية تغطي الدوائر الأربع المنصوص عليها في القانون، إلى جانب المنافسة مع تحالف القائمة الوطنية.
وأكد أن البرلمان الجديد يجب أن يعكس التنوع السياسي والفكري الحقيقي في المجتمع المصري، ويضم ممثلين عن كل التيارات الوطنية التي تتمسك بالثوابت القومية، وعلى رأسها استقلال القرار الوطني، ودعم الجيش، والدفاع عن الأمن القومي العربي، إلى جانب حماية العدالة الاجتماعية.
وقال الشهابي: "البرلمان القادم لديه فرصة حقيقية لاستعادة الثقة بين المواطن والعملية السياسية، إذا ما قُدم من خلاله وجوه جديدة تجمع بين الخبرة السياسية، والشباب، والمرأة، ليكون بحق صورة صادقة لمجتمعنا المصري".
تمثيل شامل لكل فئات المجتمع
وأكد ناجي الشهابي أن البرلمان القادم يجب أن يكون انعكاسًا حقيقيًا للنسيج الاجتماعي المتنوع في مصر، والذي يجمع بين الفئات والشرائح المختلفة من عمال وفلاحين، ومهنيين ومثقفين، وأقباط ومسلمين، مع تمثيل فاعل للشباب والمرأة.
وشدد على أن حقوق الأقليات جزء لا يتجزأ من حقوق المواطنة الكاملة، وأن الدستور المصري كفل هذه الحقوق بشكل واضح، وأن على البرلمان أن يترجم هذا النص إلى واقع من خلال تمثيل حقيقي بلا تمييز.
وقال: "نعتز في حزب الجيل الديمقراطي بتاريخنا الداعم لقضايا الفئات المهمشة، من الأقباط إلى الفلاحين وأصحاب المعاشات، وسنظل منحازين دائمًا لحقوق المواطن أينما كان".
الرقابة البرلمانية أساس التوازن
وفي رده على سؤال حول دور البرلمان في محاسبة الحكومة، أكد رئيس حزب الجيل أن الرقابة هي الوظيفة الأساسية للبرلمان، وهي الضامن الأول لعدم انحراف الحكومة عن مسارها.
وأضاف: "إذا أراد البرلمان القادم أن يحظى بثقة الشعب، فعليه أن يمارس رقابته بموضوعية وشجاعة، ويراجع أداء الحكومة في تنفيذ برامجها، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية، التي تمس معيشة الناس بشكل مباشر".
وأشار إلى أن البرلمان يمتلك أدوات رقابية فعّالة، تشمل طلبات الإحاطة، والاستجوابات، ولجان التحقيق، ومراجعة برنامج الحكومة، وحتى سحب الثقة عند الضرورة.
وختم الشهابي تصريحاته مؤكدًا أن مصر في هذه المرحلة الدقيقة بحاجة إلى برلمان يحقق التوازن: يدعم الدولة في مواجهة التحديات، ويمارس رقابته على الحكومة من أجل حماية حقوق المواطنين وصون السلم المجتمعي