ماذا يعني تفعيل «آلية الزناد» ضد إيران؟.. باحث يوضح التفاصيل

كشف علي عاطف، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ماهية تفعيل آلية الزناد ضد إيران، بعد أن أطلقت دولُ «الترويكا» الأوروبية الثلاث «بريطانيا وفرنسا وألمانيا» يوم 28 أغسطس 2025 بإطلاق الخطوة الأولى في سبيل تفعيل «آلية الزناد» ضد إيران؛ حيث بعثت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي تُخطره بعزمها إعادة جميع العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على إيران قبل التوصل إلى اتفاق عام 2015 النووي والتي رُفعت بموجب القرار رقم 2231 الذي نصّ آنذاك على إنهاء العمل بأحكام قرارات مجلس الأمن السابقة بشأن القضية النووية الإيرانية، ووضع القيود المحددة التي تسري على جميع الدول دون استثناء، وإلزام الدول الأعضاء وفق المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة بقبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها.
بحسب تحليل «عاطف»، نصَّ القرارُ رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 20 يوليو 2015 على إلغاء العقوبات المفروضة على إيران خلال السنوات السابقة لذلك والتي كانت تتصل بشكل رئيسي بالملف النووي الإيراني، وذلك في إطار إقراره لخطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة اختصارًا باسم (GCPOA). فقد أنهى القرارُ الأممي العمل بأحكام القرارات الصادرة مسبقًا عن المجلس ضد إيران خلال الفترة ما بين عامي (2006 – 2015)، إلا أنه في الوقت ذاته أكد على أن “مجلس الأمن، وفي غضون 30 يومًا من تلقّي إخطار من دولة مشاركة في خطة العمل تبلغ فيه بمسألة ترى أنها تشكل إخلالًا كبيرًا بالالتزامات المنصوص عليها في خطة العمل، سيصوت على مشروع قرار بشأن استمرار سريان إنهاء الأحكام المنصوص عليها المبينة في قرارات مجلس الأمن السابقة.
وشدد القرار (2231) على أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن قرارًا يقضي باستمرار سريان إنهاء الأحكام المنصوص عليها في القرارات السابقة، فإنه اعتبارًا من منتصف الليل بتوقيت جرينتش عقب اليوم الثلاثين من إخطار مجلس الأمن، يسري مفعولُ جميع القرارات التي أُنهي العملُ بها وتطبق بالطريقة نفسها التي كانت تطبق بها قبل اتخاذ القرار 2231.
وأكد علي عاطف، أن ما قامت به الدول الأوروبية الثلاث يوم 28 أغسطس 2025 هي الخطوة الأولى في سبيل إعادة جميع العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على إيران قبل التوصل إلى الاتفاق النووي في عام 2015، بحيث إن القرار يمنح إيران 30 يومًا للعودة إلى الالتزامات وإلا فسوف يتم تطبيق هذه العقوبات، وهو ما يعنيه تفعيل «آلية الزناد».
وذكر أن هذه الخطوة الأوروبية جاءت قبل حوالي شهرين تقريبًا من انتهاء سريان خطة العمل الشاملة المشتركة طبقًا للقرار (2231) في 18 أكتوبر المقبل؛ مما يعني أن الدول الأوروبية استبقت تاريخ الانتهاء بوقت قليل لفرض العقوبات الأممية على إيران إما لإجبارها على العودة للمفاوضات النووية مرة أخرى أو لثنيها عن المضي قدمًا في عمليات التخصيب النووي.