النهار
السبت 23 أغسطس 2025 05:36 مـ 28 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

اعترافات صادمة من جنود الاحتياط الإسرائيليين.. أقروا بصعوبة القتال في غزة

نتنياهو
نتنياهو

أعرب جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن ضجرهم من القتال في غزة، وقالوا إنهم يلعبون بالنار بالمشاركة في حرب بلا نهاية، وفق ما نقلت عنهم صحيفة «هآرتس» العبرية.

وقال عدد من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال، الذين تم استدعاؤهم أو صدرت لهم أوامر بتمديد خدمتهم، إنهم يستجيبون لضغوط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويشاركون في القتال بغزة، بدافع الشعور بالدَيْن للمحتجزين لدى حماس في القطاع.

وصرح مقدم في قوات الاحتياط لـ«هآرتس»، بأنه لم يشهد حتى الآن موجة رفض، لكنه يعتقد أن هذا سيشكل مشكلة متزايدة، وقال الضابط الذي يخدم في لواء النخبة: «يشعر الناس أن قتالًا عنيفًا سيندلع في مدينة غزة، ويصعب عليهم عدم المشاركة.. نحن ندفع جنود الاحتياط إلى أقصى حدود طاقاتهم».

وأضاف أنه عانى في حياته الشخصية من خسائر مالية فادحة خلال الحرب التي استمرت 22 شهرًا، ويمكنه أن يتفهم الجنود الذين يقولون إنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الخدمة، وأوضح أنه غالبًا ما يعجز عن تقديم إجابات عندما يلجأ إليه الجنود بشكاوى، ويتساءل: «ماذا تقول لجندي احتياطي قضى عامين في الحرب، ويقول لك إن عائلته تتفكك، أو إن أطفاله بدأوا يتبولون في الفراش من الخوف؟».

وأقرَّ الضابط الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال لا يدرك عمق الأزمة في الوحدات، وقال: «نحن نلعب بالنار عندما يتعلق الأمر بالجنود الاحتياط»، وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الأربعاء الماضي، عن أوامر استدعاء لـ60 ألف جندي احتياطي، على أن تصدر الشهر المقبل، بينما ستُمدَّد فترة خدمة 20 ألفًا آخرين لمدة 40 يومًا، وسينضم بعضهم إلى العمليات في غزة، بينما سينتشر آخرون في أماكن أخرى ليحلوا محل القوات المرسلة إلى القطاع.

وأثار جندي من لواء احتياط استدعي للخدمة في غزة مشكلة أخرى، وهي قادة الألوية، وقال إن معظمهم لم يفهموا معاناة جنود الاحتياط، وركزوا فقط على تحقيق الإنجازات، وكشف الجندي عن أن قائد لوائه لم يقدم أي تفسير لاستمرار القتال، سوى أنه «صهيوني».

وقال جندي يخدم على الحدود الشمالية، من المتوقع أن تستمر فترة خدمته لعدة أسابيع أطول مما كان مقررًا في الأصل، إن جنود الاحتياط يعانون من حالة عدم اليقين التي يفشل الجيش الإسرائيلي في معالجتها، مضيفاً: «بعد عامين من الحرب، ندرك أنها لن تنتهي، ولا أحد في الجيش الإسرائيلي قادر على إعطائنا جدولًا زمنيًا واضحًا.. ليس من المعقول أن أتلقى مكالمة هاتفية من قائد الكتيبة يخبرنا فيها باحتمال استدعائنا، ثم تأتي الأوامر بعد يوم واحد».

وتساءل الجندي: «لماذا هذا التجاهل؟ لماذا يظن أحد هناك أن حياتنا لا قيمة لها، وأن عائلاتنا قادرة على تحمل كل هذه المشقة؟»، وحذَّر الجندي من انتشار موجة رفض أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية بين جنود الاحتياط، قائلًا: «على عكس ما يعتقده الجيش، عندما يقرر الجنود عدم الحضور، ستكون الأمور كالكرة الثلجية التي لن يستطيعوا إيقافها».