العودة للجذور.. من الكمايتة حتى الساسانية أو الكسراوية!

صراع أيدولوجي حادث في إيران الفترة المنقضية، وذلك بسبب النظام السلطوي الحادث هناك، فعلى الرغم من الأحداث الاخيرة وما لها من صدى حول إجتماع الأمة الإيرانية وراء قياداتها، الا ان هناك اصوات تعالت من جديد لعودة الثقافة اللإيرانية والحضارة الفارسية والساسانية للمشهد الثقافي، فهل يمكن سماع تلك الأصوات من المؤسسة الحاكمة في إيران؟
إعلان بشوارع إيران: "مهما أنفقتم لتدمير الإمبراطوريتين الأخمينية والساسانية، إلخ، فقد تشبثتم بهذا التاريخ والهوية الإيرانية خلال أيام إيران الحاسمة. "الهوية الإيرانية" قوية لا تُمحى."
في ظل وجود دعوات في مصر مشابهة لعودة الكميتية – ثقافة مصر القديمة – للإحياء، وفل ظل تنامي الدعوات التابعة لهذه الأيدولوجية بهدف الحفاظ على الأرث الثقافي والتاريخي، الا ان تلك الدعوات ما هي إلى محاولة إستجلاب للقديم لعدم الأستفادة من الأيدولوجيات الحديثة من وجهة نظرهم، تلك الدعوات على الرغم من ظهورها بمنظر منظم الا انها ليست بذات تنظيم خاص، لا سياسي ولا أيدولوجي، مجرد أفكار تتشابه وتختلف مع أصحابها من داخل التيار الكيمتي نفسه. وهو ما ينبئ بعدم وجود نسق ثابت وواضح حول كيفية الأستدعاء وكيفية مطابقة القديم بالمعاصر!
في الحالة الإيرانية نجد انه على الرغم من دعوات التجديد من الداخل الإيراني متمثله في تيار على شريعتي الا ان اغلب المؤسسات والمنظمات الإيرانية بل وحتى السلطة الإديرانية نفسها لديها تحفظات حول تلك الأيدولوجية، فهي تقبل ما يتوافق معها وترفض ما يختلف معها بشكل جذري، مما يوضح ان النسق السلطوي الإيراني الحالي يعتمد بشكل كامل على نموذج وحيد ترفض السلطة الأخلال به او حتى تشكيله من الخارج بالعصرانية!
مير حسين يساري مسلم. ما سبب هذا العداء اليساري تجاه الهوية الإيرانية والتاريخ والفردوسي؟
من النص: "نبشوا آثار برسبوليس واختلقوا التاريخ ليُجبروا الأمة على الافتخار بتاريخ غريب عن الإسلام. أثار الأشرار ألفية الفردوسي في عهد رضا شاه لتعزيز الشعور القومي".
ولكن الأهم من ذلك هو مدى تأثر اصحاب تلك الأيدولوجية التحديثية في أستخدام أساليب يتبعها النظام الإيراني، فمبدأ المظلومية يظهر من جديد ولكن مستخدماً الطمس المتعمد للحضاراة الفارسية القديمة، ليحاول استقطاب اتباع جدد لتلك القضية للتأثير على صناعة القرار الإيراني الحالي.
من منطلق خبراتنا في التعامل مع الدعوات الفئوية الموجودة في مصر المتمثلة في الكمايتة، فأن ذلك التيار الإيراني ينبغي وجوده، للحفاظ على التراث الإيراني القديم، بل وحتى لحمايته من الدعوات المتعصبة وأصحاب الأصوليات المختلفة، ولإستعادة التراث المادي والمعنوي ودمجه في الحياة الأجتماعية الأيرانية المعاصرة، فهو السبيل للحفاظ عليها والسيبل الحقيقي لعدم تغييب التراث في الفكر الإيراني الحديث والمعاصر، بعد عقود من الطمس والتشويه والأقصاء.