إلى أي مدى سعت إسرائيل للتحول إلى الفاعل الأهم في الملف السوري؟

قال محمد فوزي، باحث بوحدة الدراسات العربية والإقليمي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن التحركات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، والتي جمعت بين الأبعاد السياسية والعسكرية تؤكد على فكرة سعي إسرائيل للتحول إلى الفاعل الأهم في الملف السوري توظيفًا للمتغيرات التي أعقبت الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، فضلًا عن كونها تعبر عن طبيعة المقاربة الإسرائيلية تجاه سوريا، والتي تستهدف بشكل رئيسي تحقيق فكرة «التقسيم»، مستغلةً في ذلك النزعات العرقية والإثنية المتنامية في سوريا على وقع الإشكالات التي تواجه مسألة العدالة الانتقالية في ظل السلطة الجديدة في دمشق، فضلًا عن حالة الهشاشة الأمنية والمؤسساتية في سوريا وغياب مفهوم الدولة الوطنية.
وأضاف الباحث محمد فوزي، في تحليل له، أنه رغم كافة التطمينات التي سعت الإدارة السورية الجديدة إلى بعثها للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي، بخصوص عدم تحويل أراضيها إلى ساحة لتهديد أمن الدول الأخرى، فضلًا عن الرسائل الإيجابية تجاه إسرائيل تحديدًا في العديد من المناسبات، فإن إسرائيل تعسى إلى تحييد أي تهديدات أمنية قد تأتي من ناحية سوريا، وتتجلى أبرز الهواجس الأمنية بالنسبة لإسرائيل، في مسألة التخوف من إعادة التموضع الإيراني في سوريا، والخلفية الجهادية للإدارة السورية الجديدة، فضلًا عن انتشار العديد من التنظيمات المسلحة والإرهابية على غرار داعش في سوريا.
وأكد أنه من هنا استهدفت التحركات الإسرائيلية بشكل رئيسي ضمان أمن حدودها الشمالية، عبر إنشاء منطقة عازلة خالية من أي تهديد عسكري، ويبدو أن إسرائيلي تسعى إلى تجنب سيناريو تكرار تجربة حزب الله اللبناني في ناحية الجولان، بمعنى أن إسرائيل تريد منطقة جنوبية في سوريا معزولة السلاح تمامًا، فلا صواريخ أو مدفعية أو تشكيلات عسكرية ثقيلة بالقرب من حدودها.