النهار
الأحد 29 يونيو 2025 03:20 صـ 3 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بمشاركة مصرية ودولية.. انطلاق مهرجان أبها للتسوق في نسخته الـ26 بالسعودية الإمارات تمد شريان حياة للقطاع الصحي الفلسطيني عبر “الفارس الشهم 3” رئيس الوزراء يشهد افتتاح أكبر مستودع لشركة جوميا مصر والمُصمم بأحدث التقنيات بعد معاتبة سيدة له.. ماذا حدث بين أسر ضحايا كفر السنابسة ومحافظ المنوفية؟ «شرشر» يهنئ الأستاذ هشام عبد الله والأستاذ محمد رجراجي بمناسبة زفاف العروسين وليد ونوال رحاب الجمل أحدث المنضمين لقائمة نجوم” الست لما” مع يسرا خبراء لـ «النهار»: ضرب إيران لم يضعف الحوثيين وقدرتهم كبيرة على التكيف مع الواقع الجديد عبير صبري عبر إنستجرام: تم الإنفصال بكل هدوء وتفاهم أتمنى لكل منا التوفيق أمريكا تغري إسرائيل بمكافأة ثمينة مقابل إنهاء حرب غزة.. فما التفاصيل؟ آخر تطورات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.. وزير فلسطيني سابق يوضح التفاصيل أم العروسة مع العريس وتعلق: ” زغرطولي”... مفيدة شيحة تحتفل بزفاف نجلتها منة ريهام الصيرفي على شاشة المحور ببرنامج “هام مع ريهام”

عربي ودولي

خبراء لـ «النهار»: ضرب إيران لم يضعف الحوثيين وقدرتهم كبيرة على التكيف مع الواقع الجديد

قدرات الحوثيين العسكرية
قدرات الحوثيين العسكرية

يراقب الخبراء والمختصون باهتمام بالغ تداعيات العدوان الإسرائيلي على إيران، وأثره على الحركة الحوثية المرتبطة عضويًا ولوجستيًا بالدعم الإيراني.

وتطرح في هذا الشأن العديد من الأسئلة التي تتناول مستقبل الحركة وقدرتها على البقاء كحركة تمرد داخلي، وحركة مساندة للمقاومة الفلسطينية، وضرب إسرائيل بصواريخها المصنعة محليًا وخارجيًا، ومدى قدة الحركة على الاعتماد على نفسها بالتصنيع المحلي والدعم الداخلي خاصة وإن إيران فقدت القدرة الآن على تقديم الدعم لأذرعها في الخارج، لأنها؛ تتفرغ فقط لإعادة ترميم مفاعلاتها التي استهدفت، ومدنها التي دمرت، واقتصادها الذي لحق به قدرًا كبيرًا من الخراب.

وللإجابة على كل هذه الأسئلة، استطلعت "النهار" أراء الخبراء في هذا الشأن التي توافقت على أن أزمة كبيرة قد ألمت بالحركة الحوثية، بعد العدوان الإسرائيلي على إيران.

ويرى الخبراء، أن استمرار حالة التشتت والتنافر بين الأطراف اليمنية المناوئة للحوثيين،تمنحها قدرة على البقاء في الداخل، بينما تقف الطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن، دائمًا إلى جانب الحوثيين ضد أي عدوان خارجي، وهو ما يعطي الجماعة القدرة على البقاء والاستمرار حتى في حال انقطاع الدعم الإيراني .

إعلامي يمني: لا توجد فرص لتوحد الأطراف اليمنية ضد الحوثي

يشير الصحفي والإعلامي اليمني فتحي بن لزرق، رئيس تحرير جريدة "عدن الغد"، إلى أن الأطراف اليمنية التي تصارعت مع الحوثيين خلال السنوات الماضية باتت غير قادرة على خوض معركة مسلحة حقيقية ضدهم.

ويعزو "بن لزرق" في تصريحات خاصة لـ "النهار"، هذا العجز إلى حالة التشتت والتنافر الشديد بين هذه الأطراف، حيث أصبحت المشاكل البينية أكثر تعقيدًا من الصراع مع الحوثيين أنفسهم.

ويؤكد رئيس تحرير جريدة "عدن الغد"، أن إمكانية وجود معركة وطنية داخلية ضد الحوثيين تبدو ضئيلة للغاية، ما لم يتدخل التحالف العربي لدعم هذه المعركة وتوحيد الأطراف المتصارعة داخليًا، وفي ظل غياب هذا الدعم، يظل الحوثيون في موقف قوي نسبيًا على الأرض، وهو ما يمنحهم هامشًا كبيرًا للمناورة.

وفيما يتعلق بتأثير الضربات التي تعرضت لها إيران على جماعة الحوثي، يرى الصحفي والإعلامي اليمني أن هذه الضربات قد تؤثر على إمدادات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، لكن تأثيرها لن يكون كبيرًا.

ويوضح أن إيران لا تزال تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة، كما أن خطوط الإمداد عبر ميناء الحديدة، رغم تعرضه للقصف مؤخرًا، لا تزال قائمة، مما يسمح بوصول إمدادات جديدة للحوثيين.

بالإضافة إلى ذلك، يشير "بن لزرق" إلى أن جماعة الحوثي تمتلك مخزونًا كبيرًا من الأسلحة تم تخزينه منذ عام 2017، مما يمكنها من الصمود لفترة طويلة دون الحاجة إلى إمدادات جديدة.

وقال إن أي إضعاف لجماعة الحوثي قد يتم عبر مسار دبلوماسي، يتمثل في ضغوط دولية على إيران لتمارس بدورها نفوذها ضد الجماعة، لكن على أرض الواقع، لا ينتظر حدوث تغيير جوهري؛ فالحوثيون لم يتأثروا بالضربات الجوية الإسرائيلية والأمريكية، ولا بالعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية، فيما تواصل عناصرهم القتال بأسلحة محلية، وترسانتهم الصاروخية لا تزال قائمة دون نقصان.

خبير في الشأن الإيراني: الدعم الخفي يعزز بقاء الحوثيين

بدوره، أشار المحلل السياسي والخبير بالشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، إلى أن هناك سيناريوهين بشأن مستقبل الحوثيين، الأول؛ يتوقع تراجع قدرات الجماعة نتيجة لتقلص الدعم العسكري الإيراني بفعل الضغوط الدولية، أما الثاني؛ فيرى أن الجماعة قادرة على تعزيز نفوذها نتيجة غياب الرؤية الاستراتيجية من الأطراف المناوئة لها، سواء داخل اليمن أو خارجه.

ورجح "الهتيمي" في تصريحاته لـ "النهار"، السيناريو الثاني باعتباره الأقرب للواقع، موضحًا أن إيران، بعد "التجربة الأليمة" من الضربات الإسرائيلية، باتت أكثر قناعة بضرورة تقوية شوكة جماعة الحوثي، التي كانت الذراع الوحيد الذي أعلن بصراحة عزمه المشاركة في ضرب أهداف أمريكية إذا ما تدخلت واشنطن في ضرب إيران، وهو التهديد الذي شكل ورقة ضغط استحضرتها أمريكا قبل تنفيذ هجماتها أو التسريع بقرار وقف إطلاق النار.

كما يرى المحلل السياسي والخبير بالشأن الإيراني، أن الحوثيين أنفسهم باتوا أكثر يقينًا بأن الصمود واستخدام كل الخيارات المتاحة لهم كفيل بإصابة خصومهم بحالة من التردد والتراجع في اتخاذ قرارات متسرعة، ولهذه الأسباب، ورغم الظرف السياسي والعسكري الصعب الذي تمر به إيران والحوثيون، سيعمل الطرفان على توسيع النفوذ وتقوية موقف الجماعة في الداخل اليمني.

وأشار الهتيمي أيضًا إلى أن الجغرافيا اليمنية الوعرة تمنح الحوثيين "حصانة طبيعية"، مما يجعل من الصعب على أي قوة خارجية القضاء عليهم بشكل كامل.

ورأى المحلل السياسي، أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، لا يزال ينظر إلى الجماعة على أنها تقوم بدور مهم لخدمة المصالح الاستراتيجية الأمريكية.

واستشهد "الهتيمي" باتفاق كوبنهاجن عام 2018، الذي حد من قدرة القوات الشرعية في اليمن على حسم معركة السيطرة على ميناء الحديدة، والذي يعتبر شريان الحياة للحوثيين، فهذا الاتفاق، بحسب الهتيمي، منح الحوثيين "قبلة حياة" ساعدتهم على تعزيز نفوذهم.

باحثة في قضايا الشرق الأوسط: التقوقع في الداخل ووقف استهداف إسرائيل أحد الخيرات

من جانبها، ترى سارة أمين، الباحثة في قضايا الشرق الأوسط بمركز رع للدراسات الاستراتيجية، أن تراجع القدرات الإيرانية نتيجة الضربات الإسرائيلية والأمريكية والعقوبات الاقتصادية يلقي بظلاله على أدوات النفوذ الإيراني في المنطقة، وفي مقدمتها جماعة الحوثي.

وأشارت "أمين"، في تصريحاتها لـ "النهار"، إلى ملاحظة تراجع نسبي في وتيرة العمليات النوعية التي ينفذها التنظيم خارج الحدود اليمنية، خاصة في البحر الأحمر، وهو ما يشير إلى انحسار في الدعم المقدم له.

كما ترى أن أولويات طهران الآن ستتجه نحو إعادة ترتيب داخلية تركز على احتواء الضغوط الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في الداخل الإيراني، مما سينعكس مباشرة على أذرعها الخارجية، بما فيها جماعة الحوثي.

وتوقعت الباحثة في قضايا الشرق الأوسط، أن تشهد الفترة المقبلة تراجعًا ملحوظًا، وليس نسبيًا، في الدعم اللوجستي والعسكري الموجه من طهران للحوثيين.

ومع ذلك، أكدت سارة أمين على قدرة التنظيم على التكيف المرحلي، مستفيدًا مما لديه من أوراق نفوذ داخلي مهمة، وتسليح عسكري، وبنية تنظيمية متماسكة، وقاعدة اجتماعية تستند إلى مزيج من الأيديولوجيا والمصالح المحلية.

ولفتت إلى أن هذه العوامل مكنته من فرض نفسه كفاعل رئيسي في المشهد اليمني، سواء من خلال السيطرة على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة، أو من خلال الاستفادة من حالة الجمود السياسي على المستوى الوطني.

وتخلص الباحثة في قضايا الشرق الأوسط بمركز رع للدراسات الاستراتيجية إلى أن تنظيم الحوثي يقف أمام مفترق طرق، ولديه خياران رئيسيان: أولهما، الاستمرار في النهج العسكري، وفقًا لآلية "محور المقاومة"، في ظل بيئة إقليمية أقل دعمًا وتحولات أمنية بوتيرة متسارعة وأكثر تحديًا، وثانيهما، تبني سياسة براجماتية تسمح للجماعة بإعادة تعريف أولوياتها والبقاء كفاعل سياسي في مرحلة ما بعد الحرب.

وتؤكد "أمين" أن الخيار الثاني يعتمد على مدى استعداد الحوثيين للانخراط في مسارات تفاوضية واقعية، تضمن لهم دورًا سياسيًا في مستقبل اليمن، بعيدًا عن الارتهان الكامل لـ"محور المقاومة" الإيراني الذي تراجعت فعاليته إقليميًا، وهو الاتجاه الذي قد يفتح المجال أمام الحوثي لإعادة صياغة حضوره في إطار سياسي، بدلاً من التعويل الكامل على المسار العسكري.

واختتمت الباحثة بأن مستقبل الحوثيين معقد ومتعدد الأوجه؛ فبينما يمنحهم انقسام قوى المعارضة نفوذاً على الأرض، قد يحد من دعمهم الخارجي تراجع "محور المقاومة" وضربات إيران، ويعتمد مسارهم المقبل على مدى قدرتهم على التكيف مع هذه المتغيرات، وما إذا كانوا سيواصلون نهجهم العسكري المحفوف بالمخاطر، أم سيتجهون نحو مسار سياسي براجماتي يؤمن لهم دوراً فاعلاً في مستقبل اليمن.

موضوعات متعلقة