غزة .. 600 يوم من الصمود أمام العدوان الإسرائيلي

في واحدة من أكثر حملات الإبادة دموية في التاريخ الحديث، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بالتزامن مع مرور 600 يوم من العدوان، حيث تحولت فيه غزة من أرض للسلام إلى منطقة منكوبة، ومعاناة لا تنتهي لأكثر من مليوني فلسطيني من أصحاب الأرض.
أكثر من 175 ألف شهيد ومصاب
ففي واحدة من أطول وأعنف الحروب التي مرت في تاريخ الصراع، فقد تخطى ضحايا هذا العدوان أكثر من 54 ألف شهيد و 123 ألف مصاب، يضاف لهم أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض.
تدمير 80% من المباني
ولم يسلم الحجر من عدوان الاحتلال أيضا، حيث تشير تقديرات أممية أن نحو 80% من المباني السكنية في غزة إما دمرت كليا أو تضررت جزئيا، كما شهدت الخدمات الأساسية والمرافق الخدمية انهيارا تاما، بسبب الاستهداف المتعمد لها من قبل قوات الاحتلال.
أكثر من 2 مليون نازح داخلي
أما النزوح فكان العنوان الرئيسي لهذا العدوان، إذ تشير تقارير أممية أن أكثر من مليوني فلسطيني أصبحوا نازحين داخليا، يبيتون في مدارس متهالكة أو خيام مؤقتة دون مقومات أساسية للحياة، كما تستهدف قوات الاحتلال أيضا المدارس وأماكن الإيواء التابعة لأونروا بهدف الضغط على سكان القطاع لتهجيرهم.
تدمير أكثر من 90 مستشفى ومرفق صحي
أما القطاع الصحي فكان خير شاهد على وحشية هذا العدوان، فقد أخرجت 22 مستشفى من أصل 38 في القطاع عن الخدمة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي، كما أن 30 مركز رعاية أولية من أصل 105 فقط تعمل حاليا بعد أن دمرتها إسرائيل، كل هذا يأتي في ظل نقص حاد في الوقود لاستمرار تشغيل ما تبقى من مستشفيات ومرافق صحية في القطاع المكلوم.
600 ألف طالب حرموا من التعليم
ووفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن التعليم حق من حقوق الإنسان، إلا أن هذا لا يحدث في غزة، حيث تشير إحصائيات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية إلى أن أكثر من 600 ألف طالب حُرموا من حقهم في التعليم في القطاع، وتحولت غالبية المدارس إلى مراكز إيواء، بينما تعرّضت المئات منها لأضرار جسيمة.
إغلاق المعابر وتجويع الفلسطينيين
وعلى وقع هذا النزيف المستمر، يفرض الاحتلال حصارا خانقا بإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، ليحوّل حياة الأهالي إلى معاناة قاسية عنوانها الجوع والعطش، بل ويفرض آليات تعجيزية لتوزيع المساعدات تهدف لإذلال الفلسطينيين للحصول على كسرة خبز وشربة ماء.
على الرغم من هذا الواقع المظلم، ما زالت غزة تقاوم، الأهالي يواجهون الدمار بالصبر، ويعيدون بناء الحياة في الخيام، يصنعون من الألم إرادة لا تنكسر، ويقفون بقوة أمام رصاص الاحتلال.. أكثر من ستمئة يوم من الحرب، لم تنكسر فيها غزة .. وبالطبع.. لن تنكسر.