هل ينهار الاقتصاد الإسرائيلي جراء الحرب على إيران؟.. تقارير توضح التفاصيل

آثار اقتصادية مدرمة بدأت تُلقي بظلالها على إسرائيل جراء الحرب الأخيرة على إيران، إذ بلغت قيمتها 28 مليار دولار، وما أكثر من ذلك بكثير أيضاً، حسب التقديرات الإسرائيلية وثابت أبوالروس، الخبير الاقتصادي، والذي ذكر أن الحرب تقع بين دولتين ذات قدرات عسكرية وإمكانيات عسكرية كبيرة، والتقديرات تؤكد أنه في اليومين الأولين للعدوان الإسرائيلي على إيران، كلفت هزيمة إسرائيل اقتصادها ما لا يقل عن 9 مليار ونصف شيكل أي بما يعادل 2.5 مليار دولار، وبعد أن قصفت إيران إسرائيل بغت التكلفة حسب التقارير الإسرائيلية 2 مليار شيكل أي 700 مليون دولار، إذاً تكلفة اليوم الواحد مباشرة تصل من 500 مليون دولار إلى 700 مليار دولار.
إيقاف حركة الطيران والملاحة
وقال الخبير الاقتصادي في تحليله، إن هذه خسائر مباشرة تتعلق بالإعدادات والتجهيرات العسكرية بعيدة تماماً عن المعادلة الاقتصادية العاملة التي تفتقد إلى شقين مهمين الأول هو أن القطاعات الإسرائيلية التي تعطلت بالفعل جراء استمرار العدوان الإسرائيلي كإيقاف حركة الطيران والملاحة والحركة التجارية وإيقاف الجامعات والمدارس أي كل مكونات الدولة، والعامل الثاني المباشر هو الخسائر التي يمكن أن تحدث مستقبلًا لدى الكيان الإسرائيلي كالتغير الديمغرافي بعد انتهاء العدوان على إيران والذي يتمثل في الهجرة من إسرائيل للخارج، إذ بلغت نسبة المهاجرين أرقاماً مرتفعة للغاية، وإسرائيل الآن تُحظر على المسافرين أن يخرجوا إلى دول العالم، لذا يقوموا بالتهريب من خلال تركيا أو بعض الموانئ المفتوحة بدفع مبالغ عالية.
واستنتج ثابت أبوالروس، من ذلك أن التكلفة المالية الآن مرتفعة بشكل كبير وباهظة، وإذا استمر هذا العدوان سيكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر باهظة، مستنداً على أن بناء موازنة عام 2025 في إسرائيل لم يأخذ في الاعتبار العدوان الإسرائيلي على إيران، وعندما تم تقدير بيانات الموازنة تم تقديرها بناءً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحاً أن المفاجأة في العدوان الأخير على إيران عدم وضعه في الحُسان أثناء تقدير الموازنة.
عجز كبير في الموازنة الإسرائيلية
وفق الخبير الاقتصادي، بلغت نسبة العجز في موازنة العام 2025 4.9، وهي نسبة كبيرة خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على إيران، لافتاً إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يُعتبر من الاقتصاديات القوية على مستوى العالم، لكن العدوان المستمر منذ السابع من شهر أكتوبر وانتقاله إلى جبهات أخرى حتى وصل إلى إيران أضعف الاقتصاد الإسرائيلي ولكن لم يحدث الخرق الكبير الواضح أو الجوهري الذي يمكن أن يؤدي إلى التدمير الكلي للاقتصاد الإسرائيلي.
يعتبر «أبوالروس»، أن وصول نسبة العجز في الموازنة العامة لإسرائيل غلى 4.9 نسبة كبيرة ومرتفعة، موضحاً أن الأبعاد المستقبلية التي سيعاني منها الاقتصاد الإسرائيلي ستستمر إلى سنوات، ودليل ذلك تخفيض الائتمان الإسرائيلي للمرة الرابعة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتراجع نسبة السياحة للغاية، لافتاً إلى أن النقطة الإيجابية أن الاقتصاد الإسرائيلي يُعتبر رقم 13 أو 14 من حيث القوة في اقتصاديات الدول، والآن يُمكن لهذا الاقتصاد أن يتراجع لكن لا يمكن أن يتدمر أو ينتهي أو يُفلس لأن معدل الدخل العام في إسرائيل يفوق الـ 570 مليار دولار وهذه قيمة كبيرة ويمكن أن تتأثر بالانخفاض ولا يمكن أن تنتهي أو تتلاشى.
معدلات غير مسبوقة في الهجرة من الداخل الإسرائيلي للخارج
وبالحديث حول موضوع الهجرة، ذكر الخبير الاقتصادي، أنه منذ السابع من شهر أكتوبر 2023 خرج من إسرائيل ما لا يقل عن 300 ألف مواطن في المقابل كان 500 ألف في الخارج لم يعودوا، لكن منذ عدوان إسرئيل على إيران، قررت إسرائيل منع حركة الطيران منها للخارج بهدف كبح جماح الهجرة، ووضعت قيوداً صعبة جدا وأوقفت ملاحة الطيران توقف شبه كامل لمنع الخروج من إسرئيل لدول العالم.
كل هذه الإجراءات، وفق «أبوالروس»، سبب اختراقاً في حركة الملاحة البحرية واتجه المواطنون الإسرائيليون إلى قبرص وبلغت تكلفة الشخص الواحد في حدها الأدنى ما لا قل عن 1500 دولار للشخص، مؤكداً أن إسرائيل لو تركت المجال مفتوحاً للخروج سيخرج الآلاف من المواطنين، وهذا سيؤدي إلى تغيير دميموغرافي كبير في حركة الاستثمار، يُحدث شرخاً كبيراً في الحركة الاقتصادية المستقبلية.